لم تمض أيام على مطالبة محرر الشؤون العربية في إذاعة الجيش الإسرائيلي جاكي خوجي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بإتاحة المجال للتواصل بين الفنانين والصحفيين والرياضيين الإسرائيليين والمصريين.
الرد الفوري جاء رياضيا على لسان المتحدث الرسمي باسم اتحاد كرة القدم المصري عزمي مجاهد بالترحيب بالدعوة الإسرائيلية، مما أثار استياء واسعا في الشارع.
الدعوة الصريحة للتطبيع الرياضي، وما تحمله من خطورة ليست سوى جزء من تقارب للنظام المصري مع "إسرائيل" غير مسبوق منذ توقيع معاهدة كامب ديفيد في عام 1979، فالتعاون الأمني والعسكري بينهما هو "أقوى تعاون شهده الجانبان حتى اليوم" بتصريح مباشر من السفير الإسرائيلي السابق بمصر إسحاق ليفانون.
فشل نظاما أنور السادات وحسني مبارك بتجاوز التطبيع لما هو أبعد من شؤون اقتصادية وبعض المجالات الزراعية كما يذهب عبد الفتاح ماضي أستاذ العلوم السياسية الزائر في مركز وودرو ويلسون بالولايات المتحدة.
تحدث ماضي عن إمكانات استخدام الرياضة طريقا للتطبيع، فقال إنه سيبقى تطبيعا نخبويا ولن يصل إلى الشعب، لافتا إلى أن الرأي العام للمصريين الوارد في المؤشر العربي لعام 2015 يؤكد أن "إسرائيل" هي رأس المخاطر التي تواجه البلاد.
وفي تفسيره لما يجري قال إن النظام يدفع ثمن مواقف مسبقة لدول غربية ولـ"إسرائيل" التي أيدت الثورات المضادة، مشيرا إلى دراسة إسرائيلية تتحدث عن ضرورة التطبيع بين البلدين لتحسين صورة النظام في الغرب.
بدورها، تحدثت الكاتبة الصحفية نادية أبو المجد عن سياق سياسي وثقافي يمهد الطريق لـ"إسرائيل"، ومن ذلك قول مراسل راديو "إسرائيل| إنه اطلع بنفسه على تعديلات في المناهج المدرسية المصرية بخصوص كامب ديفيد.
في هذا خطورة تراها الكاتبة أبو المجد جزءا من محاولة تغيير عقيدة الشعب عبر الضخ الإعلامي واستبدال العدو التقليدي بعدو جديد مثل حماس والإسلام السياسي وأي معارض للانقلاب.
يذكر أن المتحدث الرسمي باسم اتحاد الكرة قال أثناء تصريحاته لقناة مصرية إن "قطر أخطر على مصر من إسرائيل".
وبوصف "إسرائيل" داعمة للانقلاب -تضيف أبو المجد- فإن فقدان الشرعية يدفع النظام المصري إلى سلوك أمرين يعتقد من خلالهما بإمكانية الحصول على شرعية ما: الحرب على الإرهاب والعلاقة الخاصة مع "إسرائيل".
عبد الفتاح ماضي أعاد التذكير بما فعله ثوار 25 يناير حين طردوا السفير الإسرائيلي وهاجموا مقر السفارة، مما يعني أنه قرار الشعب المصري.
أما نادية أبو المجد فأضافت أن نظام الانقلاب اختار يوم طرد السفير لإعادة فتح السفارة.