19.01°القدس
18.21°رام الله
16.64°الخليل
22.15°غزة
19.01° القدس
رام الله18.21°
الخليل16.64°
غزة22.15°
الأحد 05 مايو 2024
4.66جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.66
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.72

خبر: القبة واحدة

كأن الرئيس الأميركي باراك أوباما أبى أن يرد ضيفه رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو خائباً، فمنحه بدل الحرب المستبعدة على إيران التي كان يلح عليها، تعويضاً بالحرب السهلة على قطاع غزة.. عله في ذلك يشفي غليله ويهدئ حكومته ويطلق جماح جيشه.. ويكسب المزيد من أصوات اليهود الأميركيين في الانتخابات الرئاسية. ليس هناك تفسير آخر للحرب التي قررت (إسرائيل) شنها على قطاع غزة عن سابق تصور وتصميم، اثر عودة نتنياهو من واشنطن الأسبوع الماضي، مرفقة بطلب رسمي من إدارة أوباما بسحب فكرة الحرب على إيران من التداول على الأقل حتى مطلع شهر تموز المقبل، موعد سريان الحد الأقصى من العقوبات الأميركية والأوروبية المالية والنفطية على إيران، وموعد انتهاء مهلة التفاوض الممنوحة للحصول من طهران على ما يشبه التنازل الأخير من جانب كوريا الشمالية، مع الأخذ في الاعتبار للفوارق الجوهرية بين البلدين. ثمة حجج أخرى ساقها (الإسرائيليون) أنفسهم وكشفتها صحافتهم علناً، وهي اختبار منظومة القبة الحديدية التي يبدو حسب قولهم أيضاً إنها تمكنت من إسقاط نحو تسعين بالمئة من الصواريخ التي انطلقت من قطاع غزة، وإبلاغ القاهرة وسواها أن الأوضاع المصرية المتغيرة لن تشكل عائقاً أمام متابعة البرامج السياسية والعسكرية (الإسرائيلية) التي أخضعت لبعض المراجعة نتيجة التحديات التي فرضها الربيع العربي على (الإسرائيليين). ثمة تفصيل مهم، وهو أن (الإسرائيليين)، وباعترافهم أيضاً، نصبوا كميناً للجانب الفلسطيني في قطاع غزة، واستدرجوا ربما إطلاق بعض الصواريخ لكي يشنوا الحرب على التنظيمات والقيادات والأفراد الأقرب إلى طهران والأكثر اعتماداً على مصادر تمويلها وتسليحها.. بحيث لا تدع مجالاً للشك في أنها تخوض حرباً غير مباشرة على إيران تعوّض من خلالها الحرب المباشرة التي أمر الأميركيون بتأجيل موعدها حتى الصيف المقبل. أما السؤال عن سبب وقوع حلفاء إيران ووكلائها في الفخ الإسرائيلي، فقد تجاوزه الزمن، وتجاوزته وقائع الحرب نفسها التي حققت كما يبدو فرزاً للقوى الفلسطينية في قطاع غزة، كان الجميع في الداخل والخارج يترقبه ويعتبره مقياساً للمرحلة المقبلة، التي تضع حماس أمام اختبار أخير لعلاقتها المضطربة مع إيران، كما تضع طهران أمام اختبار دورها ونفوذها الفلسطيني المتضائل يوماً بعد يوم. هي حرب (إسرائيلية) إيرانية بالوكالة عن قطاع غزة: هذا الاستنتاج البديهي يفترض أن يقرع أجراس الإنذار في لبنان. فالقبة الحديدية واحدة، وكذلك الجبهة العسكرية، أما التغطية السياسية فهي أسهل بما لا يقاس من تجربة العام ٢٠٠٦ التي لا تُنسى لا في غزة وبيروت ولا في طهران.