19.45°القدس
19.11°رام الله
18.3°الخليل
24.51°غزة
19.45° القدس
رام الله19.11°
الخليل18.3°
غزة24.51°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

الدجاجة من البيضة يا زراعة غزة؟

فايز ابو شمالة
فايز ابو شمالة
فايز أبو شمالة

اشتكى مدير عام الخدمات البيطرية في وزارة الزراعة الدكتور زكريا الكفارنة من انخفاض أسعار الدجاج في قطاع غزة، وقال لي عبر الهاتف: هذه الأسعار تعود بالخسارة على المربين الذين خسروا في قطاع غزة قبل شهر عشرة ملايين شيقل، وإذا استمر هذا الحال، فإن سعر الدجاج سيصل بعد شهر إلى أقل من ثمانية شواقل للمستهلك، والسبب يرجع إلى عدم ضبط كمية البيض الداخل إلى قطاع غزة، وهذه السياسة الجديدة للوزارة والتي تعتمد على ترك السوق يوازن نفسه، هي سياسة تغاير السياسية المتبعة منذ سنوات خلت، السياسة التي اعتمدت التقنين وفق الحاجة، وإلزام أصحاب الفقاسات بعدم إغراق السوق.

لقد قدم الدكتور زكريا الكفارنة تقريرًا بهذا الشأن إلى المجلس التشريعي في قطاع غزة، ويفيد بأن عدد البيض المدخل إلى قطاع غزة في شهر ديسمبر الماضي بلغ 4 ملايين و850 ألف بيضة، وهذه الكمية تعادل ما يحتاجه القطاع في شهرين، فإذا كان عدد 3 ملايين ونصف المليون بيضة قد ترك سعر الدجاج يئن تحت وطأة 8 شواقل، فكم سيبلغ سعر الدجاج مع 4 ملايين ونصف المليون وأكثر؟.

الذي يخسر من انخفاض الأسعار هو المربي، لأن صاحب الفقاسة يبيع الصيصان بنسبة ربح معقولة، وصاحب الأعلاف يبيع العلف مع نسبة ربح مضمونة، والتاجر الذي يسوق الدجاج له نسبة ربح ثابتة، ولكن الذي يدفع الخسارة هو المزارع الذي لا يعرف أن عدد البيض الذي دخل إلى قطاع غزة سيفيض عن حاجة المزارع، ولا يعرف أن السوق غير قادر على استيعاب كمية اللحم الأبيض، ويحسب أن وزارة الزراعة تلاحق التسيب، وتمنع الانفلات في شراء البيض، وتراعي شؤون المزارعين، ولن تتركهم فريسة للمتكسبين.

من المفيد في هذا المجال أن نذكّر وزارة الزراعة بكمية الغاز المطلوبة لتربية الدواجن، إذ توزع الهيئة العامة للبترول 12 أسطوانة غاز لكل ألف صوص، أي أن مزارع الدواجن بحاجة إلى أكثر من 50 ألف أسطوانة غاز، في الوقت الذي يعاني فيه القطاع من نقص غاز الطهي.

لقد سألت الدكتور زكريا الكفارنة عن مصلحة أصحاب الفقاسات في إغراق السوق بالصيصان، وإمكانية ارتداد ذلك عليهم بالخسارة، أجاب: قد يخسر صاحب الفقاسة الكبيرة، والذي يتحكم بالسوق بشكل متعمد، والهدف من ذلك هو خسارة باقي الفقاسات الصغيرة، وخروجها من العمل، ليظل هو صاحب الامتياز الوحيد، والمتفرد بأسعار السوق في المستقبل.

قد يقول بعض المواطنين: رخص الأسعار شيء رائع، نطالب بالمزيد من الرخص، حتى يعم الرخاء، ولتأكل الناس الدجاج بأقل من سبعة شواقل للكيلو، ولتشترِ الناس صندوق الطماطم بخمسة شواقل وصندوق البطاطس بعشرة شواقل، إن وضع الناس صعب، وهذا رزق من عند الله.

لقد نسي أولئك الذين يتمنون المزيد من رخص الأسعار، نسوا أنهم يأكلون من جيب المزارع الذي عمل بكدٍ ليربح ألف شيقل فجاء رخص الأسعار ليتركه مدانًا بعشرة آلاف شيقل.

كل ما سبق هو شق من رأيي، أما الشق الآخر فما زال في جعبة وكيل الوزارة الأخ أبو عبد الله جاد الله، والذي لديه حجته ومنطقه المغاير لحديث مدير عام البيطرة، وإلى أن استمع إليه، لا بد من طرح السؤال التالي: 

ما المطلوب في هذه المرحلة؟ ما الخطوة التالية الواجب اتخاذها في وزارة الزراعة لإنقاذ قطاع الدواجن من الخسارة؟.

والجواب على كل لسان: الترشيد هو الحل، ترشيد الاستيراد بما يتواءم وحاجة الناس، والمطلوب هو التوقف الفوري عن إدخال البيض للفقاسات، والاكتفاء لمدة شهر بما تم إدخاله، على أمل أن يجف بالتدريج مستنقع الخسارة الذي غرق فيه المزارعون.