22.21°القدس
21.96°رام الله
21.08°الخليل
26.03°غزة
22.21° القدس
رام الله21.96°
الخليل21.08°
غزة26.03°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

«القيق».. الشهيد الحي والإرادة الحرة

9
9
ظاهر أحمد عمرو

 البطل الشاب محمد أحمد القيق (التلاحمة)، من مواليد قريتي «دورا»، قضاء الخليل في بداية الثلاثينيات من عمره، هو وزوجته يمثلان الأسرة الفلسطينية العربية المسلمة، ولهما طفل عمره أربع سنوات، ويعمل وزوجته في مجال الإعلام وملتزمان بقضية شعبهما ومؤمنان بها.


هذا الشاب صاحب الإرادة الفولاذية التي أذهلتني يقوم منذ نحو الشهرين بمشروع شهادة بإرادته تعبيرا عن قناعاته وتطبيقا لما يؤمن به، وفي كل ساعة يواجه الموت برؤية ثابتة وواضحة لديه من أجل خدمة قضيته القضية الفلسطينية، وخاصة الاعتقال الإداري والأسرى الفلسطينيين الذين يدفعون أغلى الأثمان في هذه الحياة، وأثبتوا للعالم قدرتهم على المواجهة والتحمل من خلال خوضهم معركة الأمعاء الخاوية التي هزت الكيان الصهيوني.


ظاهريا، هو يتعذب جسديا، ولكنه سعيد في داخله لما يقدم لشعبه ولقضيته، وهذا الرجل بجرأته وإرادته الحرة استطاع إيصال هذه القضية لكافة أنحاء العالم من الصين إلى الأمم المتحدة إلى اتحاد البرلمان اليورومتوسطي، وللعديد من وسائل الإعلام على مستوى العالم العربي وبقية العالم الحر.


أجزم أن القيق قدم القضية الفلسطينية للعالم كأفضل ما يكون، وذلك بموقفه ومهنته وهي مهنة الإعلام التي أسهمت بهزيمة جيش الاحتلال في هجماته البربرية على غزة، ومعروف أن من يكسب في حروب هذه الأيام هو صاحب الإعلام القوي، لأن الإعلام أقوى من السلاح.


هذا الموقف هو الذي يجمع عليه الشعب الفلسطيني بغض النظر عن الموقف المنقسم بين موقف مقاومة وموقف مفاوضات، ولكن هذا الجمع المختلف والمنقسم هو جمع موحد خلف هؤلاء الأسرى، وخلف البطل القيق الذي يمثل التضحية في الحياة وببطء وهذه قمة التضحية.


ما كان هذا الرجل بهذا الموقف ليستمر لو لم يكن خلفه امرأة مؤمنة عظيمة، وقد شاهدتها على محطات فضائية عدة تمثل المرأة الفلسطينية المناضلة وصاحبة القضية والأم الرائعة المربية وهي السيدة الإعلامية فيحاء شلش.


الخلاصة أن شخصا واحدا بإرادة حرة حقيقية وصاحب رسالة، يؤثر أكثر من دولة وأكثر من سلطة، لأنه استطاع بموقفه فضح الممارسات الإسرائيلية البشعة أمام العالم، فكيف إذا ما كانت هذه الإرادة متوفرة عند زعيم دولة عربية أو سلطة.


أعتقد أن الشعب الفلسطيني، أيام النكبة الأولى عام 1948 ما كان لينهزم لو كان عنده هذا المفهوم لقضيته، ولما استطاع الصهاينة أن يكونوا اليوم في فلسطين وأن تدفع الأمة العربية جمعاء هذه المآسي التي نعيش.


وأخيرا إن شعبا ينجب القيق وشلش شعب لن يموت.