أن تعطي شخصاً معوزاً مبلغاً من المال على سبيل الدين، والمساعدة، أمر محمود، وإنساني، يفترض أن تثابَ عليه، وتنال جزاءك من الشكر والثناء على هذا الفعل الخيِّر، حتى لو طال أمد هذا الدين، ولكن أن تعطي بيمينك وتتلقى طعنات بسكين بكل أنحاء جسدك «دفعة تحت حساب الموت»، فهذا هو الخذلان، وخيبة الأمل التي تجسد مقولة «خيراً تفعل، شراً تلقى».
ولعل ما قام به عامل آسيوي حاول قتل زميله في السكن لأنه طالبه بدين له، دليل على ما سبق، حيث كشفت النيابة العامة أمام هيئة قضاة محكمة الجنايات في دبي أمس، أن عاملاً آسيوياً شرع عمداً في قتل زميله في الغرفة التي يسكنان فيها برفقة أشخاص آخرين، مع سبق الإصرار والترصد، والسبب لأن المجني عليه طالبه بدين قيمته ألفا درهم.
تفضيلاً، أظهر ملف القضية أن الجاني عقد العزم على تنفيذ مخططه الإجرامي، بأن اشترى سكيناً من بقالة قريبة «احضرها لهذا الغرض»، وأخفاها تحت وسادته، وانتظر خلود المجني عليه إلى النوم ليباغته بعدة طعنات متفرقة في جسده كادت تضع حداً لحياته لولا سرعة استجابة الشرطة والإسعاف لإنقاذ روحه ونقله إلى المستشفى.
أقوال الضحية
وأفاد المجني عليه وهو خياط في نهاية عقده الثالث من العمر، ان المتهم اعتدى عليه بسكين بينما كان نائما في مقر سكنه في بيت عربي بمنطقة النخيل، وطعنه في أماكن متفرقة من جسده، «لأنه طالبه برد الدين الذي أعطاه إياه وقيمته 2000 درهم»، موضحاً انه تلقى 4 طعنات في معدته ويده اليسرى وكتفه الأيسر، و4 أخرى في ظهره، مستغلاً نومه حتى لا يقاومه، وحتى لا يستيقظ بقية العمال الذين يسكنون معهما في الغرفة نفسها من النوم، ومنع الجريمة.
إفادة شاهد
وبحسب أقوال أحد الشهود الذي استيقظ على استغاثة المجني عليه، فإن المتهم جلس على سريره المقابل لسرير الضحية التي كانت مدرجة بالدماء، وراح ينظر إليه «بصمت وبابتسامة» غير مكترث بجريمته ولا بنتائجها، ولا بمصارعة «زميله» للموت، حتى أنه لم يغادر الغرفة التي ظل فيها إلى حين حضور الشرطة التي ألقت القبض عليه، وسجلت اعترافه وإقراره بمسؤوليته عن الواقعة.