مبكرا، مارست عدة ألعاب منذ نعومة أظافرها منها لعبة كرة الطائرة، بالرغم من العقبات التي واجهتها بسبب العادات والتقاليد السائدة في المجتمع الفلسطيني المحافظ.
وينظر المجتمع الفلسطيني إلى الفتاة على اعتبار أنها جوهرة يجب أن تبقى محفوظة حتى تحصل إلى بيت زوجها وتكون معه أسرة صالحة، فيما يعارض أي انخراط للمرأة في الرياضة وخاصة الرياضات الجماعية التي تشهد إقبال جماهيري في أغلب مبارياتها.
وكسرت اللاعبة ديانا سليمان قيم المولودة في قرية عصيرة الشمالية بنابلس هذه القاعدة وبرزت مؤخرا على الساحة الرياضية كلاعبة كرة طائرة مميزة، إلى جانب إجادتها للعديد من الألعاب ككرة اليد وكرة السلة والريشة والوثب العالي والوثب الطويل، ولكن مسيرتها تأبى إلا أن تواجه الصعوبات والعراقيل لتصل إلى تحقيق حلم الطفولة.
قناعة شخصية
وترى ديانا قيم (21 عاما) لاعبة نادي شابات فلسطين ومنتخب جامعة فلسطين التقنية "خضوري"، أنها مقتنعة تماما بممارسة لعبة كرة الطائرة رغم ما يقف في طريقها من عراقيل تهدف إلى إبعادها عن معشوقتها.
وتقول قيم في حديثه لـ"فلسطين الآن"، أن الحجاب لا يمثل عائق أمام مواصلة لعب كرة الطائرة، مبينة أنها ملتزم به منذ الصغر وتحرص على أداء تعاليم الإسلام في مختلف مناحي حياتها.
وتبين أن عائلتها تعتبر السند الأول لها لمواصلة مشوارها الرياضي في السنوات المقبلة حتى تحقيق ما تصبو إليه، داعية أفراد المجتمع الفلسطيني إلى الاهتمام بالمواهب الرياضية وتشجيعها من الجنسين ذكوراً وإناثاً.
اهتمام ضعيف
وتضيف قيم أنها كغيرها من كوادر لعبة كرة الطائرة تعاني من ضعف اهتمام اتحاد اللعبة والأندية المحلية والمؤسسات الداعمة بتوفير الدعم والراعية للعبة كرة الطائرة على مستوى الإناث، الأمر الذي حد من انتشارها ونشاطها في الفترات السابقة.
وتحمل ابنة عصيرة الشمالية طموحا كبيرا في قلبها يتمثل في تمثيل منتخب فلسطين لكرة الطائرة في المحافل الدولية لرفع علم الوطن وإثبات أحقية الفلسطيني في تشريف بلده أمام أعتى منتخبات العالم.
وتشير قيم إلى أن فلسطين تمتلك العديد من اللاعبات المتميزات في لعبة كرة الطائرة، منوهة أن الاهتمام بهن سيؤدي إلى تأسيس جيل قوي لهذه اللعبة المظلومة في فلسطين وفي أغلب الدول العربية المجاورة.
وأكدت أن لعبة كرة الطائرة بحاجة إلى إستراتيجية واضحة لتفريخ اللاعبين في هذه اللعبة الجملية، مشيرة أن توفير الإمكانيات والأدوات والملاعب الخاصة ووجود مدربين متخصصين بكل مهارة معينة.
وبينت قيم أن ضعف الاهتمام من قبل اتحاد كرة الطائرة والقائمين عليها في فلسطين لن يقف عائقا في سبيل المضي قدما في هذا المجال الجميل حتى تحقيق ما نصبو إليه.
ولفتت إلى أنه سيأتي يوم وتزدهر فيه كرة الطائرة الفلسطينية لما تحتويه من إمكانيات وقدرات بشرية، وخاصة في كرة الطائرة إناث التي بدأت تشق طريقها نحو النور.
وكانت قيم قد حصلت على العديد من الكؤوس والشهادات والميداليات، وحازت على 4 كؤوس بالوثب العالي و45 ميدالية من البطولات التي كانت تقام على مستوى المدارس والجامعات و3 شهادات مدرسية و6 شهادات دورات جامعية منها شهادة تحكيم وأخرى للتدريب.