تسلط التقارير الإعلامية والأمنية الإسرائيلي الضوء بشكل كبير على إمكانيات حركة "حماس" العسكرية، وقدرة الجناح العسكري للحركة على تنفيذ الضربة الاستباقية في أي مواجهة قادمة مع الاحتلال.
وزعمت تلك التقارير في تفاصيلها أن "حماس" طورت أنفاقها وقدراتها الصاروخية، وأنها تعمل على تنفيذ عملية كبيرة في الداخل المحتل إن سنحت لها الفرصة.
ويرى محللون سياسيون أن الهالة الإعلامية التي يضعها الاحتلال على قدرات المقاومة، هي تهيئة للرأي العام الرسمي والشعبي الإسرائيلي والعالمي لعدوان جديد على قطاع غزة.
واتفق المحللون على ضرورة أخذ القيادة السياسية والعسكرية في قطاع غزة أقصى درجات الحيطة والحذر في التصريحات والمواقف والميدان.
المحلل والمختص في الشأن الإسرائيلي ناجي البطة، أكد في حديثه لوكالة "فلسطين الآن" أن الاحتلال يجهز عبر تقاريره الأخيرة عن قدرات المقاومة لعدوان جديد ويهدف من التسريبات الأمنية والإعلامية، إلى تهيئة الرأي العام الرسمي.
واعتبر البطة أن تلميع الاحتلال لبعض قيادات المقاومة أمثال القيادي في "حماس" والأسير المحرر يحيى السنوار، يأتي في إطارين مختلفين، أولهما التجهيز لاغتياله والتخلص منه.
وأضاف: "أما الثاني فهو محاولة خلط الأوراق داخل حركة حماس، وخلق مشاكل داخل الحركة عبر سطوع نجم السنوار، وهي محاولة يائسة يعلم الاحتلال أنها لا تنفع مع حماس بالذات".
وكان الاحتلال الإسرائيلي قال في أكثر من تقرير عبر وسائله الإعلامية أن القيادي والأسير المحرر يحيى السنوار، هو قائد "حماس" الجديد، وهو العقل المدبر لكتائب القسام برفقة القائد العام لها محمد الضيف.
من جانب آخر، طالب البطة القيادة السياسية لأخذ الحذر الشديد في التصريحات، منتقدا تصريحات رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة، إسماعيل هنية، والتي قال فيها إن الاحتلال سيجد مفاجآت إن أقدم على أي حماقة مع قطاع غزة.
وطالب المحلل السياسي، القيادة السياسية بتبيان حق المقاومة على الرد على انتهاكات الاحتلال وأن ما تقوم به من تطوير لسلاح المقاومة يأتي في السياق الطبيعي للرد على أي عدوان الاحتلال.
من جهته، اتفق الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، في بعض النقاط التي طرحها المحلل البطة، واختلف معه في نقاط أخرى.
حيث اعتبر الصواف في تصريحات لوكالة "فلسطين الآن"، تصريحات قائد "حماس" في قطاع غزة، تأتي في سياقها الصحيح وأن المقاومة حق للشعب الفلسطيني، وهي منتقدة عالميا سواء تكلمت أم لا.
وأوضح أن "حماس" لا تخفي تطويرها لمنظومتها العسكرية، لردع الاحتلال ومنعه من ارتكاب أي عدوان على قطاع غزة.
ورأى الصواف أن تصريحات هنية، كان خلفها رسالتان، الأولى للاحتلال وهي رادعة، والثانية للجبهة الداخلية وهي مطمئنة له بأن أوضاع المقاومة بخير وأنها رممت ما فقدته في العدوان الأخير عام 2014.
اتفق الصواف مع البطة، في تجهيز الاحتلال لحرب قادمة عبر تسليطه الضوء على قدرات المقاومة وإمكانياتها، وتهيئته للرأي العام الشعبي والرسمي لذلك.
كما اعتبر أن الاحتلال من خلال تلميعه لبعض قيادات "حماس"، إنما يحاول التجهيز لاغتيالهم وخلط الأوراق داخل الحركة، وهو ما لا يؤثر في الحركة والاحتلال يعلم ذلك.