19.45°القدس
19.11°رام الله
18.3°الخليل
24.51°غزة
19.45° القدس
رام الله19.11°
الخليل18.3°
غزة24.51°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

وما نيل المطالب بالتمني

أغر ناهض الريس
أغر ناهض الريس
أغر ناهض الريس

جاءت دعوة الرئيس عباس لعقد مؤتمر دولي لحل أزمة الشرق الأوسط بعيد التهديدات المبطنة لكيان الاحتلال بحل السلطة الفلسطينية مخيبة للآمال وخالية المضمون ومعروفة النتائج، وما الظن إلا أنها جاءت لذر الرماد في العيون التي أعياها الرمد منذ اتفاقية أوسلو.

في عقود خلت كنا نستنجد بدول العالم لحل قضية فلسطين، موضحين لهم أن إعادة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات لن تعود بالسلام والهناء على دول المنطقة فحسب بل على دول العالم أجمع، إذ تخفف من حدة الحنق المختزن في قلوب المسلمين تجاه نفاق الغرب، وكيله حقوق الإنسان بمكيالين عندما يتعلق الأمر بفلسطين، لم يكن العالم لينصفنا لضعفنا وتخاذلنا وهواننا على الناس، ولكنه على الأقل كان يلمّح من وقت إلى آخر بأن "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي" هو قضية الشرق الأوسط المركزية، التي إن حلت كانت كفيلة بنزع فتيل التوتر في المنطقة.

ولكن كيان الاحتلال الذي لم يعجبه وصفه بأنه جزء من المشكلة نجح بتغيير ذلك المفهوم عن طريق لعب دور خفي في خلق العديد من المشاكل الأخرى في دول الجوار، لاسيما في سورية والعراق وليبيا، حتى ضاعت القضية الفلسطينية في بحر تلك الأزمات، ولا أظن أن أي عربي يساوره أدنى شك في كون الصهاينة من إسرائيليين وحلفائهم وراء تحول ثورات شعوب المنطقة المطالبة بالحرية من نير الأنظمة الاستبدادية إلى فتن فتاكة تأكل الأخضر واليابس، مع أن الشعوب العربية كانت مطية سهلة الركوب في طريق تلك الفتن.

إذًا لم يعد العالم يعتقد أن قضية فلسطين هي قضية الشرق الأوسط المركزية، بل قد يدّعي عرّابوه اليوم أن حال فلسطين أفضل من حال جيرانها، ولا نستبعد أن يسوّقوا أن كيان الاحتلال أمس المخرج من تلك الأزمات كونه "الدولة الوحيدة العاقلة في المنطقة والقادرة على كبح جماح الحركات الإرهابية التي تهدد أمن العالم" كما يبث إعلامهم.

ولكن الهبّة الفلسطينية الأخيرة التي لمّا تتحول إلى انتفاضة شعبية شاملة غيرت تلك الموازين، وأصبحت الكابوس الذي يقضّ مضجع الاحتلال وحلفائه، لأن نارها المستعرة التي يغذيها بطش الاحتلال وحصاره وقتله المدنيين بدم بارد لا يمكن إخمادها بدعوات لمؤتمرات، أو وعود جوفاء بدولة متقطعة الأوصال لا تملك حتى مفاتيح بواباتها أو القدرة على تأمين قوت يومها؛ فالشعب الفلسطيني أصبح يعي أن لا نجدة ترجى من العالم أو من المسلمين والعرب، وأن هذا الجحر مليء بالأفاعي التي أشبعته لدغًا، فأخذ قراره بمواصلة النضال بعفوية دون تردد أو وجل.

لسنا دعاة حرب ولا نؤمن بالعنف وسيلة لنيل المراد، ولكننا نعلم أن دفاعنا عن أرضنا حق لا يسقط بالتقادم أو الأمر الواقع أو التهديد والوعيد، ولا يستعاد بالأماني وحسن النوايا بل المقاومة والتضحيات، لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.