26.12°القدس
25.88°رام الله
24.97°الخليل
30.19°غزة
26.12° القدس
رام الله25.88°
الخليل24.97°
غزة30.19°
الخميس 21 اغسطس 2025
4.59جنيه إسترليني
4.82دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.98يورو
3.41دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني4.82
جنيه مصري0.07
يورو3.98
دولار أمريكي3.41

سجينات ينفقن على أسرهن من خلف القضبان في غزة

20160313-110535-jpg-54424165709438975
20160313-110535-jpg-54424165709438975
غزة - فلسطين الآن

مشغولات يدوية ومطرزات ومعلقات ومواد غذائية ومعجنات وحلويات، منتجات لسجينات موقوفات ومحكومات في سجون تابعة لداخلية غزة، التي تديرها حركة (حماس) ينفقن على أنفسهن وأسرهن وهن خلف القضبان من عائدها المالي.

بعد تأهيلهن وإخضاعهن لدورات تدريبية تصل لفترة ثلاثة إلى ستة شهور لكل واحدة منهن تمارسن السجينات عمل المشغولات والمطرزات والمحافظ للنقود وللهواتف والمحارم وورق الكلنس والسكريات.

الإبداع بارز على عمل السجينات، التي بعضهن اعتقلن على قضايا إجرامية متعددة، ارتكبنها بحق مجتمعهن المحلي.

وتزيِن ملابس التراث المطرزة يدوياً والمنسوجات والوسائد ومحافظ النقود المزخرفة، وأطباق المأكولات المحلية من معجنات وحلويات بأنواع مختلفة، طاولات معروضة عليها من عمل السجينات ضمن معرض فني في قاعة على شاطئ بحر مدينة غزة.

وتحت عنوان "اشراقة أمل"، تبدع السجينات بعملهن اليدوي لتحصلن من خلاله على فرصة عمل نادرة تتقاضى عليها أجرة نقدية، من خلال بيع منتجاتها للمواطنين والزبائن، الذين يترددون على المعرض الفني.

السجينة(م.أ) البالغة من العمر(41عاماً) تلقت دورات تدريبية في الطهي وصناعة الحلويات، تعرض منتوجاتها الغذائية في أطباق مغلف بالنايلون اللامع، تؤكد أنها تلقت تدريبات على مدار ثلاثة شهور داخل مركز الإصلاح والتأهيل التابع لداخلية غزة، إضافةً إلى تدريبها على التطريز من الخيط حتى الإبرة وصولاً إلى إنجاز المشغولات اليدوية.

قالت السجينة (م.أ) وهي أرملة وأم لطفل أنس(10سنوات) وفتى فراس( 15سنة):"قضيت ثلاث سنوات في المركز من أصل سبع سنوات، خلال سنوات سجني تلقيت دورات تدريب في التطريز والطهي وصناعة الحلويات، وأنا غيرت من حالتي السلبية إلى الايجابية ومن خلال إرادتي الذاتية أقوم بعمل مشغولات يدوية تراثية فلسطينية".

وأضافت المركز يوفر لنا كافة المواد المطلوبة لعمل المنتجات، "أشتغلها وأتقاضى عليها عائد مادي، والأسعار للمشغولات تختلف حسب الحجم والنوع والكمية بعض المطرزات تصل لـ750شيكل".

أما السجينة المفرج عنها (ع.) البالغة من العمر35عاماً، أوضحت أن التجربة داخل السجن صعبة جداً لدي ولدى عائلتي وللمجتمع، يتساءل الكل؟. فتاة دخلت السجن، مضيفةً لـ"شاشة نيوز":"الموقف محرج وصعب بالنسبة للأهل كيف أنا موجودة في السجن؟". وأردفت:"أنا قضيت 3سنوات وأفرج عني، كنت خلال وجودي بمركز السجن اشتغل مشغولات تطريز وصوف ومعلقات وساعات وشنط ومحافظ نقود، وذلك بعد خضوعي لدورات تدريبية في السجن".

ووصفت شعورها بعد خروجها من السجن بأنها سعيد، مضيفةً "أنا مبسوطة وفخورة، أصبحت بنت قادرة أن إنتاجي أوصله للمجتمع وفيه من ورائه نتيجة وعائد مادي عليّ".

ووجهت (ع.) رسالة للفتيات أن يفكروا قبل القدوم على أي فعل سلبي تجاه المواطنين في المجتمع، قائلةً:"كل واحدة قبل ما تعمل الغلط تفكر فيه، وتراجع نفسها وحالها مرة ومرتين وثلاثة وتحاول من موهبتها تغير في حياتها".

وتتنافس السجينات مع بعضهن على إنتاج عمل أفضل والتباهي به بينهن، حيث تستطيع كل واحدة منهن الاعتماد على نفسها والانطلاق بمشروعها ومهنتها الخاصة، تواصل عملها بعد انتهاء فترة السجن وقضاء الحكم.

ويعود ريع مبيعات المعرض للسجينات، اللاتي تعلمن في المهن والبرامج المختلفة داخل مراكز التأهيل والإصلاح، المنتشرة في قطاع غزة.وفقاً لصفاء إسماعيل، مأمور مركز تأهيل وإصلاح النساء في مدينة غزة.

ولفتت إسماعيل إلى أن "الهدف من هذا المشروع هو إيصال رسالة النزيلة (السجينة) نفسها، ماذا تصنع وماذا بإمكانها أن توصل رسالة إلى المجتمع، بإمكانياتها وقدرتها على الإبداع، وكيف نحن استطعنا أن نخرج رسالتها هذه للنور والجميع يراها من مجتمع محلي وخارجي ودولي".

وشددت إسماعيل على أنه "مجرد نزول السجينة عندنا في المركز نعمل لها دراسة حالة ونرى ما عندها من إمكانية وماذا في حياتها نحن نقدر أن نغيره من سلبي لايجابي وماذا ممكن نقتبس من إمكانياتها الكامنة عندها ونخرجها ونطورها لتصل إلى مخرجات".

وتابعت إسماعيل:"عملنا دورات تأهيلية للسجينات، من بينها دورات تطريز لمدة ثلاثة شهور وصوف أربعة شهور وطعام أربعة شهور ونصف، وأصبحت بعض المتدربات مبدعات وماهرات ومنهن أصبحن مدربات".

وحول طريقة التعامل مع السجينات من قبل السجانات قالت إسماعيل:"تفكيرها السلبي تحول إلى ايجابي وصار لديها فكرة أنا أنتج أنا نزيلة موجودة في مركز إصلاح وتأهيل بدل ما أكون مهملة لا قيمة لي أريد أن أصير وأخرج صورة صوتي إلى النور وأحاول أن أوصل رسالتي إلى كل الناس، أي صارت نفسها النزيلة تساعدنا كيف تندمج في البرامج التأهيلية في المركز وفي تقبل منهن".

وبخصوص أعمار السجينات داخل المراكز في غزة، قالت مأمورة السجن:"لدينا في المراكز نساء وفتيات أعمارهن من 18-45عاماً، وبالنسبة للعامل المادي والبرامج تضم النزيلات المفرج عنهن والمتواجدات في السجن".

وتابعت إسماعيل:"السجينات المتواجدات ندعم مصاريفهم داخل المركز من ناحية الكانتينات ويصلن لأهلهن نقود من منتجاتهن، حيث ليس لدينا مانع وهذا كله يعود إليهن وريع كل المشروع هذا (المعرض الفني) عائد على النزيلات نفسهن وتنمية للمشروع ذاته".

أما النزيلات المفرج عنهن أكد إسماعيل أنه "في حالة ومن باب التواصل أو الرعاية اللاحقة لهن ألا يعدن للمستنقع اللاتي كن فيه أو دواعي الوقوع في الخطأ أو الجريمة، فمن باب المتابعة بقينا نحن ندجهن في هذا المشروع، وهن يشتغلن ونعطيهن مثل باقي النزيلات الموجودات في المركز، حيث نعطيهن المواد الخام ونوفر لهن المواصلات حتى لا يكون ثقل عليهن وفي المقابل تأخذن أجرتهن مثل ما تأخذ أي ماهرة في العمل بمثل هذا خارج المركز".

ودعت مأمور السجن السجينات للاندماج في الأسرة والمجتمع، قائلةً:"رسالتي للسجينات وللفتيات خارج المركز التطوير والارتقاء والإبداع"، مشددةً على أن "أهم برامج التأهيل هي التهيئة النفسية ومواجهة المجتمع بمهنة شريفة تستطيع أن تصرف على نفسها منها".