بصمت ودون سابق إنذار رحل الفارس محمد الذي رفض العيش في الذل والهوان قاصداً جنة عرضها السماء والأرض.
الشهيد محمد أبو زايد الذي كتب قصته بدمه على ثرى مخيم البريج، فإن لفلسطين رجالاً لا يرضون بالذل والهوان بل العيش بعزة وكرامة، حتى لو كانت التضحية بالنفس ثمناً لذلك، فهذا ما سار عليه الأسد محمد الذي كان يتقدم الصفوف ويتحدى كل إسرائيلي وطأت قدمه ثرى فلسطين.
المولد والنشأة
في الثاني عشر من شهر ديسمبر لعام 1997م كان مولد الشهيد محمد عادل أبو زايد وسط أسرته المكونة من عشرة أفراد حيث يقع ترتيبه الخامس بين إخوانه، فتربى محمد في أكناف أسرة فلسطينية كريمة على أرض مخيم البريج، وتعود جذورها لبلدة المسمية الكبيرة التي سلبها الاحتلال عام 1948م .
تعليمه
عرف عن الشهيد محمد منذ طفولته بحبه الشديد لوالديه، ولإخوانه، وجرأته وشجاعته، فقد تلقى تعليمه الدراسي في مدارس وكالة الغوث الدولية في مخيم البريج، حيث درس المرحلة الابتدائية بمدرسة ذكور البريج الابتدائية "أ" وترفع للمرحلة الإعدادية ليدرسها بمدرسة ذكور البريج الإعدادية للبنين للاجئين، ليواصل شهيدنا دراسته الذي كان من المتفوقين فيها، حيث ما كانت سنة تمر عليه إلا ويحمل شهادة التفوق.
صفات الشهيد
كان الشهيد محمد المحب دوماً لإخوانه والحنون عليهم الذي يلبي لهم جميع طلباتهم، وحافظ محمد على الصلاة في مسجد البريج الكبير جماعة وشهد له كل من عرفوه داخل المسجد بطيب أخلاقه وسلوكه الإسلامي القدير داوم على الجلسات ودروس العقيدة وتلاوة القرآن تعلق به شباب المسجد وحبوه حب كبير، كان يمازح الجميع ويضحك مع الكبير والصغير لا يرفض لأحد طلب ولا يتأخر عن تقديم المساعدة لمن يحتاجه ولا تفارق البسمة وجهه الضحوك، فكان يكره الحقد والغيبة والنميمة على الآخرين، ويسرع في مغادرة أي مجلس تتواجد فيه هذه الأشياء.
محطات
شارك محمد في العديد من النشاطات التابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس، والكتلة الإسلامية التي كان أحد عناصرها البارزين في المنطقة الوسطي، فكان يعمل في صفوف الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، داخل مدرسة فتحي البلعاوي للبنين، فلقد كانت هذه المرحلة هي مرحلة الدعوة إلى الله ، فشارك إخوانه الزيارات التي كانت تخرج وهدفها لله عز وجل من اجل دعوة الناس، لقد كانت حياته كلها جهاد، فلم يبخل على أحد في أي نشاط كان لقد قدم الكثير من أجل كسب الأجر.
موعد الرحيل
في مساء يوم الجمعة الموافق 15/1/2016 كان الشهيد محمد أبو زايد علي موعد مع الشهادة، فبعد أن صلي صلاة العصر في شرق مخيم البريج حيث المواجهات مع العدو الصهيوني، بدأ محمد بتوجيه حجارته وقنابلهم الحارقة نحو جنود الاحتلال، الذين أصابوه بطلق ناري بالرأس أدي إلي استشهاده علي الفور.

