19.45°القدس
19.11°رام الله
18.3°الخليل
24.51°غزة
19.45° القدس
رام الله19.11°
الخليل18.3°
غزة24.51°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

(تل أبيب) وثمانية أيام من الرعب

عصام شاور
عصام شاور
عصام شاور

تلقى جهاز الأمن الإسرائيلي ضربتين موجعتين خلال أسبوع واحد من المقاومة الفلسطينية، الأولى والتي أسهب الاعلام في تفصيلها والحديث عنها وهي التي تلقاها من جانب كتائب عز الدين القسام حين أفرج عن بعض المعلومات المتعلقة بالجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط أثناء أسره؛ فافتضح أمر (الشاباك) الاسرائيلي، ثم تلتها الضربة الثانية حين نفذ الشهيد _بإذن الله_ نشأت ملحم عملية في قلب تل أبيب وتمكن من الانسحاب بسلام والاختفاء مدة ثمانية أيام كاملة، عجزت خلالها قوات الجيش والشرطة الاسرائيلية عن العثور عليه والامساك به حتى استشهد أول من أمس في أم الفحم.

كما كان لتسريبات القسام دلالاتها فإن لعملية ديزنكوف " تل ابيب" دلالات لا تقل أهمية عنها؛ أهمها أن الفلسطيني في أي بقعة جغرافية عاش وفي أي بيئة تربى فإنه مستعد للدفاع عن قضيته حتى لو كان من حملة الهوية الاسرائيلية ومن داخل مناطق الاراضي المحتلة عام 48، وهذا في الحسابات الاسرائيلية يعني أن أي فلسطيني يعتبر قنبلة موقوتة قد تنفجر في أية لحظة وبالتالي فإن مستقبل الكيان حالك السواد في ظل وجود قرابة مليون ونصف مليون فلسطيني داخل أراضي الـ48 فضلا عن الامتداد الفلسطيني في الضفة وغزة وخارج فلسطين وكذلك المحيط العربي الذي قد ينقلب ضد المحتل في المستقبل القريب.

ثبت بالدليل القاطع أن الكيان الاسرائيلي هش والمجتمع الاسرائيلي مجتمع مأزوم ومرعوب لأبعد الحدود، حيث إن تهديداً من كتائب القسام أثناء الحرب الأخيرة فرض منع التجوال على تل أبيب وكذلك الأمر حين انسحب الشهيد نشأت ولم يتم العثور عليه التزم غالبية اليهود منازلهم ومحالهم، وبعض الشوارع والأحياء القريبة من منطقة الحدث خلت تماما من المارة مما حدا بأحد وزراء العدو للجري في الشوارع تشجيعا للآخرين على النزول. 

عملية ديزنكوف فضحت دولة الاحتلال (اسرائيل) وادعاءها بأنها واحة ديمقراطية في المنطقة، حيث توعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسحب السلاح المرخص وغير المرخص من المواطنين الفلسطينيين وفي المقابل شجع اليهود على امتلاك السلاح لحماية أنفسهم، وهذه وصفة نموذجية لتفكيك الكيان الغاصب لأن سلوكيات دولة الاحتلال تجاه الفلسطينيين مؤخرا تجبرهم وهم أصحاب الأرض والحق على مواجهة المغتصبين اليهود بكل أشكال المقاومة عند شعورهم بفقدان الأمل في امكانية التعايش القسري مع اليهود.
نختم بالقول إن المقاومة في قطاع غزة حطمت مقولة "الجيش الذي لا يقهر" ، وأن انتفاضة القدس فضحت "جهاز الامن الاسرائيلي" الذي يدعي أنه يعرف كل شيء ويسيطر على كل شيء.