حركات وقفزات هوائية مثيرة تثير إعجاب وذهول المتفرجين من المارة باتت مشاهد شبه اليومية تسود طرقات شوارع قطاع غزة، حتى أصبحت تخصص لها فترات للتدريب والمباريات التنافسية بين مجموعة وأخرى، إنها رياضة "الرول سكيت" التي أصبحت حلم الأشبال للوصول إلى العالمية، وموهبة تحتاج للممارسة والتدريب المكثف على أمل تشكيل فريق وطني لهذه الرياضة ينافس في مباريات تمثل فلسطين دوليا.
بمهارة عالية طورها على مدار ثلاث سنوات، وبهمة الشاب اليافع يواصل الطالب "كرم القطراوي" ممارسة رياضة "السكيت" في شوارع وأحياء قطاع غزة، يعرض مهاراته، ويبدع في ابتكار حركات جديدة، ويتنقل كالرواحل في الأماكن العامة للقطاع المحاصر.
لاعب "السكيت" القطراوي من سكان مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، طالب في الصف الحادي عشر علمي، يتمتع بموهبة الرسم والكتابة والغناء، ويعشق ممارسة رياضة "السكيت"، فهو الأبرع في ممارستها بشهادة جميع أقرانه.
ملأ الشاب القطراوي صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بالعديد من لقطات الفيديو والصور التي يظهر بها بحركات سكيت جديدة، وتواصل مع العديد من الشخصيات الرياضية والإعلامية لنقل موهبته من مرحلة الهواية إلى مرحلة العالمية، غير أن التهميش الواضح والكبير لا يزال سيد الموقف.
كسر الجمود لرياضة السكيت
لم يذعن لاعب السكيت القطراوي للواقع، بل حاول كسر الجمود الذي يعتري الساحة الرياضية الفلسطينية في قطاع غزة بما يتعلق بالاهتمام بالمواهب الشابة والواعدة في رياضة "السكيت"، فاختار من شارع العشرين بمخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة ملعب تدريب له ولعدد من أصدقائه كون الشارع شيد حديثا، وأرضيته صالحة لممارسة السكيت بصورة شبه آمنة.
دوار النصيرات الرئيس، وكورنيش بحر غزة، ومنطقة الجندي المجهول، وطريق الذهاب والعودة من المدرسة، وفي بعض الأحيان مناطق لا تخطر على البال، جميعها تجوّل بها القطراوي يرتدي الحذاء المخصص لرياضة السكيت، حرص من خلال جولاته إبراز موهبته وإبهار المارة بموهبة دفينة في غزة، لا بد لها وأن ترى النور طالما تواجدت الإرادة.
النصيرات تؤسس للسكيت
مساء كل يوم على دوار النصيرات ستجد مجموعة من الشبان الصغار يمارسون رياضة جديدة على سكان القطاع المحاصر، فلن تستطيع القول عنهم أطفال بل هم شباب المستقبل الذين يحلمون بالأفضل، لم يجعلوا شيء في غزة يقف أمام أحلامهم وحتى أمام ما يحبونه، صنعوا من أحلامهم الخيالية واقع، وقاموا بتنفيذه على أرض الواقع، هم مجموعة من الأطفال بمختلف أسمائهم وأعمارهم إلا أن شيءً واحدًا جمعهم، وهي أحد الألعاب العالمية المنتشرة لكنها قليلة الانتشار في غزة وهى لعبة "الرول سكيت".
ويضيف لاعب السكيت القطراوي :"اليوم كُنت بلعب حركة جديدة من رياضة السكيت وهي "الكونز"، ونشرت فيديو تداولته بعض صفحات التواصل الاجتماعي، عن التطور الذاتي في رياضة "السكيت"، حيث ليس لدينا مواهب وحركات استعراضية كثيرة وطاقاتنا متجددة تحتاج إلى عناية واهتمام من قبل وزارة الرياضة على وجه الخصوص، والأندية المهتمة بالرياضات النوعية على وجه العموم".
رياضة "السكيت" مهمشة
واستغرب القطراوي التهميش الواضح لرياضة "الرول سكيت" في قطاع غزة على الرغم من مرور ما يزيد عن ثلاثة أعوام على ممارسة عدد من الشبان لها في الأماكن العامة، مطالبا بالاهتمام بها، وإيجاد أماكن مناسبة وآمنة توفر حماية لازمة لممارسي الرياضة، وتوفر لهم سلامة ممارسة هوايتهم بعيدا عن صخب السيارات، وحوادث الاصطدام.
وأوضح لاعب "السكيت" المغمور أنه تواصل مع العديد من الفنانين من قطاع غزة وخارجه لمساعدته في توصيل رياضتهم للمختصين غير أنه لم يحصل على أي رد قائلا :"يمكن يوم القيامة يردوا على رسائلي المطالبة بالاهتمام برياضة السكيت".
ويمارس القطراوي وعدد من رفاقه حركات "السكيت" باستخدام كاسات قهوة فارغة في ظل تهميش كبير من المسئولين عن الرياضة فلسطينيا.
واختتم اللاعب الواعد حديثه عن حلمه بقول :" بالنسبة للحلم؟ في البداية الأهم هو أن أجد الإمكانيات والمعدات اللازمة للتقدم في موهبتي والتطوير من مهاراتي، والهدف الأكبر هو الوصول إلى مسرح من مسارح المواهب في الوطن العربي أو العالم وتمثيل فلسطين دولياً في السكيت، والخروج أمامهم بشيء جديد عبارة عن خليط بين ثلاثة أو أربعة مواهب يُقدمها شخص واحد بطريقة غير مُعتادة".