تقرر أن تغادر بعثة المنتخب الوطني الفلسطيني أرض الوطن، في الثالث من مارس/آذار صوب المملكة المغربية من أجل خوض معسكر تدريبي ضمن الاستعدادات المتواصلة لاستكمال التصفيات الآسيوية المزدوجة، المؤهلة لكأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019.
وستتواصل تدريبات الفدائيين حتى الـ14 من مارس، بمشاركة 24 لاعباً محلياً، على أن يلتحق اللاعبون المحترفون في الخارج ولاعبو أهلي الخليل وشباب الظاهرية، ببعثة الفريق قبل السفر إلى دولة الإمارات، خلال المعسكر الختامي الذي يتوقع أن يُقام في دولة قطر.
وكالة "فلسطين الآن" تحدثت إلى ربان سفينة الوطني عبد الناصر بركات عن المرحلة المقبلة وحظوظ الفدائي في التصفيات وخطط المستقبل القريب والبعيد.
معسكر المغرب
وكشف المدير الفني عبد الناصر بركات، أن المنتخب الوطني سيسعى لتحقيق أقصى استفادة من معسكر المغرب من خلال إجراء مباراتين أو ثلاثة مع الأندية المغربية.
وقال بركات في حديثه لـ"فلسطين الآن": "ننتظر الوصول إلى المغرب من أجل تحديد أسماء الأندية التي سنواجهها وديا، من أجل الاحتكاك مع أسلوب اللعب الأفريقي القائم على القوة البدنية والسرعة".
أسس اختيار اللاعبين
ولفت مدرب الفدائي إلى أن خطته مع المنتخب تسير في خطين متوازيين، الإعداد للمستقبل من خلال استدعاء لاعبين شباب، إضافة إلى إعطاء فرص متساوية أمام جميع اللاعبين لإثبات أحقيته بانتزاع مكان في تركيبة الوطني بالمنافسة الشريفة وتوسيع قاعدة الاختيار ما أمكن.
وبين أن المنظومة الرياضية الفلسطينية بدأت تشعر بأن هناك تغيير واضح على الساحة الكروية حيث أصبح التنافس على أشده من أجل تمثيل المنتخب الوطني، مؤكداً أن هذا الأمر يعد صحياً في بلد يسعى للوصول إلى مدى بعيد في تكوين منتخب وطني يقارع في المحافل العالمية.
وأشار بركات أن أسس وجود اللاعب في المنتخب الوطني من وجهة نظره ترتكز على الانضباط التكتيكي في الحالة الهجومية والدفاعية، والعمل الجماعي وإنكار الذات، والالتزام، إضافة إلى احترام قرارات الطاقم الفني والإداري والطبي.
وأكد في حديثه لـ"فلسطين الآن" أن الجميع لابد أن يعرف أن هناك لاعب نادي ولاعب منتخب، منوهاً أن ذلك يجيب عن سؤال، لماذا بعض اللاعبين بعيدين عن المنتخب الوطني في الفترة الحالية.
ونوه مدرب فلسطين أن اللاعب الأفضل والأكثر انضباطا في مختلف الأمور هو الأحق في البقاء ضمن تركيبة الفدائي في الفترة المقبلة، مشيراً أنه فضل التركيز في العمل مع المنتخب وعدم الالتفات للرد على الأمور الجانبية.
صعوبات وتحديات
وبين أن الجهاز الفني الحالي للفدائي يعمل في أصعب الظروف من أجل رفعة اسم فلسطين في المحافل الخارجية، لافتاً إلى أنه يعمل بجد واتكال على الله ولا ينظر إلى أشياء أخرى لأن فلسطين أكبر من الجميع.
وشدد بركات على أن معسكر الجزائر عاد على المنتخب الوطني بفوائد كثيرة على صعيد العلاقات مع الاتحاد الجزائري لكرة القدم واختيار اللاعبين حيث كان هناك فرصة كبيرة لاختيار جسم المنتخب مع غياب المحترفين، وعدد من اللاعبين الأساسيين وإعداد لاعبين جدد في كل مركز لتحقيق عنصر المرونة التكتيكية في الاختيار.
وعلى مستوى تحسن النتائج، قال بركات في حديثه لـ"فلسطين الآن"، أن ذلك يرجع إلى عدة عوامل بارزة منها دعم الاتحاد برئاسة اللواء جبريل الرجوب، الذي منح المدرب الوطني الثقة والدعم رغم المظلومية الكبيرة التي تقع على المدرب الوطني في كل مكان.
وأردف أن جسم المنتخب الوطني تغير عن ذلك الذي مثل الوطن في كأس الأمم الآسيوية 2015، فالملاحظ أن تركيبة الفريق زاخرة بالوجوه الشابة مع بعض لاعبي الخبرة الذين أعطوا للفريق الزخم المطلوب.
ولفت بركات إلى أنه خلال 10 شهور من استلامه دفة قيادة الوطني واكب ذلك تغييرات كبيرة في عناصره، وتحديات لها علاقة بنقل مبارياتنا بعيداً عن الملعب البيتي، ليتحول ذلك إلى ما يشبه الحرب الباردة من بعض أبناء شعبنا الذين ينتظرون سقوط الفدائي ويحاربونه.
وأكد على الدور البارز للجماهير الفلسطينية في الداخل والشتات التي تركض خلف الفريق في كل مكان، إضافة إلى الاعلام الفلسطيني والأندية ومدربيها الذين ساهموا في تقدم المنتخب الوطني في الفترة الماضية.
طريق طويل
وأشار بركات إلى أن الطريق الذي يسير به الفدائي لا يزال طويلا، فالفريق بحاجة إلى عامين قادمين من أجل بناء منتخب قوي، مبيناً أنه سيعطي الفرصة كاملة لكل المواهب الفلسطينية بالضفة وغزة والشتات وهذا بحاجة إلى تكاثف الجهود لدعم المنتخب الوطني.
وكشف مدرب الفدائي أنه يركز برفقة الطاقم الفني على الجوانب البدنية والنفسية والتكتيكية التي خبت في وقت قياسي، مشيراً أن الدوري ضعيف جدا بحيث لا يفرز لاعبين معدين للعب في مستويات عالية.
وأضاف أن المنتخب بدون دوري قوي سيفتقد الكثير في طريق الوصول إلى منتخب قوي يقارع الفرق العربية والعالمية، منوهاً إلى أن هذا الأمر يعود لعدم الاستقرار الفني والإداري والنفسي لمعظم الأندية المحلية إلى جانب الأزمات المالية.
وطرح بركات فكرة فتح باب التعزيز بعدد محدود من اللاعبين لكل فريق لتجنب الأزمات المالية، فالأزمات المالية ورحيل الإدارات أطاحت بمستوى الدوري الحالي.
حظوظ التأهل
وتطرق للحديث عن مباراة الإمارات التي يتوقع أن تكون صعبة للغاية في مواجهة فريق متمرس ويلعب كرة قدم حديثة، ولكن الفدائي يؤمن بحظوظه ويمتلك منتخب جيد وعناصر رائعة تستطيع تقديم مباراة كبيرة وسنقدم ما نستطيع للخروج بنتيجة إيجابية.
وعن فرصة الوطني في التأهل لنهائيات آسيا، بين بركات أنه يجب على الفدائي الفوز في اللقاءات المقبلة أمام الإمارات وتيمور الشرقية، وينتظر خسارة الإمارات أمام السعودية وهذا سيعطي المنتخب فرصة للتأهل مباشرة لنهائيات كأس آسيا كأفضل ثاني في مجموعته.
ولفت أنه في أسوء الظروف إن لم يكتب للوطني الفوز سيخوض تصفيات أخرى باعتباره صاحب المركز الثالث في المجموعة، وستقسم الفرق إلى 6 مجموعات في كل مجموعة 4 فرق يتأهل منها الأول والثاني لنهائيات أمم آسيا، مبيناً أن الحظوظ تبدو جيدة للعودة مرة أخرى للنهائيات الآسيوية.
مشوار ناجح
ويتمتع المدير الفني عبد الناصر بركات بقدرات كبيرة ومشوار تدريبي غني، كونه أشرف على تدريب المنتخبات الوطنية السنية بدون استثناء، إضافة إلى العديد من الأندية المحلية أبرزها مؤسسة البيرة، والسرية وأريحا وحقق برفقهم إنجازات لافتة.
وأنهى بركات دورة البروفيشنال في تدريب كرة القدم وهي أعلى شهادة تدريبية في العالم، وسيتم منحه الشهادة خلال 6 شهور بعد أن تجاوز آخر مرحلة في مقر "الفيفا"، إضافة إلى أنه حاصل على شهادات متخصصة في كرة القدم، وشهادات آسيوية في علم النفس الرياضي وأخرى لتحليل المباريات وعضو في رابطة المدربين الدوليين.
وتمنى بركات أن يحالفه التوفيق لاستكمال ما بدأ به حيث تم بناء منتخب شاب يمزج بين الشباب والخيرة في وقت قياسي، قارع منتخبات قوية كالسعودية والإمارات، لافتا إلى أن المنتخب بحاجة إلى المزيد من الوقت للتحسن أكثر حيث كان ترتيبه قبل 143 آسيويا، واليوم 121 بفضل المستويات التي قدمها.
التنقيب عن المواهب
وأشار مدرب الفدائي إلى أنه ينتظر الفراغ من مباراتي الإمارات وتيمور الشرقية لزيارة غزة وتشيلي ولبنان بتوجيهات من رئيس اتحاد كرة القدم جبريل الرجوب للوصول إلى أي موهبة تستطيع تقديم الإضافة للمنتخب الوطني في المرحل المقبلة.
وأكد بركات في حديثه لـ"فلسطين الآن" أنه يتمنى أن يتمكن من لم شمل كل المواهب سواء كانت في غزة أو الشتات، مضيفاً أنه يمتلك ذكريات وأصدقاء كثر بقطاع غزة، ولا عزاء لمن يحاول تقسيم أبناء الشعب الواحد، آملا أن يوفق في تنفيذ هذه الخطة.
وختم بركات أنه سيبذل برفقة الطاقم الفني جهده من أجل التقدم بالمنتخب الوطني لمستويات أفضل، شاكرا كل من دعم منتخب بلاه بعيداً عن الفئوية والجهوية والمناطق الجغرافية.