20.8°القدس
20.54°رام الله
19.42°الخليل
25.68°غزة
20.8° القدس
رام الله20.54°
الخليل19.42°
غزة25.68°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

الصهاينة يسرقون تراثنا قديماً وحديثاً

يونس الاسطل
يونس الاسطل
يونس الأسطل

قال تعالى: ((وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) [المائدة: 38]

 نقلت شاشات الإذاعات المرئية (التليفزيون) لنا كثيراً من سرقة الصهاينة لكثير من تراثنا الشعبي منذ القدم، وكثير من الآثار منذ آلاف السنين، وحاولت أن تضيف عليها شيئاً من ملامح يهود إلا أن الأمر أصبح مكشوفاً.

 فالثوب الفلسطيني الذي لبسته أمهاتنا، وزركشته أيديهن المباركات بخيوط الحرير الملونة بألوان الفاكهة الفلسطينية، والتي يحاكيها العلم الفلسطيني، حاول الصهاينة أن يجعلوه لباساً من ألبستهم التراثية القديمة، ففضحهم المجادلة ( أهل المجدل ) الذين انبروا لهم بالمرصاد وقالوا: كيف وما زالت مصانعنا حتى هذه اللحظة تنسج مثل هذه الثياب المجدلاوية الخالصة فلا تخلو عائلة من عوائل المجدل إلا وفيها النول وأدوات النسيج  التي اشتهرت بها المجدل.

وكذلك بقية المدن الفلسطينية من رأس الناقورة في الشمال إلى النقب في الجنوب، فكل مدينة لها ثوبها باللون الذي يحبونه، والتطريز الذي يشتهرون به. كما أن يهود لم يتوقفوا عن السرقة منذ وطئت أقدامهم ثرى هذا الوطن المبارك بكل ما فيه، حتى إنهم أقدموا على سرقة بعض الأكلات الفلسطينية، مثل الفلافل والشكشوكة وبعض السلطات، وأخذوا بالدعاية لأنفسهم أنها أكلات صهيونية يشتهرون بها دون غيرهم من الأمم، وساعدهم في ذلك الإعلام المرئي والمكتوب الذي ناصيته بأيديهم، فجعلوا نشرات للسياحة وفيها بعض ألوان الأطعمة الفلسطينية المشهورة.

كل ذلك يفعله الصهاينة ولا رقيب ولا حسيب عليهم في دنياهم. أما أن تمتد أيديهم لتنال شرف التنافس في الشر مع المحاصرين على شعبنا المرابط المجاهد، فهذا ما لم نحسب له حساباً. هل وصل بهم السفاهة والكذب والدجل إلى أن يسرقوا إنجار رئيس السلطة الفلسطينية، ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الذي افتخر في الأسابيع الماضية بأنه هو صاحب فكرة حفر القناة المائية التي تحيط بقطاع غزة من جهة الجنوب، جهة حدود قطاعنا الحبيب مع أرض سيناء، وأنه هو الذي أوحى إلى السيسي بعمل مثل هذه القناة.

فيخرج علينا وزير البنى التحتية والطاقة الصهيوني يوفال شتاينز ليقول على الملأ ودون حياء أو وقار على شاشة التلفاز الصهيوني: " إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي غمر الأنفاق على حدود بلاده مع قطاع غزة بناء على طلب إسرائيلي، وجاء ذلك في ندوة ثقافية عقدت في مدينة بئر السبع تطرق فيها شتاينز إلى علاقة بلاده مع مصر، موضحاً أن التنسيق الأمني بين البلدين في أفضل حالاته على الإطلاق.

ويدعي شتاينز: أن غمر قناة مائية بطول أربعة عشر كيلومتراً حل مناسب لقضية الأنفاق، كما يزعم شتاينز: أن هذا لا يعتبر حلاً مناسباً مع بقية حدود القطاع مع الصهاينة والتي تمتد لتصل ستين إلى سبعين كيلوامتراً شرقاً وشمالاً. ويزعم أن أهم ما دفع السيسي لفعل ذلك أن الصهاينة ضغطوا وطلبنا فعل ذلك.

وأضاف فائلاً: "التنسيق الأمني بين مصر وإسرائيل قوي وجيد أكثر من أي وقت مضى". ألهذا الحد يريد الصهاينة أن يستهبلوا شعبنا، ويسرقوا تراث رئيسنا ليس في فكرة حفر القناة المائية فحسب، بل يضيفون إليه التنسيق الأمني الذي لا مجال للمقارنة بين ما بين رئيس السلطة الفلسطينية والرئيس المصري المشير عبد الفتاح السيسي. ونحن نعلم ألاعيب يهود في الشبك بين الناس وبين الشعوب وبين الزعامات، ويريدون أن تنشب حرب بين الزعيمين الوطنيين السيسي وعباس، ليفسخوا خشبة اتفاقهما على كل شيء يضير بشعبنا في القطاع الحبيب، وحركتنا الإسلامية المظفرة، ويسي يهود أن تناسوا أن عباس أول من بارك بانقلاب السيسي على الرئيس المصري الأول المنتخب بإرادة حرة نزيهة.

 والآن ليس أمام شعبنا العربي، والفلسطيني بوجه خاص إلا أن يخرج الرئيس المصري السيسي ليبين على الملأ كذب الصهاينة الذين يريدون أن يسرقوا إنجازات رئيس السلطة الفلسطينية عينك عينك، وفي وضح النهار، وأمام كل العالم، في أنه صاحب السبق في فكرة حفر القناة المائية على الحدود الجنوبية للقطاع مع شقيقتنا الكبرى مصر الكنانة.

 وللأسف قام دهاقنة الصهاينة في حكومتهم المجرمة بالمطالبة بمحاكمة وزير البنى التحتية والطاقة الصهيوني يوفال شتاينز لتصريحه الخطير بكشف مثل هذا الأمر الذي سيفضح أكثر من سلطة بتصريح واحد. ولذا إن كان شعبنا الفلسطيني المصابر المرابط المجاهد على أرض فلسطين يمكن أن يصبر على سرقة أكلاته الشعبية أو ثيابه التراثية، لا يمكن ولا يتصور أن يسامح في سرقة إنجازات رئيس سلطته في أنه صاحب فكرة القناة المائية على الحدود القطاع مع سيناء.