20.18°القدس
19.81°رام الله
18.3°الخليل
25.09°غزة
20.18° القدس
رام الله19.81°
الخليل18.3°
غزة25.09°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

ما وراء بناء أسطول الغواصات الإسرائيلي

صالح الننعامة
صالح الننعامة
صالح النعامي

في حفل صاخب، حرصت القيادة ال»إسرائيل»ية الأسبوع الماضي على استقبال الغواصة الإستراتيجية الخامسة التي زودتها ألمانيا لتل أبيب في غضون أقل من عقد. وقد باتت «إسرائيل» قوة عالمية في مجال امتلاك الغواصات الإستراتيجية؛ إذا أخذنا بعين الاعتبار نسبة السكان. وتمتاز الغواصات الإستراتيجية التي تملكها «إسرائيل» بالقدرة على حمل وإطلاق صواريخ نووية، بما يمنح الكيان الصهيوني أفضلية توجيه الضربة النووية الثانية في حال نشب صرع نووي مع دولة أخرى. وقد حرصت «إسرائيل» على إطلاق تسميات عبرية على كل غواصة إستراتيجية تتسلمها من ألمانيا، فقد أطلقت على الغواصة الأولى: «تكوما» أي «البعث من جديد»، وأطلقت على الثانية «ليفيتان» أي «الحوت»، وعلى الثالثة «دولفين» أي (الدولفين)، وعلى الخامسة «تنين» أي (التمساح)، أما الخامسة التي حصلت عليها مؤخراً فقد أطلقت عليها «رهف» أي (التبجح).

إن فائض المزايا الذي يتمتع به الجيش الإسرائيلي بعد اقتناء هذه الغواصات الإستراتيجية يتمثل بشكل خاص في أنها باتت تسهم بشكل جذري وغير مسبوق في جمع المعلومات الاستخبارية وتطوير بنك الأهداف التي يتوجب ضربها والتعامل معها، عند نشوب حروب أو القيام بحملات عسكرية محدودة. ويقول المعلق العسكري يوآف ليمور إن الغواصات باتت تلعب دوراً مركزياً في كل أشكال الجهد الحربي الإسرائيلي، سيما جمع المعلومات الاستخبارية، المشاركة في عمليات سرية، ولعب دور فاعل في الحروب.

وفي تحقيق نشرته صحيفة «يسرائيل هيوم»، أوسع الصحف الإسرائيلية انتشارا، أشار ليمور، الذي شارك في عملية تدريب قامت بها إحدى هذه الغواصات، إلى أن التحولات التي طرأت على طابع المعركة، فرضت على قيادة الجيش أن تعيد بناء الإستراتيجية القتالية على أساس التكامل بين الأذرع والأسلحة المختلفة، حيث تلعب الغواصات دوراً مفصلياً في تعزيز هذا التكامل.

وعن «مزايا» الغواصة كماكنة لجمع المعلومات الاستخبارية مقارنة بالطائرات بدون طيار أو أي وسائل جمع استخبارات أخرى، فإن ليمور ينقل عن أحد كبار الضباط في أسطول الغواصات قوله إنه لا يمكن رؤية الغواصات ولا يتسنى سماع صوتها، مما يجعلها قادرة على توفير المعلومات في ظروف مثالية. ويشير الضابط إلى أن هذه الغواصات قادرة على الكشف عن منصة لإطلاق الصواريخ على شاطئ لبنان، كما أنه بإمكانها الكشف عن سيارة مفخخة في أحد شوارع غزة. 

ويجزم الضابط بأن «أسطول الغواصات، سيما الإستراتيجية منها سيلعب دوراً مركزياً في حرب لبنان الثالثة وكذلك في أي عملية عسكرية تنفذ ضد قطاع غزة. ويشير الضابط إلى أن نصف مقدرات وإمكانيات الغواصات مخصصة لتنفيذ العمليات، مما جعلها تحتكر تنفيذ العدد الأكبر من العمليات الميدانية التي يؤديها الجيش. وإذا تم الأخذ بعين الاعتبار تعداد السكان الصغير مقارنة بدول كبرى تملك غواصات إستراتيجية، فإن «إسرائيل» تعد رابع قوة عالمية من حيث «الغواصات الإستراتيجية»، حيث انها ستملك في غضون عدة شهور خامس غواصة من هذا النوع، وستحصل على السادسة بحلول العام 2019. ويتضح أن تواجد ثلاث من الغواصات الإستراتيجية في القاعدة البحرية القريبة من ميناء حيفا في أقصى شمال الساحل الفلسطيني، وليس في القاعدة في «اسدود» يدلل على أن التحديات التي ترصدها «إسرائيل» على الجبهة الشمالية على وجه الخصوص تفرض وجود هذه الغوصات بالقرب من المناطق المرشحة للاشتعال في لبنان وسوريا.

فقد نقلت صحيفة «ميكور ريشون» مؤخراً عن قائد القاعدة البحرية في حيفا (تحفظت على ذكر اسمه) قوله ان الافتراض السائد لدى قيادة الجيش الإسرائيلي ينطلق من التهديدات التي تنطوي عليها الجبهة الشمالية تمثل تحديداً كبير جداً. وشدد القائد الإسرائيلي على أن سلاح الغواصات يعمل في عمق مياه «العدو بسرية وبتصميم، بما يشكل رافداً مركزيا لقدرات الجيش الإسرائيلي الإستراتيجية».

ويتضح من سياق حديث هذا الضابط أن هذه المياه الإقليمية لكل من لبنان وسوريا تمثل ساحة عمل دائمة لهذه الغواصات. وعشية دورة التجنيد السنوية الأخيرة التي انطلقت قبل أسبوعين، شرعت شعبة القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي بعرض مواد مرئية دعائية على مواقع التواصل الاجتماعي لترغيب المجندين الجدد للالتحقاق تحديدا بسلاح الغواصات. وحسب قناة التلفزة العاشرة التي عرضت بعض الأفلام الترغيبية، فقد ركز الجيش بشكل خاص على استمالة المجندين الجدد للانخراط في أسطول الغواصات، المعروف بـ»شييت 7»، حيث حرصت الأفلام على إبراز عنصري الإثارة والتحدي في حياة رجال الغواصات، ودورهم الريادي في الحفاظ على «الأمن القومي»، ناهيك عن تذكير المجندين بقائمة الفرص التي تنتظرهم سواء واصلوا العمل في السلك النظامي العسكري، أو في حال قرروا الانتقال للحياة المدنية بعد انقضاء فترة الخدمة الإجبارية التي تستمر ثلاث سنوات.