جلست السيدة "نويلا روكوندو" في سيارتها خارج منزلها في مدينة ملبورن بأستراليا تشاهد قليل من المشيعين لجنازة شخص إلى مثواه الأخير، هي في الحقيقة جنازتها!.
وقعت عيناها على شخص كانت تنتظره فنزلت من سيارتها، فبمجرد أن شاهدها زوجها "بالينجا كلالا" وضع يده على رأسه في رعب، فقالت له: "لا أصدق عيني.. هل هذا شبح؟"، وأضافت: "مفاجأة.. أنا مازلت حية".
بدأ الرعب يظهر على وجه زوجها، فقبل خمسة أيام أمر بعض من الرجال الخطيرين بقتل زوجته، التي تشاركه حياته منذ أكثر من عشر سنوات، وأخبروه بأنهم بالفعل قتلوها، بل وأخذوا مبلغ أكثر من المتفق عليه لتنفيذهم الجريمة، كما زعموا.
وفي مقابلة مع شبكة "بي بي سي" يوم الخميس الماضي، قالت "روكوندو"، أن زوجها بمجرد أن شاهدها قال لها: "أنا آسف عن كل شيء"، ولكنها رأت أن اعتذاره تأخر كثيرًا، حيث أنها أبلغت الشرطة، وتم الحكم عليه بالسجن لمدة تسع سنوات بتهمة التحريض على القتل.
وقالت "روكوندو": "منذ سنة تقريبًا كنت في طريقي إلى المنزل في ملبورن مع زوجي، وذهبنا إلى جنازة في بلدة بوروندي، ونزلنا في غرفة بفندق في "بوجمبورا"، وبمجرد أن ذهبت إلى النوم قال لي زوجي أنه خارج لاستنشاق الهواء".
وأضافت: "بعد فترة قليلة وجدت رجل يقف أمامي وفي يده بندقية وجهها إليّ وقال: "لا تصرخي وإلا أطلقت النار عليكِ"، وتابعت: "كنت أشعر بالرعب إلا أنه بمساعدة آخرين قيدوني وعصبوا عيني ووضعوني في سيارة، ثم قال لي أحدهم: "أنتِ امرأة، فماذا فعلتِ لهذا الرجل الذي دفع لنا أموالا لقتلك؟".
تعجبت "روكوندو" كثيرًا عندما سمعت ذلك وأغمى عليها، حيث أنها كانت تحب زوجها "كلالا" الذي التقت به قبل 11 عامًا في أستراليا عندما أتى لاجئا من الكونغو، ووقعا في الحب وانتقلت للعيش معه في ملبورن، وكان لديه ثلاث أطفال من زوجة أخرى، كما أنها هي الأخرى لديها خمس أطفال من علاقة سابقة.
وقالت "روكوندو" لـ"بي بي سي": "كنت أعرف أنه رجلا عنيفًا، ولكن لم أكن أتوقع أنه قد يقتلني أنا، ولكنه فعل"، وأضافت: "قال لي الخاطفين أنهم لا يعتقدون في قتل النساء، ومع ذلك اتفقوا معي على أن أبقى لمدة يومين حتى يأخذوا المال من زوجي وبعدها يطلقوني".
وتابعت: "اتفقت معهم أيضًا على أن يعطوني تسجيلات المحادثات الهاتفية مع زوجي وإيصالات بـ7 آلاف دولارًا أمريكيا قيمة قتلي"، وأردفت: "قبل أن يطلقني أفراد العصابة قالوا لي نريدك أن تعودي لتحذري باقي النساء الأغبية مثلك".
بعدما أيقنت "روكوندو" أنها نجت من القتل المحقق أخذت تخطط للانتقام وطلبت المساعدة من السفارات الكينية والبلجيكية للعودة إلى أستراليا، ونجحت في العودة إلى ملبورن مرة أخرى، ووجدت أن زوجها قال للجميع أنها توفيت في حادث مأساوي ودعا الجميع إلى حضور جنازتها في منزل العائلة في 22 فبراير عام 2015.
وعلى الرغم من أن "كلالا" نفى في البداية تحريضه عل قتلها؛ إلا أن الشرطة ضبطت محادثة هاتفية سرية له يعترف فيها بتحريضه على قتل زوجته، وبمواجهته بالأمر اعترف وقال: "أحيانا يستطيع الشيطان أن يقنع شخص ما بفعل شيئًا سيئا، ولكن بمجرد أن يفكر في الأمر يتساءل لماذا فعلت هذا الشيء؟"، واعترف كلالا بارتكاب جريمته موضحًا أنه حاول قتلها لأنه كان يعتقد أنها ستتركه من أجل رجلا آخر.
"اقتلوها.. اقتلوها".. كابوس لازال يطارد "روكوندو" في كل ليلة، ولازالت تتذكر تفاصيل الحادث، ورغم ذلك هي لازالت ترى نفسها امرأة قوية تستطيع نسيان الماضي وبدء حياة جديدة.