22.21°القدس
21.96°رام الله
21.08°الخليل
26.03°غزة
22.21° القدس
رام الله21.96°
الخليل21.08°
غزة26.03°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

حضر الجميع وغاب السوريون

0
محمد محيسن

يتساءل الكثير من المحللين السياسيين والمفكرين والخبراء وأصحاب الرأي والمعرفة عن سر فشل الحوار العربي العربي، سواء كان بين فردين أو جماعتين أو حتى بين حارتين.

ويمضي الكثير من هؤلاء بالتحليل والتنظير ويدخلون نقاشا يطول ويقصر متناسين أن من لم يتعلم ثقافة الاختلاف وإخلاف الاختلاف في حياته لن يتعاطى مع الحوار على انه وسيلة للتفاهم وتبادل الآراء، بل فرصة لفرض الرأي وعرض العضلات وإسكات المعارضين والتقليل من شأنهم، ومع تطور الأحداث بات القصف المتبادل وقتل الخصوم وإبادتهم الوسيلة الوحيدة لإتمام الحوار.

وعلى الرغم من أن المبادئ التي تنص عليها معظم القيم الاجتماعية تؤكد أن أخلاق الاختلاف أصيلة في تربية المجتمعات العربية والإسلامية، إلا أن هذه الثقافة غيبتها سنوات طويلة من الكبت الذي تفاقم عبر عقود حتى استوطن، ولو عولجت القضايا في أوانها أو حتى بعد أوانها بقليل، لما كانت الحال على ما هي عليها الآن.

وعلى هذا المنوال فإن المجتمعات العربية لم يكن من الضروري لها أن تتعلم ثقافة الاختلاف، لأن تلك المجتمعات وعلى مدى العقود المنصرمة لم تكن في الأصل طرفاً في الحوار ولم تتعود أن يكون لها رأي أو موقف.

صديق على الفيسبوك يعزو سبب انتهاء حوار جنيف بين الفرقاء السوريين الذي فشل قبل أن يبدأ إلى «غياب السوريين أو تغيبهم لا فرق.. ويقول: «المفاوضات التي أقيمت في جنيف حول سوريا فشلت لأنها مثلت كل وفود الدول إلا الوفد الذي يمثل الشعب السوري!

و»في حكاية سوريا المؤلمة التي تختصر قصة الأمة العربية من بحرها إلى بحرها..

اجتمع جميع الفرقاء من فرس وروم وأتراك وروس وأمريكان وأوروبيين باستثناء الشعب السوري صاحب القضية وأكثر المتضررين من استمرار الحرب لم يدعَ».

المتابع لوسائل الإعلام والعاملون ببواطن الأمور يدركون تماما أن الكل أدلى بدلوه، والكل دافع عن مصالحه وارتفعت الأصوات وقرروا أمرا ثم اختلفوا عليه، واتفقوا على أشياء، ثم تراجعوا عنها، إلا السوريين لم يسألوا رأيهم.. حتى من باب المجاملة أو من مبدأ الرأي والرأي الآخر.

في الحقيقة فإن اغلب القضايا العربية والإسلامية يجري نقاشها والبت فيها دون الرجوع إلى العرب، تقسيم فلسطين أعلنت عنه الأمم المتحدة، بلفور وهو مجرد وزير بريطاني أعطى لـ»اليهود وطنا قوميا في فلسطين». فيما كانت اتفاقية سايكس بيكو بين البريطانيين والفرنسيين أقوى مستعمرتين في ذلك الوقت، بوضع خطوط وهمية على الورق قسموا فيها الإدارات الحاكمة والأرض وسكانها والثقافات إلى أقليات سيطروا عليها وقاموا بتوزيعها على أنفسهم.

فهل سنعود إلى أنفسنا ذات يوم لنتعلم أخلاق الحوار والرحمة بيننا فهي عبادة..