تزايدت في الأيام الأخيرة حالات تدخل وحدات المستعربين التابعة لجيش الاحتلال، في تنفيذ عمليات اعتقال طالت عددًا من المواطنين داخل مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلة.
ومع كثرة ما تم الحديث عنه في العديد من وسائل الإعلام المختلفة ضمن أحداث انتفاضة القدس، التي تم التحذير فيها من خطر المستعربين وتوضيح جوانب القوة والضعف التي يستغلونها، إلا أن خطرها لا يزال قائما، والاحتلال يعُدّها إحدى الوسائل في الوصول للأهداف التي يحددها، وذلك لقناعته بنجاعتها.
ويبدو أن تلك الوحدات ومع كثرة اعتماد قوات الاحتلال عليها، تمكنت من تطوير آليات عملها وأساليبها، طبقا لما تقتضيه طبيعة العملية الموكلة لها بمساعدة قوات من الجيش والشرطة في الضفة والقدس والداخل المحتل.
وتشارك وحدات المستعربين خلال المرحلة الحالية من الانتفاضة في اعتقال المشتبه بنيتهم تنفيذ عمليات ضد الاحتلال، والذين يكتبون تعليقات ومشاركات على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تختطفهم من داخل قراهم بل ومنازلهم وأماكن أعمالهم، فيما كانت تلعب من قبل دورًا مهمًا في تصفية المقاومين والمطلوبين لمخابرات الاحتلال.
حادثة قبلان
وقد أقدمت وحدة من قوات المستعربين قبل أسبوعين تقريبا على اختطاف الشاب "عبد اللطيف حسن" من بلدة "قبلان" جنوبي نابلس، بعد اقتحام محل عائلته ومصادرة كاميرات المراقبة والأجهزة الإلكترونية، وانسحبت من المكان بسيارة مدنية تحمل لوحة تسجيل فلسطينية.
شقيقا الشاب وبعد أن سمعا بالخبر، بحثا عنه على مداخل البلدة، إذ اشتبه أحدهما بسيارة مدنية توقّف عندها، ليتفاجأ بأنها قوة مستعربين مساندة للقوة التي نفذت عملية الاختطاف، فأطلقت النار عليه وأصابته، فيما اعتقلته ورفيق له.
خططٌ ومواجهة
ويبدو أن قوات الاحتلال تعمل ضمن خطط محكمة ومتكاملة بهذا الجانب. ففي "قبلان" تم تعطيل كافة كاميرات المراقبة الخاصة بالمواطنين والمتواجدة في محيط المنطقة المستهدفة، قبل ساعات من تنفيذ عملية الاختطاف، من أجل عدم كشف وجوه المستعربين وشخصياتهم.
ومع خطورة ما قام به شقيق المعتقل من ملاحقة قوات المستعربين، إلا أن تكرار تلك الحالات في ملاحقتهم من شأنها أن تصعب من عمل تلك الوحدات الخاصة في مرات قادمة، خصوصًا إن أدركت بوجود مواطنين يمتلكون الشجاعة للتدخل والتصدي لها في حال تم كشفها.
عمليات مشابهة
وفي عملية مشابهة لعملية "قبلان"، قامت مجموعة من المستعربين مؤخرا باقتحام منزل المواطن "فضل التميمي" في قرية النبي صالح، باستخدام سيارة تحمل لوحة فلسطينية، إذ احتجزوا كافة أهالي المنزل في إحدى الغرف واعتقلوا نجله العنصر بالشرطة شرف التميمي (23 عامًا) بعد الاعتداء عليه بالضرب.
كما اعتقلت قوة من المستعربين الأسبوع المنصرم مجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 9 و13 سنة في القدس المحتلة أثناء توجههم إلى مدارسهم، إذ أطلقت النار في الهواء وقامت بملاحقتهم واعتقلت خمسة منهم.
ومع كل ما تملكه تلك الوحدات من خبرة وجرأة في تنفيذ عمليات الاعتقال خصوصا في مناطق بعيدة عن تواجد قوات الجيش، إلا أن كشفها ومحاولة تدخل الأهالي في المنطقة يربكها ويؤثر على عملها وقد يفشل مهمتها