23.86°القدس
23.63°رام الله
21.93°الخليل
21.89°غزة
23.86° القدس
رام الله23.63°
الخليل21.93°
غزة21.89°
الإثنين 21 ابريل 2025
4.89جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.07جنيه مصري
4.19يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.89
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.07
يورو4.19
دولار أمريكي3.69

الساحات الشرقية للمسجد الأقصى إلى أين ؟

الجّامعُ_القِبليّ_فجرًا
الجّامعُ_القِبليّ_فجرًا
القدس المحتلة - فلسطين الآن

تعرض المسجد الأقصى ومصليه لعدد كبير من حوادث الاعتداء والانتهاكات من الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه منذ احتلال القدس الشرقية عام 1967، وصلت إلى ذروتها في عام 1969، عندما أقدم السائح المتطرف "مايكل دينس روهان"، على إحراق المسجد الأقصى.

وتنوعت أشكال الاعتداء علي المسجد الأقصى ما بين الاقتحام واعتقال المصلين ومنع آخرين من الدخول وإقامة شعائر يهودية داخله، إلى محاولات تقسيمه زمانياً ومكانياً، بل وصل الحال إلى منع موظفي الأوقاف الإسلامية وحراس المسجد الأقصى من تنظيف بعض الساحات والممرات داخل المسجد.

الساحات الشرقية للمسجد الأقصى والتي تمتد من أمام المصلى المرواني حتى باب الأسباط تتعرض بشكل شبه اليومي لانتهاكات مختلفة، ففيها يؤدي المستوطنون المقتحمون للمسجد الأقصى صلواتهم التلمودية بشكل خفي دون أن يراهم أحد مستغلين في ذلك بعدها عن الأبواب المفتوحة، وكميات القمامة التي تراكمت في المكان بسبب منع الاحتلال الأوقاف الإسلامية من تنظيف الساحات .

مدير أكاديمية الأقصى للوقف والتراث ومدير المسجد الأقصى سابقا الشيخ "ناجح بكيرات" يوضح "لفلسطين الآن" أن الاحتلال اقترب بشكل فعلي من وضع يده على المسجد الأقصى، ويسعى جاهداُ لتحقيق أهدافه بالسيطرة عليه وليس فقط تقسيمه.

وحذر بكيرات خلال حديثه من أن أعين الاحتلال ومستوطنيه تتجه بشكل مباشر نحو الساحات الشرقية للمسجد الأقصى ، مشيرًا إلى ان هذه الساحات تشكل ما يقارب 25% من المساحة الإجمالية للأقصى، وهي مهملة وتكثر فيها أكوام التراب ومخلفات الصيانة والتعمير التي نتجت بعد افتتاح المصلى المرواني على يد الحركة الإسلامية والشيخ رائد صلاح منذ عام 1996 وزاد تراكم التراب والأوساخ في عام 2000 حيث افتتحت بوابتان جديدتان للمصلى ذاته.

وأضاف بكيرات أن الاحتلال تعمد منع دائرة الأوقاف في القدس من تنظيف الساحات حتى جعلها مهملة دون أدنى اهتمام، إلا أن هذا الإهمال يغري الاحتلال؛ لجعله مكان محتمل لبناء كنيس صغير، يفضي إلى الهيكل المزعوم .

لم يأتِ هذا الإهمال للساحات الشرقية من فراغ، فقد اعتقل كل من فكر أو حاول أن يهتم وينظف تلك الساحات، حيث انطلقت عدة مبادرات بعد عام 2002 لإزالة الأتربة وتنظيف المكان، إلا أن الاحتلال منع الجرافات من دخول أو حتى المعدات اليدوية البسيطة ، فاضطر الشبان للعمل بشكل يدوي لإزالة الأتربة .

"تشكلنا على هيئة سلسلة بشرية أحدنا يمرر للآخر أكياس التراب والأوساخ من أمام بوابات المرواني الجديدة حتى باب الأسباط ولكن ما هي إلا ساعتين وكنا قد اعتقلنا جميعا".  قال أحد النشطاء المقدسيين والذي شارك في عام 2006 لتنظيف تلك الساحات، وأضاف "تجاوز عددنا مئتي شاب وبعض النسوة والفتيات اللواتي حاولن مساعدتنا في تجميع الأتربة في أكياس ،ولكن لم يسعفنا عددنا الكبير من الاعتقال ،وبعد ذلك منع معظمنا من دخول الأقصى وبعضهم بقي المنع يلاحقه حتى اليوم" .

وعن تعاون دائرة الأوقاف الإسلامية مع الشبان أوضح الناشط – رفض كتابة اسمه – أن الأوقاف تعاونت مع الشبان بشكل كبير ووفرت لهم المعدات البسيطة من مكانس وأكياس للقمامة وغيرها من المعدات التي استطاعت إدخالها للأقصى، ولكن أيضا دائرة الأوقاف لم تسلم من الملاحقة حيث حُقق مع مديرها، وهُدد بالفصل من العمل بحال استمر تنظيف الساحات .

ومن جهته ناشد الناشط المقدسي وزارة الأوقاف الأردنية أن تنتبه لهذه المنطقة أكثر كونها مهددة بالخطر، وأن توليها أهمية كباقي أجزاء الأقصى وإزالة ما فيها وتعميرها وتأهيلها للصلاة كباقي ساحات الأقصى؛ لحمايتها من أطماع الاحتلال، موضحاً ان الضغوط الدولية وخاصة الأردنية قد تكون كفيلة بإزالة الأتربة واستصلاح تلك الساحات ولن يفيد شيء إلا الضغوط الأردنية المباشرة .