15.86°القدس
15.69°رام الله
14.97°الخليل
20.23°غزة
15.86° القدس
رام الله15.69°
الخليل14.97°
غزة20.23°
الإثنين 11 نوفمبر 2024
4.84جنيه إسترليني
5.29دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.75دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.84
دينار أردني5.29
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.75

المقاومة في الضفة... مبشرات ومحاذير

عماد عفانة
عماد عفانة
عماد توفيق

يواصل الإعلام الصهيوني نشر أخبار عن نحاج أجهزة العدو الاستخبارية في الكشف عن خلايا للمقاومة كانت توشك على تنفيذ عمليات كبيرة. ومن هذه الأخبار المنسوبة للإعلام الصهيوني، اعتقال ستة من أعضاء خلية لحركة حماس في الخليل والقدس، كانت تخطط لتنفيذ عملية اختطاف صهاينة، سواء أحياء أو جثث بعد قتلهم، بهدف المساومة عليهم للإفراج عن أسرى من سجون الاحتلال.

 كما كشف الاعلام الصهيوني قبل نحو اسبوعين عن خلية كبيرة لحماس من طلاب جامعة أبو ديس كانت تنوي تنفيذ عمليات تفجير استشهادية داخل الخط الأخضر. 

توالي عمليات الكشف هذه تحمل عدد من البشائر منها:

 - نجاح المقاومة خارج الضفة في خلق تواصل ناجح وتجنيد عناصر وتنظيم خلايا داخل مدن الضفة، نجح بعضها في تنفيذ عمليات، فيما أوشكت أخرى على إخراج عمليات إلى حيز التنفيذ، لولا التنسيق الأمني الفعال مع أجهزة امن السلطة، الأمر الذي قابله الاحتلال بقرارات مكافئة تمثلت بتقديم تسهيلات للسلطة في إطار تنفيذ مشاريع بنية تحتية. 

- أن المقاومة على وشك الانتقال بالانتفاضة من مرحلة الحجر وعمليات الطعن والدعس، إلى مرحلة عمليات إطلاق النار والاختطاف والمفاوضة بهدف مبادلة أسرى، لكن بالحرص على استمرار انتفاضة الحجارة وعمليات الطعن والدعس للمحافظة على تمدد الانتفاضة وإبقاء طابعها الشعبي، لضمان تمتين وتوسيع الحاضنة الشعبية لإسناد أي عمليات مقاومة كبيرة قد يترتب عليها عمليات قمع صهيونية ضخمة. 

- إذا صحت الأخبار الصهيونية، حول هويات أعضاء الخلايا المفترضين، فإن هذا يسجل نجاح للمقاومة في تمديد ساحة التجنيد والتنظيم لأعمال المقاومة إلى مدينة القدس من حملة الهوية الزرقاء، لما لهذا من بعد وأثر مخيف ذات بعد استراتيجي على نوعية وأثر العمليات التي قد تنجح في تنفيذها في الداخل المحتل.

 لكن هناك عدد من المحاذير بات على المقاومة أخذها بعين الاعتبار منها:

 - إن استمرار اعتماد خلايا المقاومة على تواصل خارج الضفة سواء لتأمين دعم وإسناد أو لتلقي توجيهات يعرضها باستمرار لخطر الانكشاف نظرا لسيطرة الاحتلال الكبيرة على الفضاء الافتراضي وعالم الاتصالات، ما مكنه من تنفيذ عمليات اغتيال كبيرة لنشطاء وقادة كان على رأسهم يحيى عياش وأخرهم نشأت ملحم. 

- لذلك يجب على المقاومة الحرص على توطين قيادة خلايا المقاومة في الضفة، لتأمينها من الانكشاف، ولكونها الأقدر على التوسع في التجنيد وفي اختيار العناصر، وفي اختيار الأهداف. -  علما أن هذا لا يغني عن السعي لتجنيد خلايا "موجهة من الخارج على أن تكون ذات مستوى أمني راقي، بهدف التنسيق وتأمين تمويل وإسناد مالي ولوجيستي بهدف إخراج عمليات استراتيجية إلى حيز التنفيذ.

 التأمل قليلا في أسباب وقوع عدد كبير من خلايا المقاومة الجديدة في الضفة والقدس المحتلة في القبضة الصهيونية، يشير إلى عامل مهم جدا، وهو الجهد الاستخباري لأجهزة المخابرات الصهيونية سواء بالاعتماد على العنصر البشري - العملاء-داخل مدن الضفة والقدس، أو بالاعتماد على التنسيق الأمني رفيع المستوى مع أجهزة امن السلطة التي باتت ترى أنها صاحبة مصلحة تشترك فيها مع الاحتلال في حربها ضد حماس بحجة منع انهيار السلطة. وعليه فإن التغلب على هذا الخطر الكبير يتمثل في تحييد أجهزة أمن السلطة من جانب، ومن جانب آخر تشكيل خلايا أمنية لمحاربة العملاء المنتشرين في مدن الضفة. 

تحييد أجهزة أمن السلطة لا يتم إلا بإحدى وسيلتين: 

- إما أن تتحول هذه الأجهزة إلى أجهزة وطنية تحمي ظهر المقاومة وتساعدها بدل أن تحاربها، وهذا لا يتأتى إلا بتغيير عقيدة هذه الأجهزة الأمنية، وهو احتمال ضعيف جدا في ظل حكم رئيس يعتبر أن التنسيق الأمني مع الاحتلال مقدس.

 - وإما بانهيار هذه الأجهزة الأمنية الذي سيكون نتيجة حتمية لانهيار السلطة.  منع انهيار السلطة في الضفة بات غاية في نظر الرئيس عباس، كما بات انهيارها حلا واقعيا بل ومطلبا وطنيا لنسف الواقع السياسي المتعفن الذي عبر عنه خطاب عباس اليائس قبل أيام.

 أحد الأبعاد الخفية في خطاب الرئيس قبل يومين والذي دافع فيه عن بقاء السلطة، تصوير مجرد بقاء السلطة هدفا وغاية، مستغلا حديث نتنياهو عن الاستعداد لمرحلة ما بعد السلطة ليجعل من مجرد بقاء هذه السلطة العفنة هدفا وطنيا من شأنه أن يغطي على الأهداف الوطنية الأخرى والتي من بينها تحرير الضفة والقدس والمقاومة وإزالة الاستيطان وتحرير الأسرى.

 نجاح الاحتلال في احباط تنفيذ عمليات فدائية كبيرة داخل الكيان ليس مؤشرا على قدرته على احباط كل العمليات التي تخطط لها المقاومة، تنفيذ عملية فدائية كبيرة واحدة من شأنه أن يقلب المعادلة، الأمر الذي بات يدركه نتنياهو وهو ما دفعه للطلب من حكومته وأجهزته الأمنية للاستعداد لليوم التالي لانهيار السلطة. 

ومن هنا ننبه كل قوى المقاومة للاستعداد من جانبها أيضا لليوم التالي لانهيار السلطة، لجهة إقامة بنية لوجستية تملأ الفراغ، وتنسق كافة الجهود لتصب في المجهود المقاوم لاستنزاف الاحتلال واجباره على الفرار من الضفة والقدس تماما كما فر من غزة.