20.8°القدس
20.54°رام الله
19.42°الخليل
25.68°غزة
20.8° القدس
رام الله20.54°
الخليل19.42°
غزة25.68°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

أصعب قصص الأسر

خالد معالي
خالد معالي
خالد معالي

في سجون الاحتلال حكايات وقصص كثيرة مؤلمة يصعب وصفها لشدتها؛ فالأسيرة هنادي المغربي تعذب في زنازين باردة جدًّا، وزوجها الذي يقضي حكمًا بالسجن 18 مؤبدًا يعذب معها أيضًا في زنزانة مجاورة دون أن تراه، والأسير الصحفي محمد القيق بين الموت والحياة، وغذاؤه الملح والماء بعد 62 يومًا متواصلة من الإضراب عن الطعام حتى تتحقق حريته وحرية وطنه

نعمة سماع صوت الأذان لا تتمتع بها الأسيرة هنادي المعلمة الفاضلة التي افتقدتها طالبات مدرستها، بل تسمع صوت ضرب أبواب الزنازين وصراخ المعذبين خلال التحقيق، أما الأسير القيق فبات لا يدرك ما يجري حوله، وصحته تتدهور تدهورًا لافتًا، ويخشى عليه الموت والاستشهاد بسبب إهمال الاحتلال وصلفه.

الماء والملح وجبة الإفطار والغداء والعشاء للأسير القيق ولبقية الأسرى المضربين، يضطرون إليها كي يحافظوا على معدهم وأجهزتهم الهضمية من التلف، حتى هي يحاول السجان منعهم منها للضغط عليهم.

العدالة والقيم والمعاني الإنسانية السامية التي يجسدها إضراب الأسير القيق، ومعاناة وعذابات الأسيرة هنادي جديرة بأن يضحى لها، ويعلى شأنها، ومن حق الأسرى على المسلمين والخارج نصرتهم ولو بأضعف الإيمان: الدعاء، وتذكر معاناتهم.

في السجن والأسر حالات صعبة غير التحقيق والإضراب عن الطعام، ومن بينها الأسرى الأطفال والأسيرات والأسرى المرضى؛ فحالة الأسير سامي أبو دياك لا تسمح له بالتنقل على إثر عملية استئصال ورم من معدته، أدّى إهمال علاجه إلى تردٍّ خطير مازال يهدد حياته في كل وقت وحين.

والأسير الشبل جلال الشراونة يربط إلى جهاز يضخ في وريده جرعة دواء تنتهي بعد كل ست ساعات، والأسير ناهض الأقرع بحاجة إلى زرع ساقين بعد أن بترا على أقساط في السنوات الماضية، وخالد الشاويش بحاجة إلى سلسلة عمليات تمنع تدهور حالته وهو المقعد منذ سنوات ويعيش على كرسيه المتحرك، تمامًا كرفيقه بالشقاء، منصور موقدة الذي يعيش على كرسيه المتحرك حاملًا معدة صناعية وبقايا أمل.

قضية الأسرى في سجون الاحتلال تسبب وجعًا وألمًا دائمين لكل حر وشريف، ليس فلسطينيًّا وحسب، بل عالميًّا أيضًا؛ كونهم يدافعون عن قيم الحرية والكرامة والعدالة، ولا ينتظرون من الخارج الكثير سوى مؤازرتهم وعدم تركهم لقمة سائغة للسجان.

الأسر يعني الموت البطيء؛ فالأيام تمر سريعًا خارج السجن، ولكن داخله تمر الثواني ثقيلة وبطيئة ومعها العذاب والاشتياق إلى الأهل والأحبة في الخارج، من لم يجرب الأسر، ولم يتجرع مرارة وقسوة قلب السجان عليه أن يتذكر إخوته الأسرى والأسيرات ويتضامن معهم، وخاصة المضربين عن الطعام والمعزولين عن العالم الخارجي، وكذلك الأسرى المرضى والأسيرات والأطفال الأسرى.

واجب على كل مسلم وفلسطيني وحر وشريف في العالم إيجاد وسيلة، أو تقديم ولو شيء بسيط للضغط على الاحتلال من أجل معاملتهم كأسرى حرب، وتحقيق مطالب الأسرى المضربين العادلة، وإخراج الأسرى المعزولين من قبور العزل الانفرادي.

الأسرى يحتجزون في غرف وزنازين ضيقة ومتسخة وباردة جدًّا، يصاحبهم فيها عشرات الفئران والحشرات الضارة، ويفتشون ويقمعون باستمرار، وتصادر أغراضهم، إذا ارتفع صوت أحدهم بقراءة القرآن أو الصلاة، إن معاناة الأسرى تصل حتى ذويهم إذ تحرم العائلة وجود ابنها أو رب الأسرة معها أو زيارته، ما يفاقم من معاناة الطرفين وسط الشوق والحنين إلى الحرية.

في المحصلة سيزول الاحتلال لاحقًا إلى مزابل التاريخ، وحتى ذلك اليوم لا ينبغي ترك الأسرى وحدهم، بل يجب نصرتهم في كل وقت وحين، ولا ينبغي نسيانهم ولو لحظة واحدة؛ فهم في الخندق الأول والأمامي وخط الدفاع الأول عن الأمة العربية والإسلامية، ويجسدون قيم الحق والخير والعدالة الإنسانية.