13.34°القدس
13.1°رام الله
12.19°الخليل
16.82°غزة
13.34° القدس
رام الله13.1°
الخليل12.19°
غزة16.82°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

المؤسس الحسنات نصير الفقراء ومخرج الشهداء‎

صورة الشيخ حماد الحسنات
صورة الشيخ حماد الحسنات
الوسطى - مراسلنا

"على تضحيته صعدت الأجيال، ومضى أبناء الجهاد والمقاومة، فقدم الولد والوقت والشهداء، فكان ابنه خالد غريقاً، وياسر شهيداً، وزياد مطارداً، وامتد عمره إلى 80 عاماً في دعوة الإسلام" بهذه الكلمات أوجز المؤسس عبد الفتاح دخان رفيق دربه المؤسس المرحوم حماد الحسنات.

عاش الحاج حماد الحسنات حياة المتواضعين، فكان نصيرا للفقراء، حريصا على تقديم يد المعونة لهم، فاستوطن قلبه العمل الخيري منذ شبابه، فكانت الجمعية الإسلامية بيته الأول، أشرف على نشاطها، وحرص متابعتها عن كثب، فكان رئيسا لها بالمحافظة الوسطى لقطاع غزة.

أضاء الراحل المؤسس الحسنات بجهده وعمله وتضحياته أرجاء مخيم النصيرات للاجئين، فانتشر عطر سيرته الزكية إلى كل مناطق قطاع غزة، وفاحت رائحة عمله الخيري كل فلسطين، وسبقته تضحياته وأفعاله قبل كلامه، فكان المؤسس المتواضع المعطاء ناصر الفقراء والمحتاجين، وأب الجميع، ضاحك الوجه، مبتسم الهيأة، جميل المجالسة، راق الفكر والأسلوب، الأب الكبير لكل من عرفه.

رافق الحسنات الشيخ الياسين، وعايش الشهداء القادة، فكان من الجيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، وأحد مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية حماس، وأحد مبعدي مرج الزهور، احتضن المقاومة في وقت ضعفها، وشهد بطولاتها في وقت قوتها، قدم تضحيات الماضي وحصد جمال بطولات الحاضر.

 الحسنات في سطور

ولد الشيخ حماد عليان حماد الحسنات عام 1935، في قضاء بئر السبع بموقع الحسنات شرق غزة، حيث قال عن نفسه :"كانت طفولتي وحياتي بسيطة؛ فقد كنت أعيش مع أهلي في بيت الشّعر داخل فلسطين المحتلة"، ويعتبر داعية إسلامي، وشاعر فلسطيني، وأحد مؤسسي حركة حماس في قطاع غزة.

يعتبر الحسنات من الجيل الأول لجماعة الإخوان في فلسطين، ومن القيادات الأولى التي ارتبطت بالشيخ أحمد ياسين منذ مطلع الستينيات في القرن العشرين، قبل أن يشارك في تأسيس حركة حماس، إلى جانب دوره الكبير في الدعوة إلى الله.

اتخذ الشيخ المؤسس من مخي النصيرات مسكنا له، واعتقل لدى الاحتلال الإسرائيلي، وأبعد إلى مرج الزهور في جنوب لبنان عام 1992، مع 419 آخرين من قيادات حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

ورافق الحسنات الشيخ أحمد ياسين في الكثير من محطات حركة حماس التي أسست في 14 ديسمبر 1987، وعمل الحسنات قبل وفاته رئيساً للجمعية الإسلامية في المنطقة الوسطى، وأشرف على نشاطها الخيري.

استشهد أخواه "راجي ومحارب" على أيدي العصابات الإسرائيلية المسلحة في يوم واحد عام 1951م، درس رحمه الله الثانوية العامة في غزة، والتحق بجامعة القاهرة عن طريق الانتساب، وحصل على "ليسانس جغرافيا" عام 1963م.

والتحق بعدها بمعهد الدراسات الإسلامية في القاهرة بدايةً، ثم بمعهد الدراسات التربوية بغزة، ثم درس سنتين في كلية التربية بجامعة عين شمس بالقاهرة، وعايش فترة اضطهاد الإخوان المسلمين على يد نظام جمال عبد الناصر.

رحلة الإخوان

تعرّف الحسنات على جماعة الإخوان المسلمين وهو ابن 10 سنوات، إبان معارك الإخوان المسلمين في فلسطين عام 1948، وقد كان محباً للدين من صغره.

عاصر الحسنات محطات العمل الإسلامي في ظل النظام المصري الذي حكم غزة، ثم الاحتلال، حتى انطلقت حركة حماس ووصلت إلى سدة الحكم.

انضم الشيخ الحسنات إلى شعَب الإخوان المسلمين في قطاع غزة بداية الخمسينيات، وشارك أواخر عام 1953 في مؤتمر عام في مخيم دير البلح جمع الإخوان من العريش حتى قطاع غزة.

بعد عودته من مصر إلى قطاع غزة اعتقل برفقة الشيخ الشهيد أحمد ياسين ومجموعة أخرى لمدة 29 يوماً، وواصل الشيخ الحسنات عمله في الدعوة إلى الله وتربية الجيل في إطار جماعة الإخوان المسلمين حتى أعلن عن تأسيس حركة حماس التي كان أحد أبرز مؤسسيها.

تضحيات المؤسس

أبعد الشيخ حماد الحسنات إلى مرج الزهور برفقة أكثر من 400 من قيادات العمل الجهادي في فلسطين من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وله كتاب يؤرخ لتلك الفترة سجل فيه يوميات المبعدين وأبرز مواقفهم وفعالياتهم طوال أيام الإبعاد.

قدّم الحسنات نجله القيادي في كتائب القسام ياسر شهيداً في معركة حيّ الصبرة الشهيرة بتاريخ 24/5/1992، برفقة الشهيدين مروان الزايغ ومحمد قنديل.

فيما سار نجله الثاني زياد الحسنات على درب شقيقه ليطارَد لجيش الاحتلال منذ العام 1993، وتمكّن من مغادرة أرض الوطن.

نصير الفقراء حتى الممات

أسس الشيخ حمّاد الجمعية الإسلامية في النصيرات عام 1979م، وشارك كذلك في تأسيس المركز الطبي، ثم مجمع الرازي الصحي التابع لها.

وشارك الشيخ في تأسيس المساجد، وجمع التبرعات للمجمع الإسلامي، كما عمل في لجان الإصلاح بين الناس، وبقي يطوّر في عمل الجمعية الإسلامية ومجمع الرازي الصحي في النصيرات حتى لقي الله.

توفي الشيخ حماد الحسنات عن عمر يناهز 80 عامًا إثر وعكة صحية مساء يوم الاثنين 2-3-2015 في قطاع غزة، حيث شيّعه الآلاف ظهر الثلاثاء في جنازة مهيبة تقدمها قيادات الفصائل الفلسطينية ووجهاء وأعيان قطاع غزة ونواب المجلس التشريعي.

قالوا بحق المؤسس

نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الحسنات، عبر عن الشيخ الحسنات بالقول (قائداً فذاً من قادة الحركة الإسلامية، وأحد مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس في فلسطين).

وعدّد هنية مناقب الشيخ :(أبو خالد من بيت عز ودين داعية طاف أرض فلسطين مجاهدًا ومضحيا في سبيل الله ونشهد جميعًا بهذا الخلق الكبير).

وتطرق أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي مناقب الشيخ الفقيد، ومشاركته الفاعلة في تأسيس حركة حماس برفقة 15 من قيادات الحركة في ثمانينات القرن الماضي.

وقال بحر :"إن الشيخ الحسنات له بصمات واضحة أساسية في العمل الدعوي والخيري في دعم الفقراء والمحتاجين بمحافظات قطاع غزة طيلة العقود الماضية".