تعاني غزة المحاصرة منذ عشر سنوات ، من قبل العدو الهمجي والأخ العربي ، من شتى أنواع الابتلاءات والنتائج الحتمية المدمرة الناتجة عن ذاك الحصار وما يجلبه من ويلات لما يقارب من اثني مليون نسمة من الناس الغارقين في أوحاله .

أوﻻ : لماذا غزة محاصرة ؟!!
غزة هي الدينامو المحرك لمشاعر العالم الحر ضد العنجهية الصهيونية ، لذا تريد دولة الكيان الصهيوني وأذنابها ومن ارتأى رأيها ، ايجاد مسوغ لضرب غزة والقضاء على انسانيتها وحشد الغضب العالمي والعربي ضدها ، وذلك بلصق تهمة الارهاب بها و إعطاء صورة عكسية لما يحدث على أرض الواقع ، فجاء الحصار كعقاب جماعي ، ليس على مستوى الأفراد فقط وإنما على مستوى الجغرافيا ، فعانى من ذلك الحجر والبشر ، لتدمير كل مقومات الحياة الكريمة .

ثانيا : كيف يرى العالم الخارجي الحصار ؟!! 
عندما يزور شخص ما غزة ويطلع على أحوالها فإنه يرى المحال التجارية مﻷى بالبضاعة ، ويرى الناس تغدو وتروح بمختلف طبقاتها ومستوياتها وبأشكالهم المختلفة ، منهم فاخر الثياب ومنهم العادي البسيط وهم المعظم ومنهم الرث المهلهل وقد أصبحوا كثر ... كما يرى مطاعم غزة عامرة بمرتاديها والفنادق تصدح بأفراحها ، فيتعجب ويبحث عن أمارات الحصار فلا يجدها ! ... وحده بحر غزة يعج بالموجوعين من مرارة الحصار ويشاركه في ذلك الشوارع الضيقة في مخيمات غزة البائسة ، ويعتقد أن الحصار مجرد اشاعة ، وأن أهل غزة يتنعمون كما باقي الشعوب .

يا أخوتي أنتم فاهمين الحصار غلط !!!
ليس الحصار الذي نعاني بوفرة المنتجات في المحال التجارية وإن كان هذا الأمر لم يسلم من الحصار ، وﻻ الحصار بأجواء الكآبة في غزة وخلوها من مظاهر الفرح ، وﻻ الحصار بالمظهر الرث البالي لأهل غزة  ، وخلو أيادي أطفالها من السكاكر والبالونات والكرة التي تجري بين أقدامهم لتفريغ طاقاتهم .... !!! هناك من يعتقد أننا ﻻ نستطيع التنفس ! 

إنما الحصار بإغلاق كل ما يؤدي لإقامة حياة مكتملة الأركان ،  قوية البنيان ، غير مخلخلة في أي جانب من جوانبها ، وبالتالي يصرف أصحابها التفكير نحو التحليق في فضاء الحرية والحصول على مزيد من الحقوق الضائعة واستعادة الكرامة المفقودة بسبب الاحتلال . هم يريدون منا الانشغال برغيف الخبز كي ﻻ نطالب بالحرية والكرامة وبالتالي هم قاموا بكسر شوكة الاقتصاد في غزة حتى ﻻ تقوم لنا قائمة ( تذكرون المساومة على السلام الاقتصادي ) ، دعونا نتأمل التداعيات : فلكي تمتليء المحال التجارية بالبضائع على التجار أن يدفعوا أثمانا باهظة ، يدفع المستهلك ضريبة ذلك غﻻء معيشة يكلفه فوق طاقته ، انتشرت البطالة أيضا بسبب اغﻻق معظم المصانع بسبب الحصار وبالتالي زادت نسبة العنوسة بسبب عزوف الشباب عن الزواج للتكاليف الباهظة له ، كما ارتفعت نسبة الجريمة بسبب ازدياد نسبة الفقر إلى ما فوق 70%  ، التسرب من المدرسة أيضا وتزايد ظاهرة عمالة الأطفال بمختلف أسبابها أيضا من تداعيات الحصار على غزة ، ارتفاع نسبة الطﻻق بسبب المناكفات الناتجة عن وضع اقتصادي سيء وتركيبة نفسية مرهقة للأسباب السابقة .

الحصار على غزة له تأثير سيء وكارثي من جميع النواحي ، الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والسياسية أيضا ، فلا أحد يزاود على حصار غزة بما يراه من مظاهر الحياة المضيئة التي يراها في جنبات غزة والتي يعكسها تشبث أهل غزة بالحياة .. فنحن نعشق الحياة كما أنتم ... وﻻ تنسوا أننا كمحاصري شعب ( أبي طالب ) نحمل لكم الهدى والنور ، وسيشع نورنا بينكم بصمودنا وتحررنا يوما ما .. 

كونوا على ثقة .