20.8°القدس
20.54°رام الله
19.42°الخليل
25.68°غزة
20.8° القدس
رام الله20.54°
الخليل19.42°
غزة25.68°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

الشهيد ضرار

هاني الدحلة
هاني الدحلة
هاني الدحلة

في الستينيات من القرن الماضي عندما انتشرت حركات الفدائيين وتنوعت أصبحت عمان مأوى لكثير من هذه الحركات التي اتخذت لها مقرات رسمية في أحياء عمان، وكان الفدائيون يصولون ويجولون في الأسواق والأحياء بسلاحهم كما يريدون.

في تلك الأثناء كان أخي الأصغر المرحوم الشهيد ضرار منضماً للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وقد قربه إليه قائد الجبهة المرحوم جورج حبش وأعجب بجرأته وشجاعته، فجعله قائداً لحرسه الخاص. وكان المرحوم ضرار يرافق القائد جورج حبش كظله، واستطاع حمايته حتى آخر لحظة.

وعندما أخرجت السلطات الفدائيين من عمان وأرغمتهم على التواجد في جرش، ذهب ضرار مع باقي الفدائيين إلى جرش، حيث عمل مخيماً خاصاً للجبهة الشعبية في إحدى مناطق الجبل الذي تواجد الفدائيون عليه، وكان هو قائد منطقة جرش.

وكان ضرار يزورنا في عمان متخفياً لرؤية والدته واخوانه اسبوعياً أو كل اسبوعين.

وفي أحد الأيام جاءني ضرار الى مكتبي في عمارة شريم، بشارع فيصل في عمان، وجلس على كنبه بجانب مكتبي وأخذ يحدثني عن أوضاعه، ثم أخرج مسدساً له طاحونة، وقال لي هذا المسدس حديث، وهو مخصص للحماية وأعطاني إياه فقلبته بين يدي وأعدته إليه، فقال: حاول أن تطلق منه فهو فارغ فقلت له لا داعي فأخذ المسدس وصوبه نحوي ثم أداره نحو الباب وضغط على الزناد وإذا برصاصة تخترق الخشب فوق الباب وتحدث دوياً وبهت المرحوم ضرار وأصفر وجهه وأخذ يبكي كالأطفال وقال كيف أصوب مسدساً فيه طلقة الى جسد أخي الأكبر، هل لو أطلقت الرصاص عندما صوبت المسدس نحوك، وحدث لك مكروه، كنت سأبقى حياً لا والله، سأملأ المسدس ثانية وأطلق النار علي نفسي، فلا حياة بعدك يا أخي.

وتأثرت لحد البكاء وأخذنا الاثنان نجهش بالبكاء حتى هدأت نفوسنا.
هذا الحادث وقع حقيقة ورأيت أن أكتبه ليكون عبرة للآخرين، فإن العبث بالسلاح أمر خطر وينتج عنه حوادث مأساوية على الجميع تجنبها.