19.45°القدس
19.11°رام الله
18.3°الخليل
24.51°غزة
19.45° القدس
رام الله19.11°
الخليل18.3°
غزة24.51°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

معبر رفح بين المعلن والمستور

إياد القرا
إياد القرا
إياد القرا

بوابة الموت وبوابة الذل والبوابة الصماء التي لا تستجيب إلا للموتى، هكذا يبدو معبر رفح أمام الفلسطينيين، ويمكن لك أن تضيف له الكثير، لكن الجديد في ذلك ما يطرح تحت مسمى مبادرات وهي في الحقيقة أفكار لبعض القيادات في بعض الفصائل لإدارة معبر رفح.

سريعًا طار عزام الأحمد إلى القاهرة معلنًا أنه ناقش قضية المعبر مع الجانب المصري وسيُفتح قريبًا بغض النظر عن وجود حماس، لكن المستور ما لم يقله إن الجانب المصري يفتح المعبر بعيدًا عنه ووفق اعتبارات تخص الجانب المصري وبدون التنسيق مع السفارة الفلسطينية كما حدث في المرة الأخيرة, حيث إن السفارة لم تعلن عن ذلك كما كان يحدث سابقًا.

المستور أن عزام في القاهرة لإبقاء ورقة المعبر في يد السلطة وعدم فتح المعبر إلا بعلمها وبالتنسيق معها حفاظًا على مفتاح المعبر في يدها، وإشغال حركة حماس في غزة والتحريض عليها وزيادة الاحتقان الجماهيري الداخلي من خلال أزمتي المعبر والكهرباء.

معاناة الجمهور في غزة هي الورقة الرابحة لدى عزام الأحمد لمواجهة حركة حماس وإبقائها تحت الضغط، والمستور أن عزام ذاته يريد أن يحرف الأنظار عن الانتفاضة في الضفة الغربية في محاولة جديدة لمنع استمرارها واحتوائها بالهروب نحو غزة واختلاق الأزمات، وكذلك الهروب من تصاعد الخلافات داخل حركة فتح.

المعلن أن عزام الأحمد يسعى لفتح معبر رفح، لكن في الحقيقية يريد أن يضمن أن السلطات المصرية لا تمنح هذه الورقة لغريم عباس القيادي الفتحاوي محمد دحلان, الذي سعى لاستخدام تلك الورقة لدى السلطات المصرية ومغازلة حماس بها، وهو قادر بحكم علاقاته المتينة بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لكن يريد مقابلها ثمنًا وهو السماح له بالعمل في ساحة غزة لمواجهة عباس.

المعلن أن الفصائل تقدمت بمقترح لإدارة معبر رفح يقوم على تسلم الحكومة للمعبر, لكن في الواقع هي أفكار ليس ناضجة تقوم بجلها على تنفيذ رغبة السلطة بتمكين الحكومة ببعض الملفات ومنها معبر رفح، على قاعدة الإقصاء لا الشراكة، ويقوم على تحكم أجهزة الأمن برام الله في السفر ووضع قوائم سوداء للمسافرين, ويتم التحكم بإدارته من رام الله، بالتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي لإعادة الوضع لما كان عليه ما قبل 2005.

القاهرة لا علم لديها بما يحدث في ذلك، والفصائل لم تقدم لها شيئًا في ذلك، وإن ممثل الفصائل الحقيقي هو عزام الأحمد وهو ما لم تخفِه إحدى الشخصيات التي تقول إنها مستقلة، بأنه لا مانع لديه مما سبق حول التحكم في إدارة المعبر تحت قاعدة إقصاء ما أسماه الجزء مقابل الكل، ليعيد طرح ما تطلبه السلطة من تلك الشخصيات.

سيبقى معبر رفح الورقة التي تستغلها السلطة في رام الله لزيادة المعاناة في غزة، ومخطئ من يعتقد يومًا أن لديها توجهًا لإنهاء هذه المعاناة؛ لأن القرارات التي تصدر عن الحكومة تحاصر غزة، وتضيّق عليها، وخير دليل أزمة الكهرباء وعدم الالتزام بما يُتفق عليه، حتى مع اللجنة الفصائلية المشرفة على إدارة ملف الكهرباء، لذلك فإن الحكومة ترفض أي مقترح يمكن أن يساهم في حل أزمة معبر رفح؛ لأنه سيكشف المستور ويفضح دورها كما هو الحال في أزمة الكهرباء.