14.43°القدس
14.15°رام الله
13.3°الخليل
18.35°غزة
14.43° القدس
رام الله14.15°
الخليل13.3°
غزة18.35°
الأحد 05 مايو 2024
4.66جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.66
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.72

إخوة على "رؤوس بعض" حياتهم كـ"ناقر ونقير"

اخوة
اخوة
غزة - فلسطين الآن

وقفت الثلاثينية عبير صالح عاجزة عن فض الشجار الشبه يومي الذي ينشب بين ابنيها أحمد (12 عامًا)، ومسعود (13 عامًا)، فما أن يعودا من مدرستهما إلا وتنشب حرب أهلية بينهما، فلا تكاد تدير ظهرها لتكمل باقي المهام البيتية وإعداد الطعام قبل عودة والدهم من عمله، إلا ويعلو صوتهم من جديد لأسباب معظمها تافهة.

تقول صالح: "هما أكثر اثنين من أبنائي تنشأ بينهم خلافات، فيجلس كل منهما للآخر على النقرة، لا يتحملان بعضهما في أبسط شيء، رغم أن كل واحد منهم يكن للآخر الحب في قلبه".

وفي كثير من الأحيان لا تجد صالح منفذًا لإنهاء الخلافات إلا عندما يعلو صوتها ليسمعه الجيران من حولها، وتقوم بإبعادهما عن بعضهما، أو تلزم كل واحد منهما الجلوس في مكان بعيدًا عن الآخر، علها تستطيع أن تعيد أعصابها إلى طبيعتهم وتشعر بالهدوء.

الأبناء خاصة من لا يوجد فرق في العمر بينهم عادةً ما تكون حياتهم أشبه بـ"ناقر ونقير"، بسبب المشاجرات والخلافات اليومية التي أصبحت أمرًا معقدًا وأحيانًا لا تستطيع الأم السيطرة عليه.

أسباب لا تذكر

 

أما أم معاذ عثمان، وهي أم لخمسة أبناء، قالت: "بكاء وصراخ ومشاجرات.. هذه مظاهر الحياة اليومية بين معاذ (10 أعوام)، و(رنين 9 أعوام)، حيث لا تملك إلا الصراخ عليهما ليتوقفا عن مشاجراتهما، وتهديدهما بعقاب والدهما عند عودته من العمل".

وأوضحت أنها لا تمتلك القدرة للسيطرة عليهما، فباتا وكأنهما أعداء، وقالت "لا أعرف كيفية التعامل معهما، وما السبب وراء كل هذه المشاحنات، فالسبب القائم على الخلافات في الغالب لا يذكر، وكل واحد منهما يلقي اللوم على الآخر متهماً إياه بأنه السبب في إشعال المشاجرات".

 

دور الوالدين

ويرى الأخصائي النفسي زهير ملاخة، أن الخلافات عادةً ما تنشب بين الإخوة الذين لا يوجد بينهم فارق في العمر، مع أن الأغلب يتوقع أن تكون بينهم علاقات أخوة وصداقة بحكم تقارب العمر بينهم، فالأصل في العلاقة الأخوية أن تكون قائمة على المحبة والتعاون والتوافق.

وقال ملاخة: إن المشاحنات بين الأبناء أمر عادي وموجود في كل بيت بشكل شبه يومي، وترجع أسبابها إلى تفضيل الوالدين أحد الأبناء على الآخر، والغيرة بين الإخوة بسبب التفوق، وحب السيطرة والتملك لدى أحد الأشقاء، بالإضافة إلى الرغبات المختلفة بين الإخوة، مثلاً كل واحد منهم يفضل قناة تلفزيونية معينة ما ينشئ الخلافات والمشاجرات، والمشادات الكلامية".

وبيّن أن دور الوالدين والبيئة الأسرية والمعاملة الوالدية هي التي تؤسس شكل العلاقة بين الإخوة وخاصة التي تقاربت أعمارهم، مضيفاً: "إذا كان سلوك الآباء في الأسرة قائما على المحبة والتعاون والألفة والتقارب والجو العائلي المفعم بالمحبة والحنين، انعكس ذلك على علاقة الإخوة لتصبح أكثر انسجامًا وحبًا وشراكة وتعاونا، بل وتصل للإحساس بحاجة الآخر وتقديم ما تملك له".

وأضاف ملاخة: "أما أسلوب القسوة والتفرقة والصراخ فهو يؤثر على نفسية الإخوة، ليحل محل الحب والود والتسامح والغيرة والأنانية وحب الذات، وهذا الدافع للصراع والتناوش الدائم بين الاخوة وخاصة ذات الاعمار القريبة".

وأوضح أنه لابد من أن تتكاثف جهود الوالدين في التربية إلى ذلك الجو والأسلوب الايجابي لتكوين أسرة متماسكة متعاونة بعيدًا عن الاضطرابات وسوء الفهم والمعاملة، والأسلوب الخاطئ ينتج مشاعر سلبية تزداد وتتفاقم مع الأيام والأزمنة وخاصة إذا بقي السلوك والأسلوب التربوي المسبب قائما.

ولفت ملاخة إلى دور الإخوة الكبار والحكماء والمجتمع ككل في عملية التثقيف والتوضيح، لما لها من تأثير ايجابي على أجواء وعلاقات الأسرة الواحدة، وتأثير على العلاقة بين الإخوة الباقين بحكم خلافاتهم المستمرة.

وتابع حديثه: "لذلك فإن أي اضطراب في مكونات الأسرة حتما سيكون له انعكاسه في افتعال المشاكل بين أخ وأخيه، أو أي فرد من العائلة وسيجعل اجواء البيت دائمًا في حالة من الفوضى والقلق والنكد، وسيضطر كل فرد للاكتفاء بنفسه عن الآخرين".

ويرى ملاخة أنه للتخلص من المشاجرات فيما بين الإخوة لابد من تعليم الأبناء أسلوب التفاوض، فإذا اختلفوا على شيء يجب أخذه منهم وإخبارهم أنه يمكنهم استرجاعه بعد أن يصلوا إلى حل واتفاق، وتعريفهم أيضا أن التزامهم بهذا الاتفاق سيضمن لهم الاحتفاظ بهذا الشيء.

وختم حديثه: "لذلك لابد أن نكون حريصين على ايجابية العلاقة والمسببات لنشوء شكل العلاقات، ويجب تقديم النصح والتنويه، وتأليف القلوب بينهم باستخدام أسلوب التأثير الوجداني على نفوس وعقول الاشقاء، والأسلوب الواعي".