20.18°القدس
19.81°رام الله
18.3°الخليل
25.09°غزة
20.18° القدس
رام الله19.81°
الخليل18.3°
غزة25.09°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

عدونا محظوظ.. (200) جريمة في خدمته

يوسف رزقه
يوسف رزقه
يوسف رزقة

"اعترف اللواء ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية العامة، بأن أجهزة أمن السلطة أحبطت 200 عملية ضد الاحتلال الإسرائيلي خلال الانتفاضة؟!".

تقول حماس: "إن تصريحات فرج تدلل على أن قيادة السلطة لا تعمل على وقف التعاون الأمني مع الاحتلال، وأن تصريحاتها بوقفه مجرد شعارات فارغة المضمون", وقالت حماس: "إن تصريحات ماجد فرج بأن الحفاظ على التنسيق الأمني مهم، تدلل على أن حماية أمن الاحتلال أصبحت عقيدة ثابتة لهذه الأجهزة".

المشكلة في تصريحات (فرج) ليست في التغيير السلبي في العقيد الأمنية الوطنية للعاملين في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، والتي بموجبها يصير المقاوم الفلسطيني عدوًا مشتركًا للأجهزة الأمنية الفلسطينية، والأجهزة الأمنية الصهيونية، وهو بلا شك تحول سلبي خطير في المفهوم الوطني.

وليست المشكلة في حفاظ ماجد فرج وأجهزته على التنسيق الأمني اليومي بما فيه من عمالة وخيانة للمفاهيم الوطنية التي عاشت عليها فتح في مرحلة النشأة والتأسيس، والتي ما زالت تتمسك بنقائها قيادات وسطى في الحركة. 

المشكلة تكمن في هذا المجاهرة العلنية بالجريمة والمعصية، والتي تصل درجة الوقاحة، التي لا تبالي بمشاعر الشعب، ولا تقيم وزنًا للضحايا وذويهم، هذه المجاهرة التي تهدم التاريخ الوطني وتنقض بنيانه حجرًا حجرًا، وتجعل من العمالة مع العدو عنوانًا لحركة اسمها مشتق من التحرير؟!. 

ماجد فرج يفتخر بأنه أحبط (200) عملية للمقاومة الفلسطينية ضد المحتل الصهيوني؟! ولست أدري ما الذي يجعله يجاهر بهذه الجرائم في الإعلام؟! هل يخطب بهذه المجاهرة ودّ العدو المحتل، لينال رضاه ودعمه لاحقًا كمرشح وريث لعباس؟! أم أنه يخطب بهذه المجاهرة رضا أميركا، أم رضا عباس؟! أم يريد أن يكشف عن قدراته الأمنية وسيطرته على الأمن في الضفة؟! إن كل الاحتمالات التي تجيب عن هذه التساؤلات لا تقترب أبدًا من حقل الوطنية الفلسطينية؟!.

الوطنية الفلسطينية كما فهمتها فتح والشعبية والديمقراطية والحزب الشيوعي والكل الوطني لا تقبل مفهوم فرج، ولا تقبل فخره وتبجحه بهذه الجرائم، ولا تقبل مجاهرته بهذه المعاصي. الكل الوطني لا يرفض تصريحات فرج فحسب، بل يرفض عقيدة ماجد فرج الأمنية، ويراها عقيدة فاسدة من صناعة دايتون، لا من صناعة الوطن ولا من صناعة أحرار فلسطين على مدى التاريخ والصراع. 

وأحسب أن حماس على حق حين تدعو إلى (حملة وطنية) لمواجهة هذا التدهور الوطني والأخلاقي لأجهزة أمن السلطة. لأن الكل الوطني هو مصدر ومنتج العقيدة الأمنية، وهو مصدر ومنتج المقاومة، وهو صاحب الكلمة في الجملة السياسية، والجملة الأمنية. وحين تنكر حماس على ماجد فرج عمالته ومجاهرته بالجريمة فهذا حق لها كتنظيم يرفض العمالة والتخابر مع العدو على المستوى الفردي والمستوى الحكومي، إذا لا تجزئة في العمالة والتخابر ولا تمييز، فليست هناك عمالة مقدسة وأخرى مدنسة، فكل العمالة والتخابر مدنس ورجس من عمل الشيطان. مخرجات التخابر الفردي والحكومي واحدة؟! حماس تنبه الرأي العام والفصائل المختلفة إلى ضرورة الاجتماع على موقف وطني جامع يرفض ما جاء في تصريحات ماجد فرج، ويعمل على إسقاط ملف التنسيق الأمني، وتصحيح العقيدة الأمنية التي انحرف بها ماجد فرج وغيره في ظل رئاسة عباس. العمالة والخيانة هي العمالة والخيانة ولن تكون وجهة نظر البتة؟!.