20.01°القدس
19.77°رام الله
18.86°الخليل
24.99°غزة
20.01° القدس
رام الله19.77°
الخليل18.86°
غزة24.99°
الجمعة 22 اغسطس 2025
4.58جنيه إسترليني
4.81دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.96يورو
3.41دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.58
دينار أردني4.81
جنيه مصري0.07
يورو3.96
دولار أمريكي3.41

الأسير "الرجبي".. 15 عاماً من الاعتقال تنقل فيها بين خمسة سجون

536fa2e5c7b03d05951264b718b727d5
536fa2e5c7b03d05951264b718b727d5
الضفة المحتلة - فلسطين الآن

تتراكم اللحظات الضائعة في أعمار الأسرى، وما تزال أعدادهم ترتفع يوماً بعد يوم فلا يمضي يومٌ دون أن نسمع فيه أخبار المداهمات والاعتقالات، وهي أحكامٌ تتجاوز حد العد تلك التي تحاصر أعمار الشباب الفلسطيني، فقط لأنه اختار أن يعيش حراً، ويحقق لوطنه بعضاً من الاستقرار.

هي قصة الأسير أمين حمدي حامد ربحي (34عاماً) من مدينة خليل الرحمن، نشأ في عائلةٍ مكونة من سبع شقيقاتٍ وستة أشقاء، عرف كل شبرٍ من مدينته التي تبتلعها مغتصبات الاحتلال، رأى حجم المهانة التي تتعرض لها بلاده كل يوم ومدينته على وجه الخصوص، وفي الخليل ليس من عادة الشباب أن يقف متفرجاً دون رد الاعتبار لما يحدث، على الأقل هذا ما يُعرف عمن يعيش في تلك المدينة، حيث يكتسب نوعاً من القوة والجرأة التي لا يمكن للاحتلال أن يقف في طريقها كباقي مدن فلسطين.

وصل الأسير أمين الرجبي في حدود أحلامه الدراسية حتى الصف الثامن، ولم يكمل دراسته رغبةً منه في مساعدة والده في توفير لقمة العيش لهم، ولكن ذهنه أخذ يتجه صوب قدراتٍ وغيرةٍ لم يعرف أنه يمتلكها حتى مرت أمام ناظريه مشاهد الإهانة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني كل يومٍ، سواءً كان آمناً في مسكنه وقرُع باب بيته ليجد الاحتلال وقد جاء لاعتقاله، أو إن كان قد غادر بيته صوب عمله واختار الاحتلال أن يغلق الطريق عليه، الأسير ربحي عايش كل هذه الأحداث ورفض أن يقف متفرجاً، فعقب انتفاضة الأقصى سارع الأسير الرجبي إلى الالتحاق بكتائب القسام، وسرعان ما تم ضمه إلى أحدى الخليات العسكرية في الكتائب.

نفذ الأسير الرجبي عدة عملياتٍ عسكرية كدرت صفو العيش للاحتلال الإسرائيلي، فقد قام في إحدى المرات بإلقاء عبوة ناسفة على خط 60 بالقرب من المغتصبة التي تتربع على مدينته منذ أن أبصرت عيناه النور، مستوطنة كريات أربع، كما وقام برفقة خليته بتفجير عبوة ناسفة في مجموعةٍ من الجنود قرب الحرم الإبراهيمي الشريف، كما وأطلق مراتٍ عدة النار على سيارات المستوطنين التي تمر بالقرب من مدينته يومياً.

وبحكم نشاطه ورغبته في المقاومة، لم يكن الاحتلال ليتركه وشأنه، فقد سارع إلى اعتقاله في ليلة الخامس من شهر أيلول لعام 2003، حيث اقتحمت قوات الاحتلال منزله وعاثت به خراباً، وفي تمام الساعة الواحدة اقتادته إلى مسجدٍ وسط المدينة حيث تم استجوابه حتى ساعات الصباح، ثم تم نقله إلى مركز توقيف عتصيون، ومكث هناك مدة شهرٍ كامل، ثم جرى نقله في نهاية المطاف إلى سجن عوفر.

الأسير الرجبي كانت وجهت بحقه لائحة اتهامٍ سابقة، وبالإضافة إلى اعتقاله الجديد بتهمٍ أخرى، حكم عليه مدة 15 عاماً، وهي أعوامٌ لم يدعه الاحتلال ينعم بلحظةٍ من الاستقرار فيها، في الوقت الذي نعلم فيه أن الاستقرار بالنسبة للأسير يعني تواجده في سجن واحد، حيث مجموعة ثابتة من الأسرى يكونون عوناً له في مواجهة أيام الاعتقال القادمة، ولكن الرجبي حُرم من ذلك، فقد تنقل من سجن عوفر إلى جلبوع إلى السبع إلى الديمون، إلى أن وصل به المطاف إلى سجن النقب الصحراوي.

هي لحظاتٌ عديدة محزنة مرت على الأسير الرجبي خلال اعتقاله، وكان منها وفاة ابن أخيه الذي لم يعرفه إلا من خلال الصور، فقد رزقت به عائلة شقيقه وتعلق قلبه بالصورة التي أرفقوها له عند زيارتهم لذلك المولود الجديد في العائلة، لكنه توفي بعد خمس سنوات من اعتقال عمه الرجبي، كما وفقد الأسير أعمامه الثلاثة خلال فترة اعتقاله، ومنهم عمه عطاء الرجبي والد الأسيرين فؤاد ومحمد الرجبي المحكومان بالسجن مدة 13 سنة.

تمكن الأسير الرجبي خلال فترة اعتقاله من تحقيق بعضٍ من أحلامه الضائعة، فقد أنهى مرحلة الثانوية العامة، ونال درجة البكالوريوس في تخصص التاريخ من جامعة الأقصى، كما وحصل على عددٍ من الدورات الثقافية ومناه دورة الصحفي الشامل.

هي ثلاث سنينٍ تبقت ويعود الأسير الرجبي حراً إلى مدينته، وستنجلي 15 سنة لم يظن يوماً أنه سيقضيها في سجون الاحتلال، وإن كانت تلك هي السنوات التي أهدته الكرامة والعزة وفخر العائلة.