18.34°القدس
18.03°رام الله
17.19°الخليل
23.87°غزة
18.34° القدس
رام الله18.03°
الخليل17.19°
غزة23.87°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

لا تقتلوا الأمل قبل أن يولد

د يوسف رزقه
د يوسف رزقه
د. يوسف رزقة

كتبنا أمس السبت عن الأمل لغزة، واقتربنا من تركيا لعلنا نفتح بوابة أولى للأمل منها. ولست أدري جيدا لماذا كانت البوابة التركية هي أول الأمل؟ ولكني كنت في داخلي أتمنى أن تكون مصر هي البوابة الأولى بحكم الجغرافيا والمكانة على الأقل. وكنت أتمنى الخليج وسوريا والأردن والسلطة، ولكن الأزمات التي تعصف بهذه البوابات جعلتها ربما بعيدة عن غزة، وجعلت تركيا هي بوابة الأمل الأقرب.

اليوم تأكد لي صحة حدسي، بعد أن قرأت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتي نقلتها وكالات الأنباء وجاء فيها: "أكد الرئيس اليوم السبت (أمس) أن الكهرباء في قطاع غزة بحاجة إلى إصلاح، مشددا على أن ذلك سيتم في أقرب وقت ممكن. وأن المفاوضات بين الجانبين التركي والإسرائيلي، مستمرة في الوقت الراهن، بعد انقطاع العلاقات بينهما على إثر الجريمة الإسرائيلية بحق السفينة التركية "مرمرة".

وقال أردوغان: "إسرائيل اعتذرت عن مرمرة لكنها تفاوض على التعويضات". وأضاف: "تبقى نقطة فك الحصار عن قطاع غزة، وما زالت المفاوضات جارية حولها". “ليس لدى الفلسطينيين ماء أو كهرباء. لا تُحل هذه المشاكل من خلال القتال أو الصراخ، وقد مرّت أشهر ولم تحل هذه المشاكل. سننتهي قريبًا من بناء مستشفى هناك، ولو كانت الظروف طبيعية لانتهى بناء المستشفى منذ زمن”. وقال: “نحن بحاجة لإرسال سفينة توفر الكهرباء لقطاع غزة"، انتهى الاقتباس.

كان بودي كما قلت أن نفتح بابا للأمل من خلال معبر رفح، أو من خلال المقاطعة في رام الله، أو من خلال تجمع عربي عريض، ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه، وهو تأكيد على أن السياسة لا تبنى على العواطف والأمنيات، وإنما تبنى على المصالح، وعلى القراءة الموضوعية والجيدة للمصالح، فجلّ الدول العربية وبالذات مصر والأردن، إضافة إلى السلطة، لها مصالح جيدة جدا ترتبط بشكل قوي واستراتيجي مع غزة مستقرة وحرة ومعابر مفتوحة وبلا حصار، ولا ترتبط أبدا مع غزة محاصرة ومعابر مغلقة، ولكن هذه الدول بما فيها السلطة أعرضت عن هذه القراءة كيدا لحماس، وكراهية للمقاومة .

تركيا أردوغان تعاملت مع مصالحها الوطنية بعد قراءة جيدة وموضوعية، فوجدت أن مصالح تركيا ترتبط مع غزة مستقرة بمعابر مفتوحة وبلا حصار، فكان أن اشترطت على نفسها رفع الحصار عن غزة لتسوية المشكلة مع الطرف الإسرائيلي وتطبيع العلاقات معه من جديد، وكان يمكن لتركيا ألّا تلزم نفسها بهذا الشرط ابتداء، وهي تعلم أن إسرائيل ودولا عربية قد تكون عقبة أمام تحقيق هذا الشرط.

قبل أيام سمعنا صوتين ضد المساهمة التركية في معالجة أوضاع غزة المتأزمة، كان الصوت الأول من مصر الكنانة التي رفضت أي دور تركي في المعالجة، وطلبت من حكومة نتنياهو ألّا تمنح تركيا دورا، لا سيما من خلال ميناء أو سفينة كهرباء أو مواد إعمار، والسبب هو الخلاف السياسي بينهما، وليس لغزة ذنب حتى تدفع ضريبته. والصوت الثاني جاء من المقاطعة في رام الله التي اشترطت أن يمرّ كل شيء عن طريقها، بادعاء الشرعية التي تمزقت مرارا وتكرارا.

ورقة الشرعية لا تستحضرها رام الله إلا مع غزة وحماس.

إن كهرباء تركيا، ومواد الإعمار، وحتى الميناء، إن تحققت الأمور، ليست لحماس وإنما هي لسكان غزة قاطبة، ومن يعرقل شيئا من هذه الأعمال باسم الشرعية الممزقة، إنما يخون شعبه و يريد بقاء الحصار، وبقاء معاناة السكان، ومنع الأمل عن غزة.

لاحظ.. نحن نتكلم عن أمل، وهم يتسابقون في وضع العراقيل.