اشتعلت المواقع العبريّة ناراً إعلاميّة على أنفاقِ غزة ومقاومتها بشكلٍ عامٍ، التي باتت تشكل رعباً لـ"إسرائيل" وقيادتها وأجهزتها الأمنيّة ومستوطنيها، الذين استصرخوا قيادتهم ووجهوا إنذاراً، أنّهم يسمعون أصوات حفرٍ تحتَ الأرض.
كما ازداد التحذير، بشكلٍ يومي، من خطورة الأنفاق، وأن المقاومـة تستعد تحت الأرض، لتنفيذ عملياتِ إنزال خلف الخطوط، وقتل وأسر مستوطنين، بل وتحرير مدن والاستيلاء عليها بالكامل، وقد تحدث إعلامُ الاحتلال عن هذا الأمر وخصّ "سيديروت" الإسرائيلية، في أي مواجهة قادمةٍ.
قضيّة كبيرة
واعتقد الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن حديث الأنفاق، أصبح مفضلاً لدى وسائل الإعلام العبرية، ومن المواضيع التي تشغل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ولا سيما في ظل سماع المستوطنين الإسرائيليين، أصوات حفرٍ تحت الأرض، وتخوفهم من عملياتِ إنزالٍ وقتل وأسر.
وبيّن خلالَ حديثِه لـــ "فلسطين الآن" أنه عندما يتعلّق الأمر بقضيّة تخص الجمهور الإسرائيلي كالأنفاقِ، تصبح قضية كبيرة في الإعلام الإسرائيلي، مشيراً إلى أن ارتقاء شهداء الأنفاق، والذي تكرر كثيراً في الفترة الأخيرة، يزيد انتباه الإعلام الإسرائيلي.
ولفت "أبو عامر" إلى أن حديث الأنفاق المتصاعد، رفعت من مستوى المنافسة السياسية الإسرائيلية، وبدأت الأحزاب الإسرائيلية بالتحذير من خطر المقاومة وأنفاقها، والضغط لتشديد الحصار وتنفيذ عملية عسكرية ضد غزة، لتجنّب عمليات أنفاق المقاومة.
ونوّه إلى أن "إسرائيل" لن تسمحْ بأن تتلقى ضربة مفاجئة على غرار حرب أكتوبر عام 1973م، مبيناً أن "إسرائيل" قد تشن هجوماً على غزة، حال قررت المقاومة تنفيذ ضربة استباقية وهجوم مباغت كما حدث في حرب 2014.
وطالب الخبير قيادة المقاومة في غزة، بتجنب التصريحاتِ الناريّة، وتفويت الفرصة على الاحتلال الإسرائيلي، في مثل هذه الظروف التي يمر بها الفلسطينيون في غزة.
تصريحات متصاعدة
وقالت مصادر عبريّة، أن حماس والمقاومة في غزة، نجحت في بناء أنفاقٍ هجوميّة، وتجاوزت الحدود إلى داخل "إسرائيل" محذرين من تنفيذ عملية كبيرة ينفذها المئات من عناصر المقاومة الفلسطينية.
وحذرت، من أن المقاومة نجحت في استبدال الاسمنت بموادٍ أخرى، لتعويض العجز، من صعوبة إدخاله لقطاع غزة.
وقال رئيس حزب "هناك مستقبل" الإسرائيلي يائير لبيد "إن الحرب القادمة في قطاع غزة أو على الجبهة الشمالية ليست إلا مسالة وقت".
وأضاف لبيد خلال مؤتمر صحفي عقده بحضور الصحافة الأجنبية في "إسرائيل":" بينما نحن نجلس الآن هناك أكثر من 1000 شخص يحفرون الأنفاق في مختلف أنحاء قطاع غزة وجزء منها تجاوز الحدود إلى داخل إسرائيل".
أنفاق ضعف أنفاق فيتنام
وأكد نائب المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، الجمعة 29 يناير/كانون الثاني 2016، في حفل تشييع جثامين الأنفاق السبعة، أن مقاتلي كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، يواصلون الإعداد والتطوير استعداداً لأي مواجهة قادمة مع "إسرائيل"، مشيراً إلى أن "عناصر القسام صنعوا أنفاقاً ضعف أنفاق فيتنام".
وقال هنية إن "التهدئة مع "إسرائيل" بمثابة معركة الإعداد وبناء وتطوير القوة والاستعداد لأي مواجهة قادمة مع العدو الصهيوني".