"ثورة جديدة"، هذا أقل ما يمكن أن توصف به تحركات آلاف المعلمين في الضفة الغربية ضد اتحادهم، ورئيسه أحمد سحويل.
وكان رئيس الاتحاد أحمد سحويل، أعلن أمس الأربعاء، عن تعليق الفعاليات الاحتجاجية وانتظام الدوام، "بعد مناقشة ملاحظات الاتحاد حول الاتفاق الموقع قبل عامين مع الحكومة لتنفيذ بقية بنوده، وتم اعتماد معظم الملاحظات".. حسب البيان الذي أصدره الاتحاد".
وأوضح أنه "بقيت قضية واحدة عالقة -سيجري حلها-، وهي وجوب دفع المستحقات البالغة 5% من 1-1-2014 لغاية الآن بأثر رجعي".. مشيرا إلى أنه "سبق أن تعهد رئيس الوزراء بأن يزود الاتحاد بمذكرة تكفل هذا الحق مع تأجيل تنفيذه لحين توفر الامكانيات المادية، وسنبقى نطالب بها في المستقبل".
20 شيكلا
لكن هذا لم يرق للمعلمين، بعدما اكتشفوا أن الزيادة التي يفخر الاتحاد بأنها حققها كإنجاز لهم تبلغ قيمتها (20 شيكلا) فقط.
ومن أجل هذا، لم تلتزم العديد من المدارس الحكومية في منطقة جنوب نابلس وطولكرم ورام الله، اليوم الخميس، بالدوام، معلنة أنها في اضراب مفتوح عن الدوام، "احتجاجا على سياسة اتحاد المعلمين والاتفاق الموقع مع الحكومة".
أكثر من هذا، فقد نظم المعلمون اعتصامات أمام مقرات مديريات التربية والتعليم، مطالبين برحيل سحويل.
وأوضح ممثل المعلمين المضربين في نابلس بشار دوابشة أن أكثر من 30 مدرسة اضربت اليوم منذ الحصة الأولى في مدارس جنوب نابلس، "وسيبقى هذا الاضراب مستمرا حتى رحيل أحمد سحويل عن الاتحاد وتشكيل نقابة جديدة للمعلمين". في حين نشر معلمون عرائض وتوقيعات يعلنون من خلالها انسحابهم من اتحاد المعلمين.
وتتلخص مطالب المعلمين بتحقيق العدالة الاجتماعية أسوة بباقي الوزارات، بزيادة تصل إلى 90% على الراتب الأساسي.
لكن الأهم هو مطالبتهم -غير القابلة للنقاش- كما قال دوابشة، برحيل أحمد سحويل وحل الاتحاد، وتشكيل نقابة للمعلمين، وتعديل قانون التقاعد للمعلمين.
مواقف جماعية
وفي وقت ذهب مئات المعلمين للاعتصام أمام مقر مجلس الوزراء برام الله للتعبير عن رفضهم للاتفاق، وجد آخرون في صفحاتهم على "الفيسبوك" متنفسا للتعبير عما يجول في خواطرهم.
معلم مشارك في الاضراب كتب على صفحته: "سحويل لا يمثلنا، بل يُمثل علينا، والحكومة تضحك على المعلمين".. وتابع "الاتفاق مع الحكومة منذ 2013 ولم تنفذه، بل قام سحويل بإلغاء الاضراب المقرر اليوم، مقابل وعد من الحكومة بزيادة مقدارها 20 شيقل لكل معلم؟؟ هذا شيء مخزي لذلك يجب أن يرحل سحويل".
وعلق أحدهم "حكومة تمنح 3 موظفين 26 ألف دولار شهرياً كرواتب، وتقرر منح المعلمين علاوة شهرية مقدارها 20 شيكل وبعد أربعة أشهر، حكومة تدفع الشباب إلى التوجه للعمل في المستوطنات أو في إسرائيل، فما الذي يجنيه الشباب من التعليم؟".
ورد عليه آخر بقوله "طلابنا أمانة، والهدف برأيي ليس إرباك العملية التعليمية، إنما تغيير النقابة التي فشلت في تحقيق مطالبنا.. كان بالإمكان القول لا يوجد إمكانيات لا تستطيع حكومة دفع أكثر.. أتوقع بأنه سيكون الأمر مختلفا".
وشاركهم ثالث قائلا "المشكلة ـن الاتحاد إلتف على مطالب المعلمين وعمل تسويات مع الحكومة غير منصفة.. فأصبحت أهم مطالب المعلمين سحب الشرعية عن الاتحاد غير المنتخب وتشكيل جسم تمثيلي يمثل مطالب المعلمين".
عقوبات للمحرضين
بدورها، أكدت وزارة التربية والتعليم العالي، على ضرورة الالتزام التام بالدوام في كافة المدارس والمديريات والوزارة وعدم التعطيل أو الإضراب تحت أي ظرف كان. موضحة أن "أي مخالفة للقوانين والتعليمات والإجراءات ستعرض صاحبها لاتخاذ المقتضى والإجراء القانوني والمالي بحقه"، مؤكدة أنها لن تتهاون في هذا الموضوع، "ولن تسمح لأي كان أن يعرّض المسيرة التعليمية للخطر، ويتلاعب بمصير أطفال فلسطين، في الوقت الذي حافظنا فيه على هذه المسيرة وعلى حق أطفالنا وسلامتهم في أصعب الظروف وأقساها".
وأبدت الوزارة استغرابها الشديد من موقف البعض المحرّض على تعطيل الدوام، في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة وقيادة الوزارة واتحاد المعلمين، إلى تحقيق أفضل الانجازات لأسرة التربية والتعليم كافة، وتعمل جاهدة لتحسين رواتبهم وظروفهم المعيشية والوظيفية.

