25.55°القدس
25.51°رام الله
24.42°الخليل
26.32°غزة
25.55° القدس
رام الله25.51°
الخليل24.42°
غزة26.32°
الأحد 06 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

خبر: كتاب "إسرائيل مستقبل مشوب بالريبة" يثير جدلاً

يعرض الباحثان البلجيكيان ريشار "لأوف وأوليفيا بوروخوفيتش" ثمانية معايير لفحص قدرة "إسرائيل" ككيان سياسي على البقاء, ويكرسان لكل واحد من هذه المعايير فصلاً معمقاً ورصيناً. والمعيار الأول يتعلق باستمرار وتنوع المواقف المعادية للسامية والمعادية للصهيونية والتي لا تنبع فقط من التاريخ الديني والثقافي للغرب بل من الأفعال البائسة لإسرائيل نفسها، خصوصا في مجال التقليص الذي تفعله بمعنى المحرقة النازية والاضطهاد للفلسطينيين في المناطق المحتلة. أما المعيار الثاني فيشير إلى صعود الأصولية الإسلامية التي ترى في "إسرائيل" فرعاً وتلميذاً سيئاً للإمبريالية الغربية, ويرى المؤلفان أن هذا الميل سيتعاظم مع مرور الوقت وسوف تنشأ أوضاع ممكنة لهجمات مشتركة أيديولوجية ودبلوماسية وعسكرية ضد "إسرائيل". ويتصل الفصل الثالث بالوضع المتواصل لغياب الاستقرار في الدول المعادية لـ"إسرائيل", وتغيير هذا الوضع لن يترجم بالضرورة إلى سياسة إقليمية تسلم بوجود "إسرائيل"، بل العكس من ذلك, فالاستقرار يسمح للدول المتنازعة حاليا مع بعضها أن توحد قواها ضد "إسرائيل". ويعرض المعيار الرابع للتكنولوجيا العسكرية الحديثة، التي تسمح بهجمات مدمرة ومشتركة من بعيد, من هنا ليس بوسع "إسرائيل" مستقبلا أن تخوض حروباً فقط على أراضي العدو: فشواطئها سوف تغدو معرضة للهجمات كما حدث في حرب الخليج الأولى العام 1991. وفي المكان الخامس يأتي التأييد الدولي، وخصوصاً من جانب الولايات المتحدة، الذي يتراجع، سواء بسبب ظهور أجيال جديدة لا تشعر بالذنب جراء المحرقة النازية (فضلا عن مشاركة إسرائيل في الاستهانة بها جراء استغلالها سياسياً)، أو بسبب تغيير حاد في السياسة الخارجية للدول الغربية جراء صعود قوى عظمى جديدة (مثل الصين، الهند والبرازيل) والطلب العالمي المتزايد على المواد الخام والتي لا تتوفر لإسرائيل. وبموازاة ذلك هناك المعيار السادس الذي يعرضه المؤلفان وهو يتعلق برد فعل الرأي العام الشديد ضد إسرائيل كلما تبين أنها تنوي فعليا ضم ومصادرة الأراضي التي احتلتها العام 1967 عبر إبعاد وقمع سكانها الفلسطينيين, ويتعزز هذا الميل بقدر ما تقوم الجاليات اليهودية في العالم بقبول وتمويل – فعلياً أو ظاهرياً - العدوانية الإسرائيلية في هذا المجال, والعامل الضاغط الآخر الذي يعيب على الوجود القومي الإسرائيلي هو العامل الجغرافي, فـ"إسرائيل" صغيرة وضيقة وفي حال تعرضها لهجوم منسق يستعين بوسائل تكنولوجية متطورة، كما يكتب المؤلفان، فإن إصابة المواقع الإستراتيجية الإسرائيلية أمر محتوم. وفي النهاية يشدد المؤلفان على الشروخات الكثيرة داخل "إسرائيل" والتي تضعفها من الداخل, ويريان أن النمو الديموغرافي يميل لمصلحة الشرائح المعادية للصهيونية والتي تثقل على "إسرائيل" وخصوصاً شريحة المستوطنين التي تزداد توسعا واحتلالاً للمناصب المركزية في السياسة وفي الجيش, وفي مثل هذه الظروف لا مجال لحكم ناجع أو لاتزان عقلاني في سيرورة اتخاذ القرارات.