29.45°القدس
29.21°رام الله
28.3°الخليل
32.87°غزة
29.45° القدس
رام الله29.21°
الخليل28.3°
غزة32.87°
الخميس 21 اغسطس 2025
4.59جنيه إسترليني
4.82دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.98يورو
3.41دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني4.82
جنيه مصري0.07
يورو3.98
دولار أمريكي3.41

#انتفاضة_القدس

دراسة إسرائيلية: حماس صانعة انتفاضة السكاكين الحالية

244243
244243
الضفة المحتلة - فلسطين الآن

ينقسم الساسة والمراقبون الإسرائيليون في توصيف العمليات الفلسطينية بين انتفاضة ثالثة وبين "انتفاضة الأفراد" أو "موجة إرهاب". كما أنهم مختلفون في غالبيتهم في تحليل بواعثها وسط تجاهل السبب الأساسي البسيط لرد الفعل الفلسطيني وهو الاحتلال بكل موبقاته.

ويكاد يجمع الإسرائيليون على اعتماد "التحريض الفلسطيني الرسمي" سببا رئيسيا في تغذية نار الانتفاضة بالمزيد من الوقود.

في المقابل يدعي خبير إسرائيلي في مجال الأمن أن ما تشهده البلاد منذ ستة شهور هو انتفاضة أنتجتها وترعاها حركة حماس.

وتزعم دراسة للمستشرق الإسرائيلي "شاؤول بارطال" أن حماس تقود وتوجه الانتفاضة الفلسطينية بهدوء وتنجح بإخفاء آثارها.

وتستند الدراسة لمراجعة صفحات الاستشهاديين ومنفذي العمليات في "الفيسبوك" وتشير لصفحة محمد مصالحة من قرية حجة قضاء قلقيلية الذي نفذ عملية يافا قبل أيام.

وتستنتج من مضامينها أنه مؤيد لحماس ومتأثر بمواقفها، كما تنوه أن مصالحة شاب متزمت دينيا وأدى العمرة قبل أيام من تنفيذ عمليته وأنه معجب بالمرابطين والمرابطات الذين يقدمون الكثير من أجل فلسطين.

ويتابع المستشرق الإسرائيلي في استحضار أدلة على دور حماس في الانتفاضة عشية تنفيذه العملية حيث كتب في صفحته "نسير في بلادنا الطاهرة ولا نخاف عدونا ومن قوته.

كما يشير إلى أن الفتى رادار (17 عاما) الذي نفذ في اليوم ذاته عملية طعن في مدينة بيتح تكفا (ملبس) ينتمي هو الآخر منذ سنوات لحركة حماس.

كما يستذكر مرشدا خاصا في استخدام السلاح الأبيض صدر عن حركة حماس قبل سنوات لمؤلفه رجب حسن البابا، ويقول إن هذا المرشد يدعو لمنح العمليات طابعا شخصيا فرديا وعدم ترك بصمات. الدراسة بعنوان "انتفاضة القدس- تقصي موجة العمليات في 2014-2015" لا تخلو من انتقادات لاذعة توجه لأجهزة الأمن الإسرائيلية أيضا وتسخر من تعريفها ما يجري بـ " انتفاضة الأفراد".

ويرى أن عدم تسمية "انتفاضة حماس" باسمها يثقل على محاولة رسم ملامح منفذ العملية المناوب ويساعد في شرح فشلها بوقف الانتفاضة، مثلما يصعب أيضا على سلطات الأمن اتخاذ خطوات ضد أقرباء منفذي العمليات لاعتبارها فردية فحسب وبالتالي يمس ذلك أيضا بقوة الردع ومنع المزيد من العمليات.

في المقابل ترى الدراسة أن العمليات الراهنة مختلفة عن سابقاتها بكونها فردية بصورتها الخارجية، مؤكدا أن حماس تعمل عن وعي وتبني سياسة التضليل وتغييب الآثار خدمة لمنفذ العملية وعائلته ولمؤسسات التنظيم. وترى الدراسة أن حماس عادت لفكرة "التقية" التاريخية نتيجة مساعيها للحفاظ على صورة إيجابية وشرعية لها في العالم. وتخلص الدراسة الإسرائيلية للاستنتاج بأن العمليات المتواصلة ليست فردية بل تقودها منظمات فلسطينية على رأسها حماس تنتقم من الصهيونية.

وتشير الدراسة لمقتل 28 إسرائيليا في هذه العمليات خلال 2015 معظمهم في "موجة الإرهاب" الأخيرة منذ الخريف الماضي. وتقول الدراسة استنادا لمعطيات المخابرات العامة "الشاباك" إن 70% من هذه العمليات صنفت كـ «فردية»، وإن 170 فلسطينيا شاركوا فيها من بينهم 142غير منتمين لتنظيم فلسطيني و 13 فقط منهم أتباع حماس وأربعة أتباع حركة التحرر الوطني "فتح" وثلاثة من أتباع الجهاد الإسلامي والبقية تنظيمات أخرى.

وبرأي «الشاباك» الذي يسعى دائما للتعرف على شخصية منفذ العمليات ضمن مساعيه الوقائية يقول إن كثيرين منهم كابدوا ضائقة اقتصادية، وعائلية واجتماعية لمدة طويلة. كما يزعم أن بعضهم أقدموا على تنفيذ عمليات لتغطية ميولهم الانتحارية «وأن كثيرين منهم غذته عمليات التحريض» في منتديات التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام الفلسطينية خاصة الموالية لحماس وبذلك تتبنى المخابرات الموقف الرسمي لحكومة الاحتلال.

وبرأي «الشاباك» تعبر عمليات الأفراد عن أزمة ثقة الشارع بالتنظيمات، وتدلل على ذلك باقتباس ما كتبه الشاب بهاء قبيل تنفيذه عمليته في القدس في 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 إذ قال في وصيته إنه يعارض تبني الفصائل عمليته لأنه قام بها من أجل الوطن لا من أجلها. وهكذا مع ديانا خوالد التي اعتقلت وشقيقتها التوأم نادية، فقد قالت خلال التحقيق معها إنها كانت تجمع الوسائل للقيام بعملية وإنها لا تثق بأي فصيل حينما سألها المحقق كيف كنت ستصوتين لو جرت الانتخابات اليوم.

وينفي عدد من قادة «الشاباك» منهم نائب الرئيس سابقا "ليؤور اكيرمان" مزاعم الدراسة. وقال لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس إن حماس تنظيم ذكي لكنه لا يستطيع خلق مثل هذه الانتفاضة حتى وإن تأثر منفذو العمليات بـ «تحريض منتديات التواصل الاجتماعي». ويعتبر أن هذه العمليات التي تتم فردية ومحلية فقط، نافيا وجود أي أمر منظم، وأن محاولة الفصائل نسبها لها تنم عن دوافع سياسية.

لكن "بارطال" يؤكد في دراسته أن عمليات الدهس التي شهدتها سنة 2015 نفذت على يد شبان فلسطينيين كثيرين منهم مقربون من حماس مثل خالد قطانة وفادي صالح من شعفاط اللذين اعترفا بعلاقتيهما مع الناشط الحمساوي إبراهيم عكاري منفذ عملية القطار الخفيف في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 في القدس المحتلة. عكاري ذاته وعبد الرحمن شلودي اعتقلا وخضعا للتحقيق قبل العملية المذكورة بشبهة الانتماء لحماس وأفرج عنهما لاحقا.

وإبراهيم عكري هو شقيق موسى عكري أحد آسري الجندي "نحشون فاكسمان" في عام 1994. أما "الشلودي" فهو ابن اخت محي الدين شريف خليفة يحيى عياش «المهندس» الذي اغتالته إسرائيل في رام الله. كما تسوق الدراسة عملية عمران أبو دهيم من جبل المكبر في مايو/ أيار 2015 وتشير أنه قريب علاء أبو دهيم الناشط في كتائب عز الدين القسام ومنفذ عملية في كنيس «مركاز هراف» في القدس المحتلة.

قلق على وحدة الإسرائيليين

بين هذا وذاك يعتبر رئيس الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال الجنرال "هيرتسي هليفي" أن تراجع اللحمة الداخلية بين الإسرائيليين يقلقه أكثر من الانتفاضة الفلسطينية. وكشفت صحيفة «هآرتس» أمس أن شريط فيديو وصلها يقول فيه "هليفي" ضمن محاضرة أمام يهود إصلاحيين إنه قلق من مستقبل وحدة الإسرائيليين بعد عقد أكثر من قلقه من الهجمات الفلسطينية.

"هليفي" الذي كان يتحدث في بلدة هود هشارون على اسم الجندي "يونتان بويدين" الذي قتل في لبنان عام 1993 يبدي قلقه من مدى تلاحم الإسرائيليين ومن تحلله مستقبلا.

وفي محاولة لتخفيف منسوب الخوف لدى الإسرائيليين يرجح هليفي أن الهجمات الفلسطينية المتتالية الصعبة لن تتوقف. ويقول إن إسرائيل شهدت أحداثا قاسية وستعرف كيف تواجه الموجة الحالية. ويمكن الاستنتاج أن هليفي كان يقصد بتلميحاته تراجع الديمقراطية وحقوق الإنسان في إسرائيل داعيا لتوسيع القاسم المشترك للجميع.

وفي سياق متصل قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمس إنه ينتظر تعقيب المستشار القضائي للحكومة على طلبه بترحيل عائلات «إرهابيين» إلى غزة. وأشار قبيل الجلسة الأسبوعية للحكومة أمس أنه «في موازاة ذلك إننا ندرس نقل عائلات «إرهابيين» إلى أماكن سكن أخرى داخل الضفة. وتابع القول «إننا نعمل ضد القنوات الفضائية التي تشجع قتل الإسرائيليين واليهود. لقد تحدثت في نهاية الأسبوع مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.

وتوجهت إليه قبل ذلك بطلب أن يعمل على إيقاف بث قناة الأقصى من خلال قمر صناعي فرنسي وفعلا تم إيقاف بثها على هذا القمر الصناعي ولكن عادت هذه القناة إلى البث من خلال قمر صناعي آخر». وأضاف «إننا نعمل في أماكن أخرى ومن خلال قنوات أخرى من أجل إيقاف هذا البث. واستذكر إغلاق جيش الاحتلال نهاية الأسبوع قناة تابعة للجهاد الإسلامي في رام الله حرضت ضد إسرائيل.