أكدت مصادر خاصة لـ"فلسطين الآن" أن لقاءً واحدا على الأقل عقد خلال الأسبوعين الأخيرين في العاصمة القطرية "الدوحة" بين وفد من حركة فتح جاء من الضفة الغربية وأخر من المكتب السياسي لحركة حماس بعيدًا عن الكاميرات ووسائل الإعلام.
وكشف المصدر -الذي طلب عدم ذكر اسمه- أن اللقاء لم يجر بادئ الأمر بعلم من رئيس السلطة وحركة فتح محمود عباس، بل إن قيادة السلطة علمت به -إما خلال انعقاده أو بعد ذلك مباشرة- إلى درجة أن عباس وبّخ أعضاء الوفد الفتحاوي، عند عودتهم لرام الله، لكن ما لبث أن وافق على مجرياته.
ورجح المصدر أن تصريحات رئيس جهاز المخابرات ماجد فرج حول إحباط السلطة لنحو 200 عملية ضد الاحتلال، وتأكيده على استمرار التنسيق الأمني، قد تندرج في إطار قطع الطريق على أي تقارب مع حركة حماس.
ومن الأسماء التي شاركت في اللقاء من حركة فتح قدورة فارس وهو عضو في المجلس الثوري للحركة ورئيس نادي الأسير، ويعدّ من المقربين جدا من القيادي الأسير مروان البرغوثي. وكذلك أحمد غنيم الذي شغل لفترة طويلة منصب عضو اللجنة الحركية في فتح عن محافظة القدس، وكان له دور بارز خلال السنوات الأولى من الانتفاضة الثانية، وجرى تحييده بعد المؤتمر السادس الذي عقد عام 2008 في بيت لحم.
فيما لم يتم التأكد من بقية الأسماء، غير أن اسم محمد الحوراني يتردد بقوة أنه شارك في اللقاء.
وأوضح المصدر أن اللقاء الثنائي "السري"، جاء لمعالجة أزمة الوضع الفلسطيني الداخلي، وتحريك عجلة المصالحة المتعثرة منذ أكثر من عام ونصف.
وأشار المصدر أن حركة فتح طرحت 4 نقاط رئيسية تتعلق بالمصالحة، وكان رد حماس عليها بالإيجابي، لكنها اشترطت "موافقة الرئيس عباس عليها".
وتابع "قالت حماس للوفد، قبل أن تأخذوا موافقتنا على طروحاتكم، هل الرئيس ومن حوله موافقون عليها!!".
وأضاف "حماس كانت تعلم النية الصادقة للوفد الفتحاوي، لكنها تدرك أنهم ليسوا أصحاب قرار، خاصة أنهم من المحسوبين على التيار الشاب، والأهم أنهم من التيار غير المرضي عنه لدى قيادة السلطة وفتح في رام الله".
لقاءات سرية ناجحة
محمد الحوراني، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أكد أن "العاصمة القطرية الدوحة استضافت خلال الفترة الماضية لقاءات بين حركته وحماس، ركزت على معالجة الأوضاع الفلسطينية الداخلية القائمة".
وقال: "كانت هناك لقاءات بين فتح وحماس في قطر، لمناقشة وتفعيل كل العقبات التي تعترض طريق المصالحة الداخلية، ومحاولة إيجاد مخارج للوضع الداخلي القائم، والذي يكتنفه ركود منذ شهور".
وأوضح أن "اللقاءات داخل قطر بين قيادات على أعلى مستوى في حركتي فتح وحماس" ما زالت مستمرة، وكانت إيجابية وهامة، وتم مناقشة بعض الملفات التي تعد عقبة حقيقية أمام تحريك المصالحة نحو الوحدة الوطنية، وتنفيذ باقي بنود المصالحة "اتفاق الشاطئ" الذي جرى توقيعه في غزة خلال إبريل من العام 2014، الذي أفضى لحكومة التوافق، الثمرة الوحيدة لاتفاق المصالحة".
تقدم مقبول
وذكر الحوراني أن "اللقاءات السرية نتج عنها بعض التقدم، وجرى الاتفاق على كيفية إزالة كل الخلافات القائمة، وتوفير كل الأجواء الإيجابية التي ستساعد على البدء بالخطوة الأولى في دفع المصالحة للأمام".
ولفت إلى أن "الطرفين اتفقا على البدء بتنفيذ برنامج سياسي موحد مبني على وثيقة الوفاق الوطني، وتوفير كل الأجواء الداخلية للتوجه نحو إجراء الانتخابات الفلسطينية التشريعية والرئاسية، وتفعيل الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، وإعادة بناء المجلس الوطني، وتشكيل حكومة وحدة وطنية".
وكشف الحوراني، عن لقاء سيعقد قريبا، بين قيادات من فتح وحماس في اسطنبول برعاية تركية.
وعُقد آخر لقاء بين "فتح وحماس" في الدوحة قبل أيام، وجمع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، بنائب أمين سر اللجنة المركزية لفتح اللواء جبريل الرجوب، الذي سافر للدوحة سرا بعد لقاء "مغلق" أجراه مع الرئيس محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
وقبل شهرين، عقد لقاء في العاصمة اللبنانية بيروت، بين رئيس وفد المصالحة عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وموسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس لدعم نفس التحرك الداخلي.