8.9°القدس
8.66°رام الله
7.75°الخليل
14.74°غزة
8.9° القدس
رام الله8.66°
الخليل7.75°
غزة14.74°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: حقيقة المعركة فى سوريا

تدخل الثورة السورية عامها الثاني بعد أيام، حيث يقدم الشعب السوري المزيد من الدماء من أجل الحرية التي فقدها مع بداية سيطرة العسكر على السلطة منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، ثم توجت بسيطرة العلويين ممثَّلين في حافظ الأسد بعد الانقلاب الذي قام به عام 1969 ثم إحكام السيطرة على سوريا بانقلاب آخر عام 1971، حيث بدأ في منح العلويين المنح الدراسية والوظائف الرئيسية في الدولة، لا سيما في الأمن والجيش وأبقى السُّنة كديكور للمشهد السياسي في الدولة، مما أدى إلى صدامات ومحاولات اغتيال كثيرة تعرض لها، وقد كان لأحداث حماة عام 1982 أثرها البالغ في بيان دموية النظام الذي استخدم الدبابات والطائرات لمواجهة الانتفاضة التي وقعت هناك، لكن الشعب الذي سلبت منه حريته وسرقت مقدَّراته قرر أن ينتفض مع ثورات الربيع العربي التي بدأت بتونس ثم مصر وليبيا، وقرر السوريون في منتصف مارس من العام الماضي أن ينتفضوا ضد الظلم والطغيان. التقارير الواردة عبر المراسلين الصحفيين الذين يخاطرون بأنفسهم ويدخلون إلى سوريا، وكذلك تقارير المراسلين السوريين الذين استطاعوا عبر التكنولوجيا الحديثة أن يبثوا للعالم ما يحدث في بلادهم إلى الفضائيات تشير إلى أن النظام الذي يمارس القتل بعشوائية وهمجية فقد السيطرة على كثير من المدن والقرى، وكتب مراسل «بى.بى. سى» من الزبدانى المحررة التي لا تبعد عن القصر الرئاسي في دمشق سوى مسافة قليلة، أما الغوطة كلها فمحرَّرة والجيش يدخل إليها وينسحب منها تحت ضغط المقاومة، فالثورة التي بدأت بالحناجر والهتافات تطورت لتشمل عناصر المنشقين من الجيش وهم قليل، مقارنة بقوة الجيش، لكن أعدادهم تزداد يوما بعد يوم. سعيت لفهم المشهد الداخلي في سوريا من خلال بعض المطّلعين عليه فكان خلاصة ما وثقته من معلومات هو أن المعركة في سوريا ليست معركة النظام مع الشعب، فالنظام بالنسبة إلى كثيرين قد انتهى لكن المعركة لها شقان، عسكري على الأرض وسياسي في المحافل الدولية. أما العسكري فإن أطرافا إقليمية تدعم النظام السوري تقوم به بشكل مباشر هي إيران وحزب الله، حسب التصريحات التي أدلى بها العميد حسام عواك قائد عمليات الجيش السوري الحر لصحيفة «الشرق الأوسط» يوم الخميس الماضي الأول من مارس، حيث أكد وجود لواء مدرعات إيراني على الأراضي السورية وأن حزب الله موجود من خلال كتائب 101 و102 و103 وهى كتائب مدربة على حرب الشوارع والاغتيالات، وقالت مصادر أخرى إن هناك ما يزيد على ثلاثين ألفا من الحرس الثوري الإيراني في سوريا هم الذين يحمون النظام، لأن سقوط النظام بالنسبة إلى هؤلاء يعنى انتهاء نفوذهم في العراق وكذلك إضعاف وجودهم في لبنان، وقد أكد عواك في حواره إلقاء القبض على ضباط من الحرس الثوري وخبراء إيرانيين أكثر من مرة خلال معاركهم مع الجيش السوري الحر. وخوفا من اغتيال الرئيس السوري حتى من العلويين الذين يحرسونه وكذلك شقيقه ماهر فإن قوات الحرس الثوري حسب هذه المصادر، هي التي تقوم بحماية الأخوين الأسد، لأن اغتيال أي منهما يمكن أن يؤدى إلى انهيار النظام، من ثم فإن هذه المعركة ليست معركة النظام بقدر ما هي معركة هذه القوى الإقليمية التي تعتبر النظام في سوريا هو عمقها الاستراتيجي للحفاظ على مشروعها الكبير في المنطقة. أما بالنسبة إلى المعركة الدبلوماسية التي تقودها روسيا في المحافل الدولية فإن سوريا هي آخر معقل لروسيا في المنطقة، بعدما تحولت كلها إلى النفوذ الأمريكي، وهناك رادار روسي كبير يغطى المنطقة كلها موجود بالقرب من دمشق، علاوة على النفوذ في المتوسط عبر ميناء طرطوس، وهى الوجود الروسي الوحيد في المتوسط، ونهاية النظام تعنى انتهاء الوجود الروسي العسكري في سوريا. من هنا فإن روسيا تقف ضد أي قرار يمكن أن يؤدى إلى نهاية النظام أو زواله. لكن هذه الحماية العسكرية والسياسية للنظام السوري لا تعنى أن النظام لن يزول وإنما تعنى أن المعركة سوف تطول، لأنها ليست ضد النظام السوري وحده، وإنما بالدرجة الأولى ضد الأنظمة التي تحميه والمستفيدة من بقائه. لقد تحولت دمشق ومعظم المدن السورية إلى مدن أشباح، والنظام يعتبر المعركة بالنسبة إليه معركة حياة أو موت، والمراقبون يقولون إن اغتيال أي من الأخوين الأسد بشار أو ماهر، يمكن أن يغير كل المعادلات على الأرض، وسوريا في رأى البعض أصبحت محتلة بأكثر من ثلاثين ألفا من القوات التحى تدعم النظام من الخارج، ستطول معركة سوريا، لكنها لا تعنى أن النظام سوف يبقى، لأنه على مدار التاريخ لم يستطع نظام ثار عليه شعبه أن يبقى، لكن ستكون هناك المزيد من الدماء والأشلاء والآلام. سيكون ثمن الحرية في سوريا باهظا دون شك، لكن الحرية قادمة لا محالة رغم أن المعركة سوف تطول.