14.45°القدس
14.21°رام الله
13.3°الخليل
17.81°غزة
14.45° القدس
رام الله14.21°
الخليل13.3°
غزة17.81°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

شمال القطاع

تقرير: "القط والفأر" لعبة شرطيّ المرور والباعة المتجوّلين

3910050476
3910050476
غزة _ محمد رأفت ظاهر

لا شك أن الحياة على الأرضِ المحاصرة صعبًة للغاية، لكن الشعب يكابدها ويصارعها بمختلف مجالاته، كي يعيش حياته التي يقال عنها "مستورة"، ومحاولًا تخطّي العقبات والصّعاب كي يرتقي بنفسه ومجتمعه.

"فلسطين الآن" تسلّط الضوء علي حالتين ممن يعانون في الحصول علي قوت يومهم في قطاع غزة، "شرطيّ المرور والبائع المتجوّل"، مبيّنةً العلاقة وأسباب الاحتكاك بينها.

شرطيّ المرور يحاول القيام بعمله على أكمل وجه، رغم معاناته في الحصول على راتبه الشهري الكامل وبشكل دوري، والبائع يتجول في الطرقات كي يحصل علي ما يسدّ حاجته وعائلته الأساسيّة.

عماد زيادة شاب لم يتجاوز (18عاماً)، يبيع الحلويات، ويتحدث لـ"فلسطين الآن" عمّا دفعه لهذا العمل قائلًا "أنا أصغر شاب في العائلة، وأخوتي الأكبر مني متزوجين يسعون فقط لعائلتهم، ووالدي كبير في السن، ويعاني من مرض "القلب"، وأنا لم أجد عمل غير أن أفتح "بسطة" حلويات، وأحاول أن أصرف على عائلتي فقط".

وتحدّث زيادة عن وقت ذهابه للعمل قائلًا "أخرج صباحًا وقت ذهاب الطلاب والطالبات إلى المدارس، وأقف عند "مركز الشرطة" بمعسكر جباليا شمال القطاع حتى الظهيرة، وفي المساء أواصل العمل من الساعة (6_10) ".

ويأسف زيادة من معاملة الشرطة معه قائلًا" أقف في مكان، والشرطيّ يقول لي ابتعد من هنا، وأذهب لمكان آخر، فيأتي شرطيُّ لآخر ليطردني، لا أدري أين أذهب" على حد تعبيره.

ولم ينكر زيادة أن الشّرطة تقوم بواجبها لكنه يريد مراعاة منهم، بسبب الأوضاع المريرة التي تمر بها البلاد، مؤكدًا علي عدم معاملتهم بطريقة سيّئة من جميع أفراد الشّرطة، مشيرًا إلى وجود "المسامحين" منهم.

بائع الخضروات محمود سعد، لا يختلف كثيرًا وقت خروجه للعمل عن زيادة، حيث أنه يخرج لعمله من الواحدة ظهرًا حتى العاشرة مساًء، ودوافعه للعمل أيضًا هي نفس الدوافع.

ولم يختلف وصف سعد لمعاملة الشرطة معه عن زيادة، معبرًا عن أسفه الشديد للمعاملة السيّئة لبعض أفراد الشرطة، مستغربًا من معاملتهم لأنهم يعانون مثلهم في الحصول على أرزاقهم "وفق قوله".

ووصف سعد بعض أفراد الشرطة "بالمحترمين"، يشعرون بنا وبمعاناتنا، مؤكدًا على أن لهم الحق في القيام بعملهم على أكمل وجه، راجيًا منهم التسامح في بعض المواقف البسيطة التي لا تحتاج إلى التشدد.

"فلسطين الآن" توجّهت لمحمود أبو شقفة، رقيب أول في شرطة المرور بمحافظة "شمال قطاع غزة"، لنتعرف على مبررات شرطة المرور وأفرادها حول معاملتهم مع الباعة المتجولين.

وأكد أبو شقفة أن طبيعة عمله كشرطي مرور، تتطلب منه تسهيل حركة السير وأن يكون في الشارع كرجل أمن له هيبته، موضحًا أن البائع الذي يكون في منطقة مكتظة بالسكان وغيرهم، يتطلب منًا إبعادهم من المنطقة "وفق قوله".

وتابع "نحن الشرطة على علم بجميع الباعة المتجوّلين، نميّز بين رجل يبلغ من العمر (40) عام يسعى لرزقه، وشاب آخر عليه "أسبقيات" في الشرطة له أهداف أخرى، مشيرًا إلى أنهم ضبطوا العديد من الباعة لديهم أهداف سلبية من هذه المهنة".

وأوضح أبو شقفة أنه في أوقات الأعياد والمناسبات يوجد معاملة خاصة للباعة المتجولين، مؤكدًا على أنهم يتلقون تعليمات من مسؤوليهم "بالتساهل مع الباعة"، حتى لو وصل الأمر لشتمهم من قبل الباعة.

شرطيُّ المرور والبائع المتجوّل، كلُ منهما يخلص في عمله، فالأول يحاول تنظيم حركة السّير وتجنب عرقلتها وجعل الشارع سهل لسير السيارات، والثاني يسعى طوال اليوم للحصول على رزقه وقوت يومه بشتى الطرق، ويتطلب منهم مراعاة بعضهم البعض، والتحلي بروح القانون وتغليب المصلحة العامة، بحيث لا يحدث تغوّل الشرطي على المواطنين ولا تعدي البائعين على الشوارع العامة.