20.8°القدس
20.54°رام الله
19.42°الخليل
25.68°غزة
20.8° القدس
رام الله20.54°
الخليل19.42°
غزة25.68°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

شهداء الإعداد

حسام الدجني
حسام الدجني
حسام الدجني

تعجز الكلمات عندما تحاول أن تكتب عن شريحة من شهداء الشعب الفلسطيني قد لا يعلم الكثيرون أهميتها ودورها، وقد لا تأخذ حقها عندما نتناول التضحيات والشهداء، إنهم شهداء الإعداد، فماذا يعني الإعداد..؟ ولمن يعدون؟ وماذا أعد هؤلاء الشهداء..؟

ينطلقون من قوله تعالى: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ"، فهم وحدات قتالية تقضي معظم أوقاتها في باطن الأرض، يحفرون بأظافرهم الطريق نحو القدس، يخاطرون على أنفسهم كي يعيش شعبنا وينعم بحريته واستقلاله، فقد قدمت هذه الوحدة القتالية عشرات الشهداء ومئات الجرحى، وظهرت نتائج أعمالهم خلال حرب العصف المأكول عام 2014م، عندما استخدم المقاتل والمقاوم الفلسطيني هذه الأنفاق في العمليات الهجومية وسطرت مفاهيم ومصطلحات دخلت القاموس السياسي والعسكري مثل: خلف خطوط العدو، من نقطة صفر، وغيرها من المفاهيم. كان لشهداء الإعداد الدور الأهم في نجاح تلك العمليات التي جعلت من قطاع غزة رأس حربة المشروع الوطني الفلسطيني، وجعلت من كتائب القسام قائدة لمشروع المقاومة في فلسطين.

لقد أعد شهداء الإعداد شبكة أنفاق ممتدة لا أحد يستطيع وصفها أو أن يتوقع طولها وعرضها، ولكن المعلومات المتاحة هي ما كان ينشره الإعلام العبري، وبعض بيانات وصور وفيديوهات المقاومة، حيث وصف رئيس الأركان الغسرائيلي السابق غزة بأنها مدينة فوق مدينة، في إشارة لشبكة الأنفاق التي تجعل من التوغل البري أمرا يكاد يكون مستحيلا.

تجربة المقاومة في قطاع غزة والحاضنة الشعبية لها عبرت عنها الحشود الهائلة التي خرجت يوم الجمعة، وقدّرتها وسائل الإعلام بربع مليون مواطن رغم المنخفض الجوي، تدلل بما لا يدع مجالاً للشك أن كسر إرادة غزة بات أمرا مستحيلا، وهذا الاحتضان للمقاومة يزيد من حجم المسئولية التي تقع على كاهل فصائل المقاومة برد الجميل للشعب الفلسطيني في القطاع، ورسالة لشعبنا الثائر بالضفة الغربية بأن يستفيد من تجربة غزة وفق المتاح لديهم، فقد أثبتت الوقائع بأننا أمام عدو ضعيف، أربك حساباته الشهيد نشأت ملحم، فكيف لو تكررت تجربة نشأت بأكثر من مناضل...؟

في الختام، رحم الله شهداء الإعداد، وأطال الله في عمر رجال الأنفاق، وفي حضرة الشهداء لا عزاء لمن يهاجم أو يزاود على نهجهم وأهدافهم النبيلة، تلك الرسالة الأهم التي حملتها جماهير غزة، وعنونتها: لمن يهمه الأمر... أعتقد أنها وصلت.