بين المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هريئيل، اليوم الأربعاء، أن قوات الأمن البلجيكية تلقت تحذيرًا أمنيًا دقيقًا من عملية تفجيرية ستقع في العاصمة بروكسل، وعلموا أن الاحتمال الأكبر أن تحدث العمليات في المطار وفي محطة قطار، خلال وقت قريب جدًا.
ورغم التحذير، لم تتخذ أجهزة الأمن البلجيكية الإجراءات اللازمة لمنع العملية التفجيرية، رغم وجود مقرات الاتحاد الأوروبي ومراكز حيوية أخرى في العاصمة، كان من الممكن أن تطالها العمليات، ولم ترتق إجراءات الأمن لمستوى التحذير الذي تلقته السلطات حول العمليات الوشيكة.
وبحسب هريئيل، تم التخطيط لهجمات بروكسل في مدينة الرقة السورية، عاصمة خلافة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وأن الخلية التي نفذتها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتلك التي نفذت اعتداءات باريس في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وفي الوقت الحالي، يرجح أن المجموعتان تشكلان فصيلين مترابطين لخلية إرهابية واحدة، وأن حلقة الاتصال بينها هو صلاح عبد السلام، الذي اعتقلته السلطات البلجيكية الأسبوع الماضي في بروكسل، بشبهة ضلوعه في اعتداءات باريس.
واعتبر هريئيل أن اعتقال عبد السلام كان سبب التعجيل في تنفيذ العمليات الإرهابية في بروكسل يوم أمس، بسبب قلق "داعش" من أن يعترف عبد السلام خلال التحقيق معه بمعلومات عن العمليات المخططة قد تؤدي إلى القبض على أعضاء الخلية، خاصة بعد أن تناقلت وسائل الإعلام البلجيكية أنباء مفادها أن عبد السلام يتعاون مع المحققين.
وأشار هريئيل إلى أن التحقيق مع عبد السلام، إلى جانب معلومات استخبارية من مصادر متفرقة، بعضها يتعلق بمعاقل قيادة التنظيم في سورية، كان من المفترض أن تؤدي إلى زيادة تأمين الأماكن العامة والشعبية التي يرتادها الكثير من المواطنين في بروكسل، إضافة إلى توسيع مطاردتهم وتضييق الخناق عليهم.
وقال هريئيل إن السلطات البلجيكية تركز حاليًا على مطاردة نجيم العشراوي، الذي صنع الأحزمة الناسفة وهرب في اللحظة الأخيرة من المطار، لكن يبقى القلق من أن تكون هناك خلايا أخرى في أنحاء أوروبا تخطط لتنفيذ عمليات مشابهة في عواصم أوروبية أو دول أخرى.
