(23 شهيدًا) و(85 جريحًا) من الجنسين ومن كافة لأعمار هي حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة المحاصر. الأعداد الكبيرة هذه هي مخرجات (3 أيام) من أيام العدوان، ومازال الدم ينزف. قلنا في مقالات سابقة إن ما لفت نظرنا في هذه الهجمة أمور منها: 1- أنها كانت مفاجئة. 2- أنها بدأت باغتيال شخصية كبيرة، بمنزلة الأمين العام للجان المقاومة. 3- أنها كانت قاسية كثيرة الدم (23 شهيدًا؟!). 4- أنها لم تحرك أمريكا ولا الغرب. 5- أنها تستخف بالضمانات المصرية للتهدئة. 6- أنها لم تحرك الربيع العربي جيدًا. واليوم نضيف إلى ما تقدم أنها ذات رسائل متعددة ومنها: 7- أنه لا يوجد في الفهم الصهيوني للتهدئة شيء اسمه (التبادلية) أي التهدئة في مقابل التهدئة، بل تهدئة تعطي الطرف الصهيوني فرصة القيام باغتيالات على (النية-أو المحاولة)، أو ما يعرف بالأعمال الاستباقية لإجهاض عمليات محتملة. أي الهجوم خير وسيلة للدفاع. وليس في القانون، أو في حق الدفاع عن النفس ما يبرر العمليات الاستباقية. هذا فقط موجود في قانون القوة الغاشمة. 8- تنافس القيادات الصهيونية في إطلاق التهديدات الصاروخية يقول نتنياهو (نحن في منتصف المعركة، لقد جعلناهم يدفعون ثمنًا باهظًا، وسنواصل العمليات العسكرية). ويقول موفاز (على نتنياهو مواصلة عمليات الاغتيال؟!)، ويدعو ثالث لحرب برية موسعة على غزة لإسقاط حكم حماس. إن هذا التنافس هو تعبير عن الروح العدائية التي تسكن قادة الاحتلال ضد غزة، وضد كل ما هو فلسطيني، وهو تنافس يعطي صورة مقربة لطبيعة مجتمع صهيوني يميل نحو اليمين والتطرف وكراهية الآخر، واغتياله. 9- غياب الأثر الواضح للربيع العربي على مستوى الحكومات وعلى مستوى الشعوب، يقول موشيه يعلون (إن الجولة الأخيرة ضد قطاع غزة دحضت كافة التوقعات والمراهنات على التغيرات في نظام الحكم في مصر. إن نظرية الوضع الجديد في مصر يكبل يد (إسرائيل) أثبتت خطأها وفشلها!! لا خوف على كامب ديفيد. الطرف المصري يجري محادثات لاستعادة التهدئة). ونحن إذ نلمس ضعف ردود أفعال بلاد الربيع العربي ونشعر بجزء من خيبة الأمل، لنؤكد أن هذا الاستنتاج هو أخطر ما في رسائل هذه المعركة إن ثبتت صحته، وإن استنامت الثورات لطرائق الأنظمة القديمة في المعالجة، وخاصة في مصر باعتبارها المركز. وفي هذا الموضوع يقول معارض جزائري هو محمد العربي زيتوت (موقف عواصم الربيع العربي من غزة كان باهتًا، لم يتظاهر الشعب في مصر وتونس وليبيا، ولم يعقد مجلس الشعب في مصر وتونس جلسة طارئة للمناقشة؟!). مما لا شك فيه أن الأمر خطير، وأن يكون هذا هو الاستنتاج الذي توصلت له (إسرائيل) أخطر، وأن ترتدّ آمال الفلسطينيين بالربيع العربي إلى الوراء أمر يصادر على المستقبل، ويبعث على الحيرة والارتباك ويحمل قادة المقاومة عبئًا ثقيلاً، إذ كيف لهم ممارسة المقاومة من ناحية، وكيف لهم أن يستكملوا استراتيجيتهم بتحرك الشعوب العربية والثورات العربية باعتبارها السند والظهير لمقاومتهم من ناحية ثانية؟! لاشك أن الأمور متشابكة ومعقدة، ولكن المقاومة ومن خلفها الشعب عملوا في ظروف مماثلة ونجحوا وأبدعوا، وأحسب أن القيادات مطالبة الآن بأمرين: الأول/ إحباط أهداف العدو من هذه المعركة، ورفض معادلة(تهدئة ثم اغتيال ثم تهدئة ثم اغتيال وهكذا دواليك)! والثاني/ هو تحريك الربيع العربي، واستثارته، وترك اليأس والإحباط فلعل المشكلة ليست فيه وإنما في الظرف والبيئة، وهذا أمر ممكن علاجه.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.