18.34°القدس
18.03°رام الله
17.19°الخليل
23.87°غزة
18.34° القدس
رام الله18.03°
الخليل17.19°
غزة23.87°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

عهد الوفاء

إياد القرا
إياد القرا
إياد القرا

بالكشف عن جزء من المعلومات المرتبطة بعملية الوهم المتبدد التي قامت بها فصائل المقاومة، وما تبع ذلك من مفاوضات طويلة أُبرم في نهايتها اتفاق لتبادل الأسرى تم بموجبه الإفراج عن 1027 أسيرا مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط".

الإفراج عن المعلومات الجديدة يحمل رسائل متعددة أرادت كتائب القسام أن ترسلها في أكثر من اتجاه، في مرحلة مهمة وحساسة ترتبط بانتفاضة القدس والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، واستمرار احتفاظها بالمعلومات المرتبطة بالجنود المفقودين بغزة، في أعقاب الحرب على غزة 2014.

الوفاء للشهداء في أعقاب استشهاد خمسة مقاومين يمثلون الحلقة التي كانت تأسر الجندي شاليط، والتي احتفظت به إلى حين الإفراج عنه، وهم القادة الميدانيون في كتائب القسام: سامي الحمايدة وعبد الله علي لبد وخالد أبو بكرة ومحمد رشيد داود وعبد الرحمن المباشر، ممن شاركوا بشكلٍ مباشرٍ في احتجاز شاليط طوال فترة أسره.

أمر محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام، كان كفيلا أن يظهر أهمية وقيمة الأمر لدى كتائب القسام، ووفاء لهم ولما قاموا به من عمل بطولي وأسطوري، وحفاظهم على السر رغم محاولات الاحتلال للوصول إليه.
أرادت القسام أن تفضح فشل الاحتلال في الوصول للحلقة الضيقة التي كانت تحيط بشاليط منذ عام 2006 حتى عام 2011 ، ولم ينشر الاحتلال أي معلومة حول هؤلاء المقاومين رغم ادعائه أنه استهدف غالبية من أسروا شاليط وأطلق عليها "إغلاق الحساب".

لم يدر بخلده أن لدى القسام ما يقوله، وما كُشف عنه هو اليسير من المعلومات، وخاصة أن المقاومين الخمسة كانوا يتحركون بأريحية، ويعملون بمهارة عالية، وفي مجال الأنفاق بالتحديد، حيث استشهد ثلاثة منهم أثناء عملهم الجهادي في الأنفاق المعدة لمواجهة الاحتلال.

يفي القسام لأبنائه جهادهم ومقاومتهم ويقدم رسالة لأبنائه وعائلاتهم أنه يفي لهم قدرهم وجهادهم ويرفع من شأن مقاوميه وخاصة شهداء الإعداد.

أرادت القسام أن توجه ضربة للاحتلال بأنه أعجز من الوصول إلى الجنود المفقودين في غزة، وأنه سيفشل حتما بذلك، وأن الطريق الأقصر في الوصول لهم هو عبر صفقة وفاء الأحرار 2.

كذب المعلومات التي حصل عليها الاحتلال من جنديه الأسير بغزة شاليط في ظروف احتجازه وكيفية الاحتفاظ به رغم كل محاولات الاحتلال للوصول إليه عبر العملاء في مساحة ضيقة يرصدها الاحتلال على مدار الوقت.

ما كشفه القسام يؤكد أن ملف الأسرى لا زال حاضرا بقوة في هذه المرحلة، وخاصة في ظل حملات الاعتقال التي يقوم بها الاحتلال في الضفة، وكذلك التهديدات ضد الأسرى المحررين وإعادة اعتقالهم وتهديد آخرين بالاغتيال خاصة في غزة والخارج.

ما نشر يؤكد أن المقاومة تمتلك المبادرة في كشف ما لديها من معلومات تؤكد فيها عجز الاحتلال أمنيا واستخباريا في معرفة قدرات وإمكانيات المقاومة، وأن كل ما ينشره الاحتلال هو تضليل ولا يستند إلى معلومات دقيقة.