"لقد استطاعت المقاومة أن تراكم قوتها بعد كل معركة، وهي تمتلك الحق الكامل في ذلك، ليس طلباً للحرب بل استعداداً لها، وإذا ما أقدم العدو الصهيوني على أية حماقة ضد شعبنا وأرضنا، فإن المقاومة ستزلزل الأرض من تحت أقدامه، وتفاجئه بما لم يحسب "، تلك كانت كلمات "أبو عبيدة" الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الذي استبق كلماته ورسائله إلى العدو الصهيوني بالظهور على دبابة فلسطينية وهي بحد ذاتها رسالة تفيد بإصرار المقاومة الفلسطينية على تطوير ذاتها وتنويع أساليبها في مواجهة المحتل الإسرائيلي.
انتفاضة القدس دخلت شهرها الخامس, ومنذ انطلاقها دأب العدو الإسرائيلي على توجيه تهديدات إلى المقاومة الفلسطينية وخاصة كتائب القسام، وكلما تصاعدت الانتفاضة وازداد فشل العدو في مواجهتها تصاعدت تهديداته لغزة ومقاومتها حتى جاء رد المقاومة على لسان أبي عبيدة واضحًا وصريحًا بأن الاستعداد للحرب التالية استراتيجية لدى كتائب عز الدين القسام لا يمكن التخلي عنها وإن لم تكن تطلبها، وهذا يعني أن المقاومة الفلسطينية لم ترضخ وقابلت التهديد بالتهديد، وكأنها تقول للعدو: لن تستطيعوا فعل أكثر مما فعلتم ولكننا نستطيع وقد أعددنا لكم المزيد.
أبو عبيدة وجه أيضًا رسالة مهمة جدًا للأسرى قائلًا لهم: "إننا على العهد فقضيتكم حاضرة دائمًا وسيجد العدو نفسه مرغمًا على الخضوع للأمر الواقع"، وهنا يؤكد أبو عبيدة أن عامل الوقت يخدم المقاومة ولا يخدم المحتل الإسرائيلي، وهو أمر ملموس حتى لو لم يقله أبو عبيدة، حيث إن العدو ينتقل من مأزق إلى آخر أشد منه وليس هناك أسوأ بالنسبة لدولة الاحتلال (إسرائيل) من وضع تكون فيه المقاومة في غزة مستعدة لمواجهته _بعد أن أثبتت قدرتها على التصدي للعدو وردعه_ إلى جانب انتفاضة متصاعدة في الضفة الغربية مع ظهور مفاجآت متجددة تثبت هشاشة الكيان الغاصب وفشله في توفير الأمن الشخصي لجنوده ومغتصبي أرضنا وفشله أيضًا في قراءة عقلية الفلسطينيين الذين لا يوحدهم سوى العداء لليهود بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية والحزبية، ولهذا فإننا نثق بشكل كبير بقدرة المقاومة الفلسطينية على ردع العدو وتحرير الأسرى من سجونه.
