17.23°القدس
17.01°رام الله
16.08°الخليل
23.33°غزة
17.23° القدس
رام الله17.01°
الخليل16.08°
غزة23.33°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

من هو الإرهابي؟

thumb
thumb
د. أيمن أبو ناهية

إن ما وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"الإرهاب الفلسطيني" هو قلب للحقائق وتغيير للتاريخ وتبرئة للمجرم الحقيقي؛ فهو آخر من يتحدث عن الإرهاب والقتل والإجرام، ومهما حاول أن يجمل وجه دولته المحتلة وإعطاء انطباع بأنها دولة مسالمة وديمقراطية وقد تكون الوحيدة في الشرق الأوسط، وأن العنف وما يسمونه الإرهاب يجيء من طرفنا الفلسطينيين فقط، وأننا نحن الذين نعيق تحقيق "السلام" والاستقرار في المنطقة؛ فالصورة ستبقى معبرة عن إرهاب الاحتلال ومستوطنيه الذين قتلوا المصلين في الحرم الإبراهيمي، وحرقوا الطفل محمد أبو خضير وعائلة دوابشة، وارتكبوا مئات غيرها من جرائم الإرهاب الفظيعة.

ألم يقل نتنياهو نفسه: "إن قتل اليهودي لغير اليهودي شيء مختلف تمامًا عن قتل غير اليهودي لليهودي"، أي كأنه يجد عذرًا ومبررًا للقتلة اليهود ويدين الذين يقتلون اليهود فقط؟، ألم يقل كثيرون من الحاخامات المعروفين في فتاوى متعددة: "صب غضبك على الآخرين"؟، ألم يقل الحاخام عوفاديا يوسيف: "إن العرب ثعابين وديدان يجب قتلهم"؟

ألم يطالب متطرف يقود منظمة (لهافا) باجتثاث المسيحيين من هذه البلاد؟، ألم تصدر حركة مجمع الحاخامات الجديد فتوى تقول: "اقتلوهم وأبيدوهم بلا رحمة للحفاظ على (إسرائيل)"، ألم يقم الإسرائيليون نصبًا تذكاريًّا لأكبر عنصري صريح هو كهانا في مستوطنة (كريات أربع) بالخليل؟، ألم يدفنوا مجرم الحرم الإبراهيمي باروخ غولد شتاين عند النصب التذكاري هذا؟، ألم يقيموا نصبًا تذكاريًّا له كذلك؟، ألا توجد في أراضي الـ(48) شوارع وميادين كثيرة بأسماء من كانوا من كبار المطلوبين والمحسوبين إرهابيين وارتكبوا مجازر باعترافهم هم أنفسهم؟

السؤال: ما هو الإرهاب الذي يتحدث عنه نتنياهو، إذا كان الإرهاب من وجهة نظره غير ذلك؟!؛ أليس الاحتلال في حد ذاته إرهابًا؟، أليست مصادرة الأرض وإقامة المستوطنات إرهابًا؟، أليس تهجير ملايين الفلسطينيين إرهابًا؟، أليس تهويد القدس والمدن إرهابًا؟، أليست سرقة أجزاء وأعضاء الشهداء إرهابًا؟، أليس التنكيل بالأسرى في السجون إرهابًا؟، أليس حصار شعب إرهابًا؟

والإرهاب اليهودي لم يأت ردة فعل على إرهاب مزعوم، وإنما يعود إلى جذور أيديولوجية، فإذا ما رجعنا قليلًا إلى الوراء نجد مذكرات تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية عام 1897م، ووضعه فلسفة الإرهاب "القوة فوق الحق"، وتسخير القوة والإرهاب للسيطرة على المنطقة وعلى العالم، ولخص فلسفته القائمة على الإرهاب في إحدى محاضرته قائلًا: "لقد حكم على الجميع أن يموتوا، ولذلك خير لنا أن نعجِّل موت أولئك الذين يتدخلون في شؤوننا، ومتى أصبحنا أسياد الناس لا ندع في الوجود سوى ديانتنا، لأننا نحن شعب الله المختار، ولأن مصيرنا يقرر مصير العالم، ولذلك وجب علينا أن نلاشي سائر الأديان إلى أن نتوصل إلى السيادة على سائر الشعوب".

التاريخ شاهد على الإرهاب الحقيقي والمجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق الفلسطينيين من مذبحة دير ياسين، ومذبحة قانا, ومجزرة خان يونس، ومذبحة كفر قاسم، ومذبحة قلقيلية، ومذبحة جنين، ومذبحة صبرا وشاتيلا وغيرها، إلى المذابح التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الحروب التي شنها على غزة، والقتل المتعمد في الضفة, أليس هذا إرهابًا يا نتنياهو؟!