23.9°القدس
23.66°رام الله
22.75°الخليل
24.94°غزة
23.9° القدس
رام الله23.66°
الخليل22.75°
غزة24.94°
الجمعة 18 يوليو 2025
4.51جنيه إسترليني
4.74دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.9يورو
3.36دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.51
دينار أردني4.74
جنيه مصري0.07
يورو3.9
دولار أمريكي3.36

التساهل مع الأطفال في أداء العبادات.. يتحمل مسؤوليته الآباء

ولد
ولد

من أكبر المهام التي تقع مسؤولياتها على الآباء هي تربية الأبناء على الأخلاق الحميدة، وعلى الالتزام بتعاليم الله، وأداء عباداته وفروضه، وتدريبهم على ذلك إلى حين مرحلة البلوغ، فقيام الآباء بهذه المهمة الصعبة هي من أعظم القربات إلى الله تعالى؛ كما أنها من أخص معاني الأبوة والأمومة.

والسؤال: ماذا لو قصر الأبوان في تدريب الابن على أداء العبادات المكلّف بها منذ الصغر، وتم التساهل معه بحكم صغر سنه، أو من باب الرحمة والرأفة بحاله؛ فما هو مصير الأبناء حينها؟، ومن يتحمل المسؤولية؟، هذا ما سيتحدث عنه الداعية عمر نوفل في سياق التقرير التالي.

قال نوفل: "الأب والأم هما من يتحمل المسؤولية الكاملة لتعليم الأبناء العبادات والالتزام بشرع الله، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعًا واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرًا وفرقوا بينهم في المضاجع"، وهنا يحتم على الوالدين انتهاج أساليب مختلفة في التعليم".

وأضاف: "ومن هذه الأساليب التلقين، والقدوة من خلال مشاهدة الوالدين أثناء أداء العبادات ومن ثم تقليدهما، لذلك كان من هدي النبي عليه الصلاة والسلام أن يصلي الرجل الفرض في المسجد والسنة في بيته، لكي يراه أبناؤه ويقلدوه".

وأكد نوفل أهمية تعليم الأبناء وتدريبهم على أداء العبادات المكلفون بها منذ الصغر؛ لأنه عندما يكبر تكون قد انطبعت نفسه وتعودت على إهمالها والتساهل في أدائها أو المحافظة عليها، وهنا تكمن أهمية دور الآباء في هذا الدور العظيم تجاه أبنائهم.

وأشار إلى أن المرأة تأخذ إلى النار أربعًا، والدها إذا لم يعلمها تعاليم الدين، والطريق الصحيح، وأخاها، وابنها، وزوجها، وهم مجمل من لم يقوموا بواجباتهم نحوها، ومن هنا لا بد من أن يتحمل كل شخص المسؤولية المنوطة به بتعليم ولده العبادات وأداء الصلوات والفروض الشرعية.

وأوضح نوفل أن بعض الآباء من باب الرحمة وعاطفة الأمومة خاصة، ينظرون إلى بعض العبادات ليس على محمل الجد، خاصة في قضية الحجاب للفتاة التي بلغت، ولكن لا بد للوالدين منذ البداية إيجاد القناعة بداخله الابن، لافتًا إلى أن الحجاب مناط التكليف، وبذلك يوجب عليها الصلاة والأمور الشرعية.

وبين أنه لذلك تأتي أهمية تعويد الطفل منذ الصغر على العبادات وعدم التساهل فيها، حتى عندما يصبح مناط التكليف لا يتقاعس عن أدائها، وتنفيذ أوامر الله، لذلك يستحب تمرين الأبناء من الصغر على أداء جميع العبادات، وقضاء العبادات الفائتة.

وأشار نوفل إلى أنه من الأجدر أن يوقظ الأب أبناءه للصلاة قبل التكليف وبعده، إلا إذا وجد عذر كمرض أو ضرر، ولكن إذا كان عدم إيقاظ الأبناء لأداء الصلاة باعثًا على التساهل والاستخفاف بالصلاة، فيوجب إيقاظهم.

وتابع حديثه: "فتعويد الأبناء على الأمور الشرعية هو استجابة لأمر الله، فتربية الأبناء جهاد عظيم تقع مسؤوليته على الآباء والأمهات، وينالون به أجرًا وثوابًا من عند الله، ولكن إذا تهاونوا في تربية أبنائهم على التربية الصحيحة فستكون العاقبة في الدنيا والآخرة".

ولفت نوفل إلى أنه وفق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، وَيُنَصِّرَانِهِ"، فالطفل كالإناء الفارغ، فالآباء هم من يملؤونه بما يريدان، والقضية مردودة عليهم بالدنيا والآخرة، وذلك من خلال التربية الحسنة، وغرس التعاليم الدينية والآداب والأخلاق الحميدة.

وختم حديثه: "ومن هنا فإن مسؤولية تربية الأبناء على العبادات الشرعية وعدم التساهل بها مسؤولية الأسرة بأكملها، فلا بد من تكاتف جميع أفراد الأبناء والبنات، ويعينون والديهم في تحمل عبء مسؤولية إخوتهم الصغار".