23.02°القدس
22.74°رام الله
21.64°الخليل
25.88°غزة
23.02° القدس
رام الله22.74°
الخليل21.64°
غزة25.88°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

خبر: بعد "التخرُّج" و"العمل" أنت إنسان آخر.."صَحّ"؟!

كثيرا ما نسمع أن فلاناً تغير بعد أن التحق بالجامعة، وأن غيره بات إنسانا آخر بعد حصوله على وظيفة، وقد يتحدث الواحد منّا عن نفسه بالقول إن شخصيته اختلفت تماماً عن قبل وأنه اكتسب الكثير من الصفات والمهارات والخبرات الحياتية بعد الدراسة والعمل. لماذا تحدث هذه التغيّرات وما أبرزها؟ تقول "شيرين عبد الله" (24 عاما): "أشعر أنني شخصية مختلفة تماماً عمّا كنت عليه سابقاً وأنني لم أعد "أنا"، وكلّما تذكرت تصرفاتي وبعضاً من صفاتي القديمة أتعجب وأتساءل في داخلي: هل حقا كنت كذلك؟!"، مضيفة: "لم أعد انطوائية ولا خجولة وبت لا أخشى مواجهة الناس، أصبحت أكثر ثقة في نفسي وفي قدراتي، الكثير الكثير من الصفات لديَّ تغيّرت الآن". وتبين شيرين أنها بدأت تلمس هذه التغيرات على شخصيتها في العام الثاني من المرحلة الجامعية، ولكن التغيّر أصبح أكثر عمقاً بعد حصولها على وظيفة فور تخرجها أي منذ عامين. الأمر ذاته تتحدث عنه "إلهام السيد" (31 عاماً)، تقول: "خلال فترة الدراسة الجامعية اكتسبت بعض الصفات وتخليت عن أخرى وتبنيت أفكارا جديدة، فلم أكن عقلانية مطلقاً ولم أكن أتعامل مع الناس والأشياء من حولي على محمل الجد، وهو ما تغيّر تماماً بعد العمل". [title]في أكثر من اتجاه[/title] وتطرأ على الفرد تغيّرات شخصية واجتماعية وثقافية بعد التحاقه بالمرحلة الجامعية_ كما يقول منسق اختصاص الخدمة الاجتماعية بالكلية الجامعة للعلوم التطبيقية "أحمد حمد"، مبينا أن السبب يعود في ذلك إلى أن هذه الفترة تمثل نهاية مرحلة المراهقة وبداية مرحلة الشباب، بالإضافة إلى دخوله إلى عالم جديد عليه. وبمزيد من التوضيح يبين أن البعض يتغير على صعيد شخصيته، فيكتسب عادات وتقاليد وسلوكيات جديدة، وفي مظهره واختياره لملابسه؛ وذلك تأثرا بأصدقائه الجدد الذين غالبا ما يقضي معهم وقتا أطول من ذلك الذي يقضيه مع عائلته، خلافا لما كان عليه في مرحلة المدرسة. ويتابع: "فيما يتعلق بالجانب الاجتماعي فهو ينفتح بشكل أكبر على ثقافات جديدة يؤثر فيها ويتأثر بها أي يتعرض لتبادل الثقافات وتلاقح الأفكار، أما التغيرات الثقافية فهي تتعلق بالأفكار الجديدة التي يعتنقها كالانضمام لحزب ما _على سبيل المثال_ ولذا فإن معظم التغيرات منبعها الجامعة". وعن مرحلة العمل يقول حمد: "الأمر لا يختلف كثيرا عن الجامعة لكن التركيز يتجه نحو تحول الإنسان إلى شخص منتج فتتعزز ثقته بنفسه"، مضيفا: "الجامعة هي المفتاح للانتقال إلى العمل، وبعد العمل يمتلك اهتمامات جديدة إذ تنضج أفكاره أكثر مما كانت عليه من قبل، وتضيق دائرة علاقاته وتصبح شبه محصورة في الأسرة، فالعمل ليس مرحلة مفتوحة كالجامعة، وكذلك فإن التطلع للأفضل هو من سمات ما بعد الجامعة، ومن ذلك السعي لمواصلة التعليم". [title]بين السلب والإيجاب[/title] ويشير حمد إلى أن التغيرات التي تطرأ على الفرد ليست إيجابية أو سلبية دائما، وإنما يمكن أن يكتسب من كلتيهما، ولتجنب التأثر بالجوانب السلبية والاكتفاء بالإيجابيات يقول :"إن التنشئة الاجتماعية التي يتلقاها الفرد من داخل الأسرة تشكل مقياساً للصواب والخطأ، وبالإضافة إلى التنشئة فإن القيم المُكتسبة من المدرسة ودور العبادة ووسائل الإعلام والأصدقاء تشكل جميعها مزيجا يساعده على تمييز الصواب من الخطأ، ويكون بالنسبة له كالبوصلة التي يؤدي فقدانها إلى تصدع في المعايير". لكن البعض لا تبدو عليهم أي تغيرات سواء في المرحلة الجامعية أم بعد العمل، فلماذا؟ يقول حمد:"إن جماعة العمل هي جماعة ثانوية تكون العلاقات فيها ذات طابع رسمي، ولكن يمكن أن تتولد عنها حياة اجتماعية تنشأ بين زملاء العمل، أما أولئك الذين لا يتغير في صفاتهم شيء فهم ممن يفضلون أن يبقى دورهم محصورا في الحياة الرسمية"، مشيراً إلى أن هذا يعود إلى الحياة الجامعية؛ لأنها تكون بداية التكوّن والنضج ويصعب أن يتحرر الإنسان مما أخذه منها _حسب ما أوضح حمد.