مع قرب دخول انتفاضة القدس شهرها الخامس على التوالي، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل يومين، النائب في المجلس التشريعي عن مدينة القدس الشيخ محمد أبو طير، عضو المجلس التشريعي والقيادي بحركة حماس والمُبعد عن مدينة القدس.
وقد أمضى الشيخ أبو طير (أبو مصعب) في سجون الاحتلال 33 عامًا على فترات اعتقال متعددة، إذ تتعمد سلطات الاحتلال عدم إبقائه خارج السجون لفترات طويلة خشية التأثير الكبير الذي يشكله على معنويات أهالي القدس وشبابها في صمودهم ومقاومتهم للاحتلال، وكذلك التصدي لمخططاته في القدس.
رحلة مريرة
يعد أبو طير (65 عامًا) من قدامى الأسرى الذين عاصروا مراحل مهمة من تاريخ الحركة الأسيرة، فقد بدأ رحلته مع الاعتقالات عام 1974 وذلك بعد عودته إلى أرض الوطن من رحلة تنقلية بين الأردن ولبنان وسوريا، حاول خلالها إكمال دراسته الجامعية إلا أنه التحق بالفدائيين الفلسطينيين آنذاك، وتم اعتقاله أثناء عودته وحكم عليه بالسجن 17 عامًا، إلا أنه أمضى منها 11 بعد الإفراج عنه في صفقة تبادل عام 1985.
ومنذ عام 1989 اعتقل الشيخ 15 عامًا ونصف في أربعة اعتقالات حتى عام 2005، وبعد عضويته في المجلس التشريعي عن حركة حماس عام 2006 أُعيد اعتقاله في العام ذاته ليصدر الحكم عليه لمدة أربعة أعوام أي حتى عام 2010، ثم تحرر من السجن وتم اعتقاله في القدس لـ5 أشهر ونصف عام 2011 وإبعاده عن المدينة، وبعدها تم اعتقاله لمدة عام، ثم الاعتقال الأخير الذي مكث فيه عامين، قبل أن تعيد اعتقاله قوات الاحتلال قبل يومين.
إبعاده عن القدس
ولم تكتف سلطات الاحتلال بالسنوات الطويلة التي حرمت فيها الشيخ أبو طير من الحرية، فقد قامت أيضا بإبعاده عن القدس قبل عدة سنوات، بعد أن سُحبت منه الإقامة المقدسية بقرار صادر عن وزير الداخلية الإسرائيلي، بحجة عدم الولاء للكيان، ومعه النائبان أحمد عطون ومحمد طوطح ووزير القدس السابق خالد أبو عرفة.
ورغم سنوات السجن الطويلة والإبعاد عن مدينته ومسقط رأسه، إلا أن الشيخ أبو مصعب عرف عنه تمتعه بمعنويات عالية جدا وابتسامة لم تفارق محياه، وقد أطلق عليه الأسرى في سجون الاحتلال لقب "شيخ الأسرى" حبا وتقديرا منهم لجهاده وصموده وسنوات الاعتقال التي ما هزت ولا زعزعت من عزيمته وإرادته.
وعُرف عنه خارج السجون بأنه الشيخ المجاهد والقائد والمعلم والرمز، حيث جمع في شخصه كل هذه المسميات لثباته على المواقف المشرفة دائما.
وكان من أبرز ما قاله الشيخ عن جهاده وجهاد أبناء الشعب الفلسطيني ومقاومتهم للمحتل: "هذا حق نحن نكافح ونناضل ونجاهد من أجله، ونحن نعيش حالة استثنائية في العالم، حالة الاحتلال والظلم والاستبداد، وليس عبثا أن ينطلق الشعب الفلسطيني لمقاومة هذه الموجة من الغطرسة".