13.9°القدس
13.66°رام الله
13.3°الخليل
17°غزة
13.9° القدس
رام الله13.66°
الخليل13.3°
غزة17°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

المدير الفني للخضر

حوار: سمير عيسى: النجاح له أعداء وزيارة غزة حلم طال انتظاره

12527910_973398432730478_1675970331_n
12527910_973398432730478_1675970331_n
أيمن أبو شمة - فلسطين الآن

أوقفنا القدر أمام رجل يعشق كرة القدم، يتنفس الرياضة كما يتنفس البشر الأوكسجين، يتمتع بكاريزما يندر مثيلها ووجودها بين أقرانه في الوقت الحالي.

يحمل هذا المدرب سمات متناقضة تجده قاسيا في ملاعب كرة القدم، وأبا حنونا وصديقا وفيا في منعطف الحياة المليء بالصخب والعمل والمناسبات المختلفة.

أطلق عليه عدة ألقاب خلال مسيرته التدريبية كالجنرال نظراً لطريقته العسكرية التي يقود بها الفرق والمعلم لقربه من اللاعبين وحرصه على تلقينهم طرق اللعب الحديثة.

 سمير أحمد عيسى المولود في مدينة حيفا والذي يبلغ (56 عاما) أمضى نصفها في الملاعب، يتحدث في حوار كروي عبر وكالة "فلسطين الآن" عن خبايا مشواره التدريبي مع الساحرة المستديرة.

نقطة البداية

وقال عيسى أنه التحق بالدوري الفلسطيني بعد مشوار حافل في دوري الداخل المحتل استلم خلاله تدريب فرق مدينة أم الفحم وفريق اتحاد أبناء سخنين وغيرها من الفرق، وكانت بدايته في نادي جبل المكبر المقدسي وقاده إلى تحقيق بطولة دوري الضفة الغربية في الموسم ذاته.

ولفت إلى أن أنظار شباب الخليل توجهت له بعد إنجازه مع جبل المكبر حيث كان العميد يتطلع إلى التتويج ببطولة الدوري التي لم يلامسها إلى اليوم، وقاد دفة الشباب ولكنه رحل بعدما شعر أن المناخ المحيط بالفريق ليس مريحاً وكان العميد وقتها يحتل المركز الثاني في ترتيب فرق المسابقة المحلية.

وعاد عيسى بعدها إلى عشقه الأول "جبل المكبر" في محاولة لإنقاذه من شبح الهبوط لينجح في إبقاء نسور الجبل بين نخبة فرق المحترفين في ذلك الموسم.

وأشار إلى أنه لم يحقق ذاته ولم يطبق فكره في الدوري الفلسطيني في تلك المرحلة رغم تحقيقه للبطولات، لأن الظروف والمناخ المهني لم يتاح له بالشكل الملائم مما أجبره على ترك العمل بالدوري المحلي والتوجه لتدريب الفريق العربي في الداخل المحتل مكابي إخاء الناصرة في موسم 2013.

عودة مرة أخرى

وأكد المدرب الحيفاوي أن عودته لدوري المحترفين ثانية كانت من بوابة هلال القدس الذي عانى من شبح الهبوط وكان يبحث عن المنقذ ليظهر عيسى في الوقت المناسب ويتمكن من إحداث رجة قوية بالفريق قاده على إثرها نحو بر الأمان وتوج وقتها ببطولة كأس فلسطين بعد انتزاع اللقب من أنياب غزلان الظاهرية.

وفي افتتاح الموسم التالي له في قيادة الهلال عمل على تأهيل الفريق بشكل جيد، وعزز صفوفه بعدد من اللاعبين المميزين أمثال عبادة زبيدات وفادي سلبيس وهيثم ذيب وخالد سالم وآخرين، واستغل الداهية عيسى رحلة سياحية للفريق المقدسي إلى تركيا ليقيم معسكرا مغلقا لزيادة الانسجام والتجانس بين اللاعبين.

وبين عيسى أن بداية الموسم الماضي مع الهلال كانت مميزة حيث توج فريقه بكأس أبو عمار على حساب شباب يطا، وكأس السوبر على حساب ترجي واد النيص، لكنه تركهم بنهاية الموسم بعدما فشل الفريق بتحقيق درع دوري المحترفين الذي كان الهدف المرصود من قبل إدارة الهلال بقيادة الرئيس باسم أبو عصب.

نهج وطريقة

وفي سياق قيادته للفرق الرياضية، حرص عيسى على تطوير الثقافة والفكر الرياضي لدى اللاعبين والفرق المختلفة، خاصة مع حداثة دوري المحترفين الذي يقتصر عمره على 6 سنوات فقط، الأمر الذي جعله يحتاج لوقت طويل وعمل كبير من جانب المدربين.

وأضاف أنه يتبع طريقة خاصة في التدريب مع الفرق الرياضية التي يشرف عليها، حيث أن كل من يشاهد فريقه على أرض الملعب يلاحظ أنه يعمل كمجموعة منظمة بتكتيك عال مع ترك حرية الإبداع لبعض اللاعبين.

وكشف أنه يتحلى بكاريزما قوية حيث أن بعض اللاعبين أبلغوه أنهم يشعرون بهزات كهربائية داخل أجسامهم لحظة دخوله إلى غرف الملابس.

وأشار عيسى إلى أن شخصيته في الملعب تختلف كليا عنها خارج أرضية الملعب، حيث أنه يتعامل بحرفية وجدية مطلقة في كرة القدم فلا مكان عنده للخطأ، وينبغي على اللاعب في فريقه أن يتحلى بمزيد من الصبر والجلد حتى ينال فرصة المشاركة في المباريات، أما خارج الملعب فتجده أباً حنوناً.

وشدد على أنه لا يعترف بمصطلح "نجم" في كرة القدم فالنجوم مكانها فقط في السماء، أما من يتواجد في فريقه فهو لاعب ينبغي عليه أن يجتهد ويتعب في التدريبات حتى ينمي قدراته ويظهر مهاراته.

ورغم امتلاك عيسى لأعلي شهادة في عالم كرة القدم "المدرب المحترف" منذ 10 سنوات، إلا أنه يعتبر أرضية الملعب هي الشهادة الحقيقية التي تبرز شخصيته وقدراته التدريبية.

أعداء وكارهون

ولفت إلى أنه يشعر بتواجد عدد لا يستهان به من الأعداء له في عالم كرة القدم ولكنه يجهل إلى الآن السر في ذلك حيث أنهم يحملون كرها كبيرا له وفي ذات الوقت يتمنونه مدربا لفرقهم.

وأكد عيسى أنه يعشق أبناء شعبه ويفتخر بهويته الفلسطينية التي لا يمتلك أحدا من البشر أن ينزعها منه، مبيناً أنه لا يؤمن بالتقسيمات البغيضة التي أدخلها الاحتلال إلى ثقافتنا "عرب 48، غزة، ضفة، شتات" فهو فلسطيني بدون قيد أو شرط.

وأشار إلى أن شخصيته التي تحترم الجميع ولا تهاب أحدا هي أبرز العوامل التي شكلت أعدائه ، حيث أنه يرفض أن يكون من مقبلي الأيادي أو المهللين للشخصيات البارزة، منوهاً أنه مدرب كرة قدم محترف يخلص في عمله ويعود إلى بيته مرتاح الضمير قرير العين "وإلي مش عاجبه أمامه بحر غزة" على حد قوله.

غزة حكاية عشق

وعلى ذكر غزة فإنها تحتل مكانة خاصة في قلب المدرب سمير عيسى الذي أبدى رغبة جامحة في زيارتها في العديد من لقاءاته الصحفية، مضيفاً أنه في شوق للقاء أبنائها وطبع سجدة على ترابها.

وبين عيسى أنه سيعمل ما بوسعه على تحقيق هذا الحلم الذي طال انتظاره، مؤكدا أن الوقت حان لدخول ذاك الشطر العزيز من الوطن الغالي الذي ارتوى بدماء الشهداء والأبطال.

ويمتلك عيسى فرصة كبيرة لتحقيق حلم زيارة غزة في الوقت الحالي، خاصة أنه يشرف على تدريب شباب الخضر، وفي حال تتويج الفريق بكأس فلسطين سيزور غزة للقاء بطل الدوري للمنافسة على نصف مقعد في تمثيل فلسطين بتمهيديات كأس الاتحاد الآسيوي.

معاناة التنقل والسفر

ويقطع المدرب الحيفاوي مسافات كبيرة بسيارته من مدينته حيفا إلى بيت لحم للوصول إلى تدريب فريقه شباب الخضر، كاشفاً أنه يفقد في بعض الأحيان السيطرة على المقود من التعب ويجلس على جانب الطريق لأخذ قسط من الراحة قبل أن يواصل سفره.

ولفت عيسى إلى أنه يمضي 6 ساعات ذهابا وإيابا في طريقه للعمل بالدوري الفلسطيني، منوهاً أنه يشعر أن نهايته ستكون على الطريق لذا هو يفكر جديا بترك الدوري قريبا.

ويعتبر عيسى ناشطا اجتماعيا في لجنة تصب اهتماماتها لمنع تفشي ظواهر العنف في المجتمع العربي في الداخل المحتل، وهو واجب مجتمعي يسعى إلى تقديمه لشعبه.

وبادر مؤخرا إلى تنظيم مظاهرة ضد العنف في مدينة حيفا ضمت الآلاف من الفلسطينيين، ليمنع عن شعبه ما مر به من فقدان نجله البكر "لؤي" في حادث سير مروع قبل عدة سنوات.

12506648_973398446063810_115267394_n 12511632_973398456063809_1665960292_n 12511998_973398459397142_951555213_n 12516355_973398442730477_116781157_n