إنجاب الأطفال يقلب حياة الزوجين رأساً على عقب، واقع لا يمكن تجميله أو إنكاره. لكن السؤال المطروح هنا يتمحور حول تأثير الإنجاب على النجاح، فهل الإنجاب يجعل الرجل أكثر نجاحاً، أم يقيده ويعيق تقدمه في الحياة؟
للأسف لا يوجد إجابة واضحة ومباشرة لهذا السؤال، فالإنجاب قد يعيق التقدم في الحياة المهنية عند البعض، لكنه في المقابل قد يشكل الدافع الذي يجعل الرجل يحقق نجاحات لا حدود لها.
النجاح هنا لا يتعلق بالحياة المهنية فقط، بل بالحياة بشكل عام سواء ناحية العلاقة مع الزوجة أو الأصدقاء.
وبما أن التأثيرات خاضعة لعوامل عديدة ترتبط بالرجل وشخصيته ونظرته إلى الأبوة والحياة بشكل عام، فإن الإجابات متشعبة وعديدة.
الإنجاب يساعدك على جني المزيد من المال
خلافاً للنساء فإن رواتب الرجال قد تتضاعف بعد إنجابهم الأطفال. بعض الشركات تملك سياسة تتعلق برواتب الآباء، وعليه فإن الرجل الذي ينجب يحصل على علاوة. وبما أن الحال ليست كذلك بالنسبة لعدد كبير من الشركات فإن الإنجاب بحد ذاته يدفع الرجل إلى محاولة جني المزيد من المال؛ لأن الأعباء المالية زادت.
هذا الأمر قد يدفعه إلى بذل المزيد من الجهود في وظيفته لضمان حصوله على علاوة أو ترقية، أو البحث عن وسائل أخرى بديلة، بالإضافة إلى وظيفته، لجني المال.
الأبوة تجعل الرجل العالم أكثر إنتاجاً
الأبوة لا تشتت انتباه الرجل، بل تجعله أكثر تركيزاً، وذلك لأن حس المسؤولية عنده بعد الإنجاب يختلف بشكل جذري عن حسه قبل الإنجاب. كما أن الأبوة تدرب الرجل على القيام بمهام متعددة في الوقت عينه، وتعلمه التأقلم سريعاً مع الملهيات.
ووفق الدراسات فإنه كلما زاد عدد الاطفال زاد معدل الإنتاجية عند الرجال.
الأبوة تدفع الرجل لتطوير مهارات جديدة
تربية الأطفال والتعامل معهم تتطلب مهارات عديدة. المهارات هذه يتعلمها الرجل من خلال تجربته، واحتكاكه المباشر مع أولاده، وعليه فإن ما يكتسبه من تلك العلاقة ينعكس بشكل إيجابي جداً على مهاراته في العمل.
التفاوض، المساومة، حل النزاعات، الصبر والقيام بمهام متعددة أمور يقوم بها الرجل يومياً مع أطفاله، وهي من أهم صفات الرجل الناجح. وعليه فإن الأبوة تجعلك تتميز عن الزملاء في العمل.
الأبوة تجعل الرجل أكثر طموحاً
هناك مفهوم شائع خطأ بأن الإنجاب يقتل الطموح عند الآباء، لكن الواقع مغاير تماماً. بعض الرجال يشعرون بحافز كبير لتحقيق المزيد من النجاح؛ ليكونوا قدوة حسنة لأولادهم، ناهيك عن أن نجاحهم سينعكس إيجاباً على العائلة بشكل عام.
بالنسبة لبعض الرجال تعليم أولادهم أهمية الطموح والعمل الجاد أهم درس على الإطلاق في هذه الحياة، وأفضل طريقة لتعليمهم ذلك هي بتحقيق النجاح .
الأبوة تجعلك تخسر الأصدقاء
بعيداً عن الحياة المهنية فإن حياة الرجل الاجتماعية تتأثر حكماً بالإنجاب. أولى التأثيرات هي خسارة الأصدقاء.
بعض الأصدقاء، خصوصاً إن كانوا غير متزوجين، يجدون صعوبة بالغة في التأقلم مع واقع أن صديقهم بات رجلاً متزوجاً ووالداً، لذلك فهم يتعاملون معه طوال الوقت، كما لو كان عازباً ما يخلق الكثير من المشاكل، ويؤدي في نهاية المطاف إلى التباعد.
الرجل المتزوج أيضاً لا يملك الكثير من الوقت للتسكع مع الأصدقاء، ما يجعل العلاقات تفتر حتى تصل إلى انعدام التواصل بشكل كلي.
الإنجاب يؤثر سلباً على العلاقة الزوجية
بعد الإنجاب يبدأ الصراع حول الدور الذي على كل شخص توليه، المرأة تتوقع من الرجل المشاركة في كل صغيرة وكبيرة، بينما الرجل يملك وجهة نظره الخاصة للأمور.
أضف إلى ذلك واقع أن الإنجاب يؤثر سلباً على الحياة الجنسية بين الزوجين، ما ينعكس سلباً على تواصلهما خارج غرفة النوم.
الحرية المقيدة سبب إضافي للشعور بالضيق والمشاجرة مع الشريكة، فالرجل يكره واقع أنه لم يعد بإمكانه القيام بما يشاء ساعة يشاء.
الآباء يعتمدون نظاماً غير صحي
بطبيعة الحال الأبوة تعني ساعات نوم أقل، خصوصاً خلال السنوات الأولى للإنجاب. الأمر الذي ينعكس سلباً على نوعية الطعام الذي يصار إلى تناوله أو معدل استهلاك الكافيين.
الأبوة بشكل عام تدفع الآباء إلى تناول الأطعمة غير الصحية بغض النظر عن ساعات النوم، كما أن ممارسة التمارين الرياضية تصبح خارج اهتماماتهم كلياً.
الأبوة تجعل الرجل سعيداً..أو تعيساً
عدد كبير من الأشخاص يقيسون النجاح وفق السعادة، فالرجل السعيد هو رجل ناجح. لكن بما أن تفاعل الرجل مع الأبوة يعتمد على معايير شخصية، فإن البعض يجد سعادته في أولاده والبعض الآخر لا يختبرها، بل يجد نفسه تعيساً.
لذلك لا يوجد معيار ثابت ووحيد يمكن تعميمه، فالمشاعر هنا تربط بالشخص وشخصيته.
