أعربت اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة عن استنكارها الشديد بما وصفته "الاستهتار اللامسئول" من قبل برنامج التعليم في الأنروا بعد اندلاع حريق كبير بمدرسة النصيرات الابتدائية المشتركة ”و” التابعة لوكالة الغوث، دون وجود أدنى وسائل الأمن والسلامة والحماية للطلاب اللاجئين.
ونجم الحريق عن انفجار مولد الكهرباء الخاص بالمدرسة مما أدى لاشتعال النيران بخزان الوقود الملاصق للمولد، حيث المولد يعاني من أعطال دائمة وغير ملائم لشروط السلامة.
حريق نتيجة الاستهتار
وقال خالد السراج رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم النصيرات في بيان صحفي:"إن المولد الذي احترق موجود في مكان غير ملائم للسلامة العامة، حيث وضع ما بين سور المدرسة الجنوبي وبين مبني المدرسة الجناح الجنوبي بمساحة مترين ونصف فقط، وملاصق لنوافد مختبر المدرسة، وغرفة صفية دور أرضي، أما مختبر الحاسوب في الدور الثاني أعلى موقع المولد".
وأوضح السراج أن الحريق أدى إلى احتراق المختبر ومختبر الحاسوب وغرفة صفية بشكل كامل بجميع الأثاث والنوافذ، حيث لحقت دخان النيران الفصول العلوية في الدور الثالث مما أوجد حالة من الخوف والهلع بين الطلاب اللاجئين.
وبين رئيس اللجنة أنه تم اخلاء الطلبة في الوقت المناسب، ولم يتواجد الأطفال في المختبر والغرفة الصفية أثناء اشتعال المولد، ولم يصاب أي من الاطفال بأذى، بعناية الرحمن الذي أنقذ المدرسة من كارثة حقيقية في الأرواح.
وأكد السراج أن الممر المؤدي للمولد لا يتجاوز 100سم، قائلا :"هذا يعني أنه لا يسمح لعمليات الاطفاء أو الاخلاء بالشكل القانوني والمهني المناسب، إلى جانب قرب المولد من منطقة سكنية"، مشيراً إلى أنه لا يوجد في المدرسة وجميع مدارس الوكالة سلالم الهروب في حالات الطوارئ كما لا يوجد أبواب بديلة للمدخل الرئيسي للمدرسة.
واستهجن السراج بدء الدوام الدراسي للفترة المسائية دون وجود أي من المسئولين بالأنروا في المدرسة للاطلاع على ما جرى والوقوف عن كثب لتقييم الأمور واتخاذ اللازم.
وبيّن أنه لدى برنامج التعليم بالأونروا علم عن وضع المولد الكهربائي الخطر من ناحية صلاحيته الميكانيكية، ومن ناحية موقع وضعة الخطر بالنسبة للتلاميذ، ولم تقم دائرة التعليم بعمل اللازم لتغيير المولد ونقلة إلى مكان آخر بعيد عن الغرف الصفية.
غياب إجراءات السلامة
ووجه السراج أصابع الاتهام إلى مدير برنامج التعليم بوكالة الغوث بصفته وشخصه، ومدير المنطقة التعليمية بالنصيرات والبريج بصفته وشخصه عن مسئوليتهم المباشرة عن الحادث.
وقال السراج :"بما أن الأونروا تقوم بالتحقيق في قضايا بسيطة تتعلق بالطلاب أو المدرسين البسطاء على أخطاء أقل خطورة وتعاقبهم بالفصل، فإن الأونروا الآن مطالبة في التحقيق بالحادث مع المسئولين في برنامج التعليم الذين أهملوا حماية الأطفال في المدارس وتعريض أرواحهم للخطر".
كما طالب رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم النصيرات بإقالة مدير برنامج التعليم بوكالة الغوث ومدير المنطقة التعليمية في منطقتي النصيرات والبريج، واستدعاؤهم للتحقيق بصفتهم وشخصهم، ومراجعة كل وسائل السلامة العامة في مدارس الأونروا بشكل خاص وكل مؤسساتها بشكل عام وتوفير مخارج وبوابات إضافية للمدارس لحالات الإخلاء.
وأكد أنه في حالة عدم الاستجابة لمطالب اللجنة الشعبية في النصيرات، سيتم تنفيذ سلسلة احتجاجات واعتصامات وفعاليات استنكاراً للإهمال المتعمد من قبل المسئولين بوكالة الغوث، وتحريض الأهالي وأولياء الأمور، ومخاطبة هيئة الأمم المتحدة مباشرة حول الحادث.
يذكر أن الحريق الذى طال مدرسة النصيرات المشتركة ” و ” نتيجة ماس كهربائى بمولد الكهرباء الخاص بالمدرسة، يوم السبت الماضى، حيث وفرت وكالة الغوث مولد كهرباء جديد، بجودة عالية، ويحتوي على سبل أمان أكثر.
