9.45°القدس
9.21°رام الله
8.3°الخليل
14.87°غزة
9.45° القدس
رام الله9.21°
الخليل8.3°
غزة14.87°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

"بوليتكنك فلسطين".. نماذج عز على دروب الشهادة

جامعة_بوليتكنك_فلسطين_المبنى_أ_-_مدينة_الخليل
جامعة_بوليتكنك_فلسطين_المبنى_أ_-_مدينة_الخليل

تُعد جامعة بوليتكنك فلسطين في مدينة الخليل، إحدى أبرز الجامعات الفلسطينية التي قدمت الكثير من التضحيات على مدار تاريخ صراع شعبنا مع المحتل، إذ قدم أبناؤها، خاصة من أبناء الكتلة الإسلامية أروع الأمثلة في التضحية  بأغلى ما يملكون في سبيل نيل شعبهم حريته وكرامته.

وقد تنوعت أعمال المقاومة التي قدمها أبناء "البوليتكنك" على عدة أصعدة، فمن العمل الأكاديمي والمجتمعي إلى التوعية والتثقيف بأهمية المقاومة والجهاد في وجه المحتل، وصولا للعمل الميداني الذي تنافس فيه العظماء "ليذروا أرواحهم ودماءهم فداء لفلسطين؛ وليعبّدوا طريق الجهاد والاستشهاد للأجيال اللاحقة".

النموذج القدوة

وكان من أبرز من حفر اسمه بين خيرة المجاهدين الذين سطروا بجهادهم أروع دروب الملحمة مع الاحتلال، الشهيد البطل "نشأت الكرمي"، الذي اغتالته سلطات الاحتلال بعد أن أثخن فيهم الجراح ودقّ مضاجعهم، بعد أن ظنوا أنهم في مأمن من أبطال المقاومة والتضحية في ضفة العياش.

وقد التحق الشهيد الكرمي بالجامعة عام 1997م  ودرس تخصص هندسة أتمتة، وشغل منصب رئيس مجلس اتحاد الطلبة، وذلك على خلفية نشاطه الدعوي والنقابي المميز الذي قدمه في خدمة إخوانه الطلبة.

واعتقل الكرمي للمرة الأولى عام 1999م ما يقارب ثلاث سنوات، وبعد الإفراج عنه بفترة قصيرة اعتقل لمدة ثلاثة شهور إدارية ومن ثم أفرج عنه، حتى اعتقل الاعتقال الأخير بتاريخ 4/5/2004 بعد إطلاق النار عليه من قوات الاحتلال وإصابته إصابة بالغة في بطنه، بينما أصبح يستعمل الكرسي المتحرك لفترة قصيرة.

وعرف عن الشهيد البطل منذ انتمائه لحركة حماس بداية التسعينات، نشاطه في الحركة، إذ شغل مناصب قيادية ميدانية فيها، وكان من أبرز ما يميزه كما قال مقربون منه إنه "لم يكن يحب التصوير الفوتوغرافي، ونادراً ما يتمكن أي من أصدقائه الحصول على صورة له، ولم يكن يحب استعمال الأجهزة الخلوية النقالة، بل كان شديد الحرص والحس الأمني، بالإضافة إلى أنه كان متفوقا في دراسته، وعالي الثقافة والعلم والمعرفة".

جهاده وتضحياته

وكانت أبرز عملية نفذها الكرمي هي عملية  بني نعيم في الخليل، إذ تمكن هو ورفيق دربه مأمون النتشة من قتل ثلاثة من الإسرائيليين ودفنهم في مكان ما في أرض الخليل، لتعلن دولة الكيان الهش حينها أقصى درجات الاستنفار للبحث عنهم، وعن المنفذين.

وبعد أشهر من الملاحقة وبمساعدة أجهزة الأمن الفلسطيني، تمكنت القوات الخاصة الإسرائيلية من العثور على المكان الذي يختبأ فيه ورفيقه، لتشتبك معهم لمدة ثماني ساعات متواصلة، قبل أن يستشهدا ويرويا بدمائمها ثرى الخليل الطاهر.

وقد رسم الكرمي بجهاده الدؤوب طريق العزة والكرامة للأجيال المتعاقبة، خصوصا من أبناء البوليتكنك الذين تعرفهم ساحات العمل الجهادي جيدا، فما عرفوا الخنوع  يوما ولا التراجع رغم كثرة المحن والملاحقات، وهم يؤكدون بصبرهم وثباتهم أنهم باقون على العهد، وأن الراية التي سقطت من يد نشأت باستشهاده ستلاقي ألف نشأت يحملونها ويكملون بها الدرب والطريق.