تواصل وزارة الصحة الفلسطينية سياسة تقليصات واسعة بحق عدد من المراكز الصحية الكبيرة في قطاع غزة، حيث قامت الوزارة بإغلاق عدد كبير من العيادات الصحية بشكل كامل أو تقليص العمل بها بشكل فاق النصف في بعض الحالات.
وجهت وزارة الصحة ضربة قاصمة لمخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة خلال أقل من الشهر، حيث أصدرت قرار بإغلاق مستوصف النصيرات المركزي الذي يخدم ما يزيد عن 80 ألف مواطن، وتبعته بقرار ثاني يقضي بإغلاق مستوصف النصيرات الغربي بمنطقة المخيم الجديد الذي يخدم ما يزيد عن 25 ألف مواطن مطلع الشهر المقبل.
قرار وزارة الصحة قوبل بحملات استنكار واسعة ملأت مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى عدد من الفعاليات التي طالبت الوزارة بالعدول عن قراراها، وإنصاف سكان التجمع الأكبر بالمحافظة الوسطى.
الغضب يخيم على النصيرات
نظم عدد من ممثلي المؤسسات المحلية والمجتمعية بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وبحضور عدد من أهالي المخيم وقفة احتجاجية أمام مستوصف النصيرات الغربي، وذلك تنديداً بقرار إغلاقه في الأول من الشهر القادم.
من جانبه قال رئيس لجنة الحي بالمخيم الجديد "أبو الرائد درويش" في كلمة ألقاها أمام الحضور: "هذا المستوصف أنشأ من عرق وجهد أبناء المخيم، ومن الواجب ألا يغلق هذا المستوصف".
وتابع درويش: "نطالب بسيارة إسعاف لأبناء المخيم لأنهم يستحقون كل أنواع الرعاية الصحية، وتفاجأنا بقرار إغلاق المستوصف، ونقول للجميع أننا لن نسمح بإغلاقه".
أما الحاج "أبو موسى الهباش" قال: "سنقف في وجه من يريد إغلاق هذا المستوصف، ولن نسمح لأى عنصر أو طرف من الأطراف بإغلاقه لأنه قرار جائر بحق أبناء المخيم".
وفي ذات السياق قال رئيس جمعية آفاق جديدة بالنصيرات "قاسم بركات": "رغم أن المستوصف لا يقدم إلا الشيء القليل لأبناء المخيم؛ إلا أننا لن نسمح بإغلاقه؛ لأنه أحد حقوقنا المشروعة التي يجب أن تعمل وزارة الصحة على تطويرها".
وأشار الناطق باسم الحملة الشعبية لإنشاء مستشفى في المنطقة الوسطى "ماجد زريد" أن أبناء المحافظة الوسطى طالبوا من قبل بإنشاء مستشفى جديد يخدم المحافظة وزيادة الدعم لمستشفى شهداء الاقصى، معبرا عن رفضهم للتقليصات التي تقوم بها وزارة الصحة، ومطالبا بالاهتمام بالرعاية الصحية للمواطنين كحق راسخ لا يمكن المساومة عليه.
وطالب زريد جميع المسئولين بالوقوف أمام مسئولياتهم في خدمة أبناء شعبهم، وأن يقوموا بواجبهم ورسالتهم في خدمة المواطنين، معتبرا العلاج حق راسخ لكل مواطن لا يجب الاقتراب منه.
ووجه الناشط الشبابي "أيمن أبو شاويش" رسالة إلى وزارة الصحة الفلسطينية: "لا يحق لوزارة الصحة أن تغلق مستوصف النصيرات الغربي الذى يخدم قرابة 25 ألف مواطن من أبناء المخيم الجديد بالنصيرات".
وقد اتخذت وزارة الصحة من قبل قرار بإغلاق المستوصف الرئيس بالنصيرات المجاور لبلدية النصيرات.
المحافظة المظلومة صحيا
وعلى خلاف محافظات قطاع غزة، توجد بالمحافظة الوسطى مستشفى وحيدة تخدم جميع سكان المحافظة "مستشفى شهداء الأقصى"، حيث يمثل البعد المكاني لمستشفى الأقصى كونها تقع في مدينة دير البلح في الجهة الجنوبية من المحافظة، خطرا على حياة المرضى، علاوة على عدم توفر جميع التخصصات في المستشفى، والقدرة الاستيعابية القليلة مقارنة بعدد سكان المحافظة.
يبلغ عدد سكان المحافظة الوسطى لقطاع غزة حسب كتاب فلسطين للإحصاء عام 2014 "255.705"، موزعين جغرافيا على مخيم النصيرات حيث التجمع الأكبر لسكان المحافظة، ومخيمي البريج والمغازي، ومدينة دير البلح، وقرى الزوايدة والمغراقة وجحر الديك، ومدينة الزهراء.
وشدد الناشط الشبابي "طارق طبازة" أن على وزارة الصحة واجب يطالبها بزيادة القدرة الصحية للمحافظة الوسطى، مستهجنا قرار التقليصات الكبيرة التي اتخذتها الوزارة بحق المحافظة التي تعاني من قلة الإمكانيات وغياب الكثير من التخصصات بمشفاها الوحيد.
وعبر رئيس بلدية النصيرات "محمد أبو شكيان" خلال تصريحات سابقة عن رفضهم التقليصات التي تقوم بها حكومة الوفاق في قطاع الصحة بغزة، معربا عن تفهمه للمشاكل التي يعاني منها مستوصف النصيرات والتي تتمثل بغياب تعيين موظفين جدد بدل المتقاعدين، وتوقف البطالات، علاوة على مشكلة الموظفين المستنكفين عن العمل منذ عام 2007.
